“نبض الشارع” الانتخابات.. موسم صناديق الاقتراع
تشهد البلاد هذه الأيام حراكاً وسباقاً سياسياً كثيفاً استعداداً للانتخابات القادمة في أبريل المقبل، باعتبار أنها الوسيلة الديمقراطية الوحيدة للتداول السلمي للسلطة في الدولة الحديثة وتباينت الآراء بين قادة بعض الأحزاب حول المشاركة أو المقاطعة كل حسب رؤيته وأسبابه التي تدفعه لخوض الانتخابات أو تمنعه.
وللوقوف على الاستعدادات للانتخابات بعين المواطن من مقاطعة بعدم التصويت أم الإدلاء بالرأي، بجانب درجة الوعي لدى الشارع العام بالعملية الانتخابية، رصدت (اليوم التالي) آراء المواطنين وردود أفعالهم تجاه العملية التي ذهبت غالبيتها للمشاركة باعتبار أنها حق دستوري مكفول للجميع.
حق دستوري
وفي السياق، أشارت مواطنة – فضلت حجب اسمها – إلى أنها ستمتنع عن الإدلاء بصوتها في الانتخابات القادمة، مبررة ذلك بأنه لا أحد يستحق أن تمنحه صوتها. وأضافت: أدلينا بموقفنا في الانتخابات السابقة، ولكن لا جديد يذكر ولا قديم يعاد، لذلك ستكون كسابقاتها. وقالت متسائلة هل أدلي بصوتي لوعود؟ لا أدري متى سيتم تنفيذها، ولذلك لاعتقد أنها ستضيف شيئاً جديداً للبلاد. وأشار منير مجيدي إلى أهمية الإدلاء بصوته، باعتبار أنه من ضمن الحقوق التي يكفلها الدستور، لافتاً إلى حيرة وتوهان الكثير من الناس في عملية التصويت، متساءلاً في ذات الوقت من يستحق التصويت؟ من جانبه قال علي عبدالله – مواطن – لا داعي للانتخابات، مشيراً إلى أهمية استبدال خسائر هذه العملية وتحويلها إلى التعمير. وأضاف: نحن في زمن أحوج ما يكون إلى لقمة العيش أكثر من تلك الانتخابات. وأضاف البنيان يحتاج قاعدة صلبة يقام عليها وعندما يتحسن الوضع وتعي الأحزاب أهمية مشاركتها، في ظني حينها تظهر الديمقراطية الحقيقية، لافتاً إلى أن ذلك لا ينفي عدم مشاركته والإدلاء برأيه.
الأصوات أمانة
ومن جانبها، أوضحت بدرية بابكر – ربة منزل – أن مشاركتها واجب تمليه عليها الوطنية. وأشارت إلى أن صوتها أمانة لذلك سيصوب هدفها إلى من هو أجدر وأنفع لوطننا الذي لا نبخل عليه بالغالي والنفيس. وأكد صلاح طيفور – مواطن – إلى أن التصويت حق دستوري لأي مواطن. وأضاف إلى أن أهميته تكمن في مشاركة الأحزاب الأخرى حتى يوجد تمثيل لكل الأحزاب داخل البرلمان وتصبح الهيمنة لجهة بعينها، بحيث تتمثل عملية الرأي والرأي الآخر، والذي بدوره ينعكس إيجاباً على الوضع في بلادنا، ولا يقل إدلاء المواطن برأيه أهمية من مشاركة الأحزاب وإنما يعاب علينا، فالتصويت دائماً يكون بالولاء غض النظر عن البرنامج المطروح.
تمثيل مهم
“من الضروري أن أدلي بصوتي”.. هكذا بدأ أحمد جمعة الأمين العام للجنة الشعبية بالحاج يوسف مربع (6) حديثه لـ (اليوم التالي) لعلي بصوتي أرجح كفة الرجل المناسب في المكان المناسب، إضافة إلى أن الوطنية تدفع أي مواطن بالتعبير عن حقوقه وإلى من يريد تسليم زمام قيادته. وأوضح أن أهمية الانتخاب تكمن في وجود سلطة تؤمن للمواطن أمنه واستقراره. وأضاف: هذا ما يعانيه الشعب السوداني خاصة في المناطق الغربية، إضافة إلى الانفلات الأمني الذي تشهده دول الجوار. ومن جهته، أشار عوض ضرار رئيس مركز لتسجيل الناخبين إلى ضعف الإقبال على المراكز أثناء إجراء عملية التسجيل. وأضاف: ذلك لا ينفي عدم مشاركتهم والإدلاء بآرائهم في العملية الانتخابية. وقال حسب التجارب عندما تأتي عملية فتح الصناديق يهب المواطنين حتى يضيق المكان من كثافة إقبالهم، كل يريد أن يصوب نحو هدفه، لافتاً إلى أهمية الإدلاء بالأصوات لمن يستحق، ومن يقدم جهده لخدمة البلاد بغض النظر عن اختلاف الأحزاب.
وصفة باحثة اجتماعية
ومن ناحيتها، أشارت الباحثة الاجتماعية ثريا إبراهيم إلى أن الإنسان بطبعه يحركه الإحساس الداخلي، ويمكن أن يتناسى كل شيء لكن عندما تمس لقمة عيشه وقتها ينقلب الأمر رأساً على عقب، إضافة إلى عدم وجود ما يشجع خاصة الوعود إذا لم يتم تنفيذها لافتة إلى أن الوضع الاقتصادي المتدني علاوة على تزايد الفاقد التربوي، فضلاً عن انحسار دور الأحزاب والجمعيات والمنظمات المختلفة، بجانب ضعف الكثير من الخدمات، كل ذلك قد يشكل عملية الإحباط لدى المواطنين في عدم الإقبال إلى صناديق الاقتراع، مشيرة إلى أن الانتخابات تأتي نتاجاً للممارسة السياسية لكل الأحزاب والطوائف، وترتبط بطبيعة البنى السياسية للأنظمة المعنية ومدى ملاءمتها للنشاطات السياسية للمواطنين، ومدى انفتاحها على مساهمتهم الفعلية في العملية.
اليوم التالي