حميدة.. لماذا لم تغلق الزيتونة؟!!
في قضية الطالب المتوفى نتيجة إهمال طبي بمستشفى (….) التخصصي بالامتداد.. سأبدأ من حيث انتهى الأسف وبعد الترحم على المتوفى وبعد أن انتهى الجميع من كيل لعناتهم وغضبهم على من يتسببون في أخطاء الأهمال الطبي المميت التي تتكرر في السودان.. سأبدأ من قرار السيد وزير الصحة بولاية الخرطوم الذي قد يرى البعض أن الوزير تفاعل بالشكل المطلوب واتخذ القرار الصائب رغم أنه لم يقدم استقالته كما يفترض بنظرنا أن يفعل (من زمان)، بل كان قراره هو التوجيه بإغلاق هذا المستشفى فورا إلى حين إشعار آخر ثم تشكيل لجنة تقصٍّ لمراجعة الأوضاع بالمستشفى الذي هو أحد استثمارات هيئة نقابية بوزارة مرموقة بولاية الخرطوم كما أوردت (آخر لحظة)..
هذا المستشفى الذي أدهش نوع الخطأ الطبي الذي حدث فيه حتى أطباء التشريح الذين فوجئوا بأن جثة الطالب الضحية مقطعة الشرايين والأوردة في عملية استئصال زائدة دودية عملية بسيطة كما ينبغي ولكنها تمت عبر جراحة أقل ما توصف بأنها كانت جراحة بشعة..
القضية فعلا مؤسفة ومخيفة لكن السؤال المطروح للبروفيسور مأمون حميدة لماذا لم تتخذ قرارا مماثلا في مواجهة مستشفى الزيتونة الذي أدان قرار المجلس الطبي فيه المستشفى ود. كمال أبو سن معا.. في القضية الشهيرة قضية المرحومة الحاجة الزينة التي توفيت بمستشفى الزيتونة بعد إجراء عملية نقل كلية لها تبرع بها ابنها..
لم تصدر قرارا مماثلا بإغلاق مستشفى الزيتونة برغم إدانة تقرير المجلس الطبي للمستشفى لكنك تصدره الآن وفورا وقبل التحقيق في ما يخص درجة مسؤوليته عن هذه الحادثة..
لقد فعلها مأمون حميدة (ظاهرة) كما يقولون.. والخضر لا يحرك ساكنا خاصة حين يكون الحديث عن الصحة وعن وزيرها مأمون حميدة الذي ظلت الصحافة تتحدث عن فشله قبل تعيينه لأنه مجرب في جامعة الخرطوم ثم استمرت انتقادات أدائه الفاشل طوال فترة توليه الوزارة لكن الوالي يريده وبإصرار غريب ومحير وحين تتحدث الصحافة عبر هذا العمود قبل أسبوعين عن تناقضات بائنة في تصريحات الوالي حول مجمع عمليات أم درمان تتصدى مدفعية إعلام الولاية بحماس غريب للرد قبل التدقيق في إرشيف الأخبار واكتشاف أن ما أوردناه على لسان الوالي موثق في الأنباء في نهاية العام الماضي..
إنه نوع من الثقة المريبة التي تستحق التوقف عندها كثيرا ثقة الوالي في وزير صحة فاشل.. ثقة تجعلنا ننتظر مفاجأة البشير علها تنهي مسلسل التراجع والتخبط والفشل الذي تعيشه ولاية الخرطوم في كل المجالات في عهد الوالي عبد الرحمن الخضر ووزيره المبجل..
ننتظر مفاجأة البشير في هذا الشهر الثوري شهر يناير لأننا نريد نهاية لفشل حكومات وزراؤها رجال أعمال يستثمرون في المجال ويشرفون رسميا على مؤسسات المستثمرين فيه.. وزراء (الخصم والحكم).. وولاة يجربون مشارطهم السياسية فوق رؤوسنا ويجرب أطباؤهم مشارط الإهمال داخل أحشاء المرضى.. فنموت نحن مجازا ويموتون حقيقة..
ننتظرها مفاجأة البشير علها تخفف عنا الأذى وتعافينا..
مستشفيات خاصة تحت مسؤولية الوزير الذي يمنحها الترخيص بالعمل وفق مواصفات وضوابط من المفترض أنها كافية لتأمين سلامة المرضى ومن المفترض أنها خاضعة لرقابة مستمرة وإشراف كامل من وزارة الصحة.. ولكن لمن نقول ولمن نعيد القول..
الخرطوم التي تحولت إلى ولاية الخاص في التعليم والخاص في الصحة فلا برزت في الأولى ولا نجحت في الثانية.. الفشل المستمر هو عنوان عهدكم في الخرطوم يا سعادة الوالي الخضر..