ياسر عبد الله : نفسي اقطع الكبري.!
تقول الطرفة أن احدى قري السودان شهدت خلال احدى فترات الانتخابات أن تلقت وعوداً من مرشح الدائرة بانه سيشيد مستشفى ومدرسة وجامع ويوصل الكهرباء والمياه للقرية، وما أن حصل على الأصوات حتى اختفى من المنطقة وما انجزه طيلة فترة فوزه بانتخابات الدائرة أن شيد منزلاً وامتطي سيارة فارهة، وعندما جاءت الانتخابات القادمة اجتمع أهل القرية، وهم غاضبون على المرشح الذي (وعدهم ولم يوف) وانصرف الى تحقيق طموحاته الشخصية،وقرروا بالاجماع عدم التصويت له، لكن احد رجال القرية من كبار السن رفض بشدة، وطالب أهل القرية بالتصويت له في الانتخابات الجديدة لانه بحسب وجهة نظره، (جن تعرفه ولا جن ما تعرفه)، كما أنه مرشحهم السابق عمل بيت وعربية، وفي الانتخابات الجديدة سيلتفت إلى القرية وقال لهم : (لورشحنا زول جديد تاني حيجي يعمل برضو عربية وبيت)، فاقتنع الجميع بحكمة الرجل، ولكن فشلت نظريته فشلاً ذريعاً لان مرشح القرية، اتضح أن طموحه أكبر من البيت والعربية، وفي دورة التجديد له في الانتخابات الثانية، عمل مصنع وشركة وبقي رجل اعمال كبير، وايضاً لم يفعل لقريته (الحبة) لامستشفى لا كهرباء لا موية، ناس القرية قنعوا من خيراً في (القصة كلها)، وبقوا مع المعايش الجبارة، و(نسوا الفكرة)، على قول المثقفاتية.
والبلاد تتاهب للانتخابات في ابريل القادم اختار أحدهم باحدى الولايات وهو مرشح مستقل رمز التفاحة وشعار حملته الانتخابية، (التفاحة من أجل الراحة)، شعار جاذب لكن على المرشح أن يعلم أن التفاح يعتبر لدى (السودانيين) من الفواكه المحرمة ليس (شرعاً) ولكن لصعوبة الحصول عليها من نحو (90%) من الشعب السوداني، الذي لم يرها الكثيرين منه الا في المسلسلات أو الأفلام، اخشى على المرشح أن يتسبب رمزه في خسارة الكثيرين من المؤيدين، طيب اذا في زول اختار رمز اللوري يكون شعاره شنو (دودو بي اللوري) ولا شنو.
أحدهم عاطل عن العمل حاول اللحاق بموسم الانتخابات ، حتى يقنع احدى حسان القرية بالموافقة على زواجه، ولانه يعلم تماماً فشله في الانتخابات فقرر أن يكمل المراسم قبل انطلاق عمليات التصويت، فاختار رمز (الركشة) وكتب عليها شعار حملته ( نفسي اقطع الكبري)، لكن الحسناء التي قرر الارتباط بها قالت له يا تغير الشعار (يا انا في سكة وانت في سكة)، صاحبنا طوالى استجاب للضغوط وقرر خوض الانتخابات بشعار (البرادو) وجعل عنوان حملته (العندو برادو الله رادو)، وشال قرض من البنك وطبع البوسترات، ونجحت خطته وتقدم لوالد الفتاة طالباً يدها للزواج خلال اسبوع (لانه نازل انتخابات وتاني ما فاضي)، وتم الزواج (الراجل كمان ما مرشح وكدا)، وانتهت الانتخابات، وجاء في ذيل القائمة ولكن نجح في الحصول على قلب الفتاة التي قرر الارتباط به، وانتهت السكرة وجاءت الفكرة وتم القبض عليه بشيكات البنك واودع في السجن (يبقي لحين السداد).