دخل (محدود) وحيل (مهدود).!
أن تطالبك زوجتك بجلب (ثوب) لها – بديلاً عن ذاك الذي (تودك) من هبوب رياح مؤخرات الكوانين الصفيحية، و(كركرة) الحوامة و(المساسقة) ما بين بيوت الحلة بحثاً عن (شمار) فاحت رائحته وعمت القرى والحضر- فهي بالتأكيد تبحث عن نهاية غير سعيدة لحياتها الزوجية- وتتحجج ليس إلا للظفر بـ(طلاق بائن) ترتاح فيه من عبارة (اجيب ليكم من وين)..؟…والتي ترددها باستمرار، حتى حفظها ابناؤك (اولاد الحنود) عن ظهر قلب، ولكني انصحك عزيزي القارئ (المغلوب على امرك) أن تحاول افهام زوجتك المصونة، أنك من اصحاب الدخل (المهدود)، فربما (تيقنت وعملت رايحة من حكاية التوب دي)..وإلا (….)…وهذه النقاط تبحث ايضاً عن رجل (مالي مركزو) ليملأ فراغها.
وقصة طريفة تتحاكى بها مجالس المدينة عن رجل من شريحة (الدخل المهدود)، وكيف انه تجرأ على التقدم لخطبة فاتنة وابنة احد الاثرياء، وعندما سأله والدها الثري و(التريان) عن امكانياته، راح صديقنا يحدثه عن إمكانيات اخرى (لا تصلح للنشر هاهنا)، والقصة السابقة ليست بحاجة لبقية، فقط ينبغي أن تعلم عزيزي القارئ أن ذلك (الثري) قام بطرد صاحبنا ابو (دخل مهدود) بحجة انه (قليل ادب).!…وغريب امر ذلك الرجل الثري في زمان صارت فيه المدخلات (مهدودة) و….(الحيل) كذلك.!
وصديقي يفتخر بأنه صاحب دخل (مهدود)، ويعتبر بصدق أن ذلك من شأنه أن يبعد عنه كل شبهة (حرام)، ويجعل كل الناس (تشاور) عليه وتقول بصوت واحد: (ياسلااااام…شوفوا الراجل دا بيأكل من عرق جبينو)..!…وفلسفة صديقي ربما تكون مقنعة جداً في زمان لا يعترف فيه إلا بصاحب الدخل (المهدود) رمزاً للعفة ونظافة اليد واللسان و…(الجيب).!
الطريف في الموضوع أن قضية اصحاب الدخل (المهدود) لم تعد هي الاكثر اثارة، فعلى الاقل هنالك دخل، سواء كان (مهدودا) أو (شادي حيلو)..لكن الطريف أن المجتمع السوداني يشهد هذه الايام على ظهور شريحة جديدة لنج، نختار لها مسمى اصحاب الدخل (المعدوم)، اولئك الذين يقبعون في منطقة وسطى ما بين اصحاب الدخل (المحدود) و(المهدود)…واظنكم تعرفونهم جيداً.
شربكة اخيرة:
التحية في هذا الصباح لكل صاحب دخل (مهدود) ينتظر يوما واحدا في الشهر لصرف مرتب بالكاد يكفيه لثلاثة أيام ، (هذا بالطبع اذا تم صرفه له في نفس ذلك اليوم).!