ليلة سعيدة..!!
كانت تهاني، قد جاءت مبكراً، وحجزت مقعداً أمامياً في المحاضرة.. لم تكن تصدق أنها ستقابل مولانا حامد الطاهر مرأى العين.. تتابع حلقته العلمية على شاشة تلفزيون النعيم كل يوم جمعة.. حالة إعجاب من طرف واحد.. لم تكن تهاني تركز على كلام الشيخ بقدر ما يعجبها مظهره، لحيته المسدلة، والمصبوغة بلون الحناء.. الجلباب الأبيض الناصع.. إبتسامته حين يقول استغفر الله.. تأخر الشيخ قليلاً عن الموعد المحدد.. الشيخة أم محمد التي نظَّمت الندوة هاتفته ثم أخبرت الحاضرات، أن الشيخ يعتذر.. قبل أن تكمل الجملة سألتها تهاني بإشفاق مقرون بعقد حاجبيها الهلالين “إن شاء الله مافي عوجة”.. أكملت أم محمد النبأ دون أن تكترث للاعتراض “الشيخ تأخر لإكمال مراسم عقد قِران، ولكنه سيأتي بعد قليل”.
بدأت الشابة تهاني تحاول الاستفادة من الوقت للاتصال بزوجها ..هاتفها
يخزلها لم يكن به رصيد.. فكَّرت في الخروج لشراء رصيد، ولكنها خافت أن تفقد الكرسي الإستراتيجي، همست في أُذن جارتها التي استجابت بأريحية ومنحتها هاتفها المحمول.. بدأ الهاتف بملمس ناعم وطريقة استخدام معقدة.. لم تتمكن من معرفة استخدامه ومنعها الحياء وربما الإحساس بضعف الحيلة.
كانت تهاني تشعر دوماً أن زوجها مجرد رجل عادي، دخله محدود يسعد بأبسط الأشياء.. فيما كانت جميلة وطموحة وتنتظر فرصة ما.. مازالت تهاني مترددة في التعامل مع الهاتف الراقي حتى دخل الشيخ وألقى التحية على المنتظرات مصحوبة بإبتسامة واعتذار.
طوال وقت الندوة كان قلب الشابة تهاني يدق بعنف.. كلما رمقها الشيخ بنظرة تزداد ارتباكا كأنما تخفي شيئا.. الشيخ بدأ مهتما بالشابة الجميلة ..خبرته الطويلة مع النساء جعلته يوقن أن للسيدة الجميلة ما تقوله.. حاول أن
يتجاوز الحاجز ويمضي إلى ملعبها “إنتي يا شابة، القاعدة قدام متى يحق
للزوجة أن تطلب الطلاق”.. فوجئت تهاني بقدرة الشيخ على قراءة الدواخل.. في تلك اللحظة تحديداً، كانت تفكر في الطلاق من زوجها بابكر.. تمنَّت أن تكون واحدة من زوجات الشيخ.. ارتبكت تهاني تلعثمت.. وبسرعة نقل الشيخ معركته “طيب أختنا الجالسة جنب الكشافة”.. صاحبة الكشافة ردت “أن أمرها بمعصية الله”.. وأضاف الشيخ نعم، وأيضا إن لم تشعر بالراحة في الفراش أو بغضت زوجها لوجه الله، وخافت من الفتنة.
حينما انتهت المحاضرة، ووقف الشيخ ليرد على بعض استفسارات الحاضرات وهو في طريقه ليركب سيارته.. انتظرت تهاني دورها.. اقتربت من الشيخ لأول مرة.. اكتشفت أن مولانا كبير في السن.. لون الحناء الغاني يغطي شيبا كثيفاً.. رائحة فمه طاردة.. في عينيه شرهٌ كبير، ونظرة استعلائية نحو الأنثى.. حينما رأها تقلِّب نظرها على وجهه، إبتسم وقال لها: ” يا أختي
الكريمة إذا كان عندك سؤال خاص يمكنك الاتصال على رقم هاتفي عبر الأخت أم محمد”.. ردت بسرعة “شكرا يا مولانا أنا وجدت الإجابة”.. ثم انصرفت بسرعة. حينما ذهبت للمنزل إبتسمت في وجه زوجها بابكر على غير المعتاد ثم أخذت حمام دافيء استعدادا لليلة سعيدة.
القصه حلوه شديد يا الظافر بس ما عرفنا القصد من سردك للقصه وانت كاتب عمود محترم وجميل
كلكم شبه بعض