عصام جعفر : شجرة وشجرة بتعمل غابة
> كان أحد الآباء ذات مرة ماشياً مع أولاده فأراد أن يلقي عليهم درساً نافعاً..
فوجد (شجرة) صغيرة في بداية نموها، فأمر أولاده أن يقتلعوها من الأرض، فامسك بها أحدهم فاقتلعها بسهولة شديدة.. ولما تقدموا في السير وجد (شجرة) أخرى أكبر منها، فقال لهم: اقلعوا هذه أيضاً، وكانت قد مدت أصولها في الأرض فاجتهدوا وتعبوا حتى اقتلعوها بصعوبة..!! ثم بعد ذلك لقى (شجرة كبيرة) جداً وهي متاصلة في الارض، فقال لهم: انتزعوا هذه أيضاً فاجتمعوا كلهم وحاولوا اقتلاعها فلم يتمكنوا وذلك لأن جذوعها قد امتدت في الأرض وتأصلت، وهنا قال لهم الأب المجرب والحكم: هكذا شأنها يا ابنائي، فاقلعوها كلما كانت عشباً لأنها إن تاصلت صعب عليكم نزعها، وان تمكنت وصارت (شجرة) استعصى قلعها..؟!
> لقد كبرت الآن (شجرة) الظلم والأذى والحرمان وتفرعت وامتدت اغصانها وألقت بظلالها على مساحات واسعة جداً وامتدت جذورها عميقاً في التربة تمتص غذاءها من عرق الناس الذي بللوا به التربة وتستنشق هواء أنفاسهم ويصعب الآن اقتلاعها لأن الناس في غفلة من الزمان تركوها تنمو وهي عشبة صغيرة من الاعشاب الضارة واستهانوا بقوتها فمدت جذورها تتغذى من التربة وتأخذ غذاء الاشجار الاخرى التي بجوارها لأنها تعودت أن تأخذ دون أن تعطي وقد أثمرت الآن العديد من الثمار المرة التي لاينتفع بها طير أو حيوان أو انسان وخطورة هذه الثمار أن بها بذور أن سقطت على التربة أنبتت شجيرات صغيرة بجانبها ستصبح هي أيضاً اشجار أو غابة أن فشل الاولاد أيضاً في اقتلاعها وهي صغيرة.