سراج النعيم: تفاصيل مثيرة حول الاختفاء الغامض وآخر ظهور يوم الجمعة
من أصعب الأشياء على الإنسان أن يكتب في شأن يتعلق به وأن كان من السهل عليه أن يعبر عن الآخرين ويحس بالآمهم ومواجعهم واحزانهم واشواقهم وآمالهم وكل ما يتصل بمعاناتهم في الحياة ولكنني لم أتخيل في يوم من الأيام أن اوضع في هذا الموضع المؤثر من حيث التداعيات والتفاصيل المصاحبة لقصتي الأغرب للخيال فهي قصة لم يجود بها خيال أعظم مؤلف أو روائي يمتلك الموهبة في الكتابة التي لا يمكن استدعائها بالرغبة لمجرد انك تريد أن تكتب ولا يمكن اصطناعها لمجرد انك ابتلعت قرص اسبرين للرغبة في أن تصبح موهوبا بين يوم وليلة.
من هنا دعوني ادلف إلى قصة الاختفاء الغامض الذي يعود إلى أنني لم أكن اعرف سره إلا أنه عرفني بمكانتي الكبيرة بين الناس بعد سنوات عدة في خدمة الصحافة الاجتماعية بصحيفة الدار الغراء الصحيفة التي نشأت وترعرعت في كنفها برعاية كريمة من الاساتذة احمد البلال الطيب رئيس مجلس الإدارة ومبارك البلال الطيب المدير العام وعاصم البلال الطيب نائب رئيس تحرير صحيفة أخبار اليوم وبقية كوكبة الصحيفة بصحيفتي أخبار اليوم والدار فالاخيرة يندرج تخصصها في أصعب فنون ممارسة الصحافة فهي تتطلب في المنتمي إليها أن يكون صحفيا استقصائيا والصحافة الاستقصائية تضع من يمارسها كاتبا مطاردا بالبلاغات واومر القبض ولا أريد أن أذهب إلى أبعد من ذلك عموما اخترت هذا المجال برغم مخاطره التي أشار بها البروفيسور على شمو رئيس المجلس القومي للصحافة والمطبوعات الصحفية في الدورة التي نظمها المجلس الذي وقع اختياره على عدد من الكتاب بالصحف السيارة وكان شخصي الضعيف من ضمنهم وعلى هذا النحو توليت الاستقصاء في قضايا شائكة ومعقدة أبرزها قضية ذلك الشاب السوداني الذي حرقته عارضة الأزياء زوجة نجل الرئيس الراحل معمر القذافي وقضية الشاب السوداني مهند المحكوم بالإعدام في ماليزيا وغيرها من القضايا الراسخة في الاذهان.
ومما تطرقت إليه أؤكد أنني منذ ذلك الزمن نذرت نفسي لمناصرة كل مظلوم حتى ولو كلفني ذلك حياتي ناهيك عن بلاغات وأوامر قبض المهم أنني خرجت من المنزل صباح الجمعة الماضية ولم أضع في حساباتي عدم العودة إليه نهائيا وحتى نهار الجمعة كنت مستوعبا تماما ما يجري من حولي ولكن بعد ذلك عشت واقعا مغايرا للواقع الطبيعي والذي يتمثل بالنسبة لي في أنه واقعا خياليا ومريرا لم اتذوق معه طعما للحياة أو أن أشاهد من خلاله لونا من الألوان الزاهية التي في إمكان أي إنسان ذو بصيرة نيرة التعرف عليها ولكنني وبالرغم من ذلك وقبل أن أواصل في سرد القصة لابد من صوت شكر للزملاء الصحفيين والإعلاميين والفنانين والموسيقين والقانونين وجهاز الأمن والمخابرات الوطني والشرطة برئاسة الفريق أول شرطة هاشم عثمان الحسين مدير عام قوات الشرطة واللواء
شرطة حسن نافع مدير شرطة ولاية نهر النيل والعقيد شرطة سيف الدين أحمد الحاج والمقدم
شرطة الطيب أحمد طلوب والصحف السيارة والصحف الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي والقروبات عبر تطبيق الواتساب فهم جميعا اهتموا بما حدث اهتماما كبيرا ولا أنسى الاصدقاء والأهل والعشيرة داخل وخارج السودان على الاحاسيس والمشاعر النبيلة التي ابدوها اتجاهي منذ تلقيهم نبأ فقداني في ذلك اليوم فشكرا للجميع وااسف جدا على ما سببته لكم من إزعاج وقلق وخوف على شخصي فلم يكن خروجي من المنزل في ذلك الصباح خروجا مقصودا أو مرتبا له ولو كنت أعلم أنه يسبب كل هذا القلق والخوف ما كنت خرجت من منزلي بمدينة الشاطئ بامدرمان مهما كانت الدواعي والأسباب إنما خرجت منه مسيرا وليس مخيرا هكذا كانت إرادة الله سبحانه وتعالى وارادته لا يقوي عليها فأنا أريد وأنتم تريدون والله يفعل مايريد نعم خرجت وفي القلب بعضا من الحسرة والألم والحزن العميق الذي ظل يلازمني منذ أن وصلتني رسائل الأساءة لشخصي ولوالدتي عليها الرحمة ولم تؤثر في الإساءات لي بقدر ما أثرت في الإساءات للوالدة المتوفاة دون أن يدري مرسل الرسائل المسيئة أن الأم وكل الأمهات كم هن عظيمات وبما أنهن كذلك فإن أمى لها وقع خاص على قلبي بتقوتها وورعها وصبرها على الابتلاء بالمرض لسنوات وسنوات دون أن تتألم أو تتاوه أو تشكو من ذلك يوما واحدا وظلت على هذا النحو إلى أن توفاه الله سبحانه وتعالى ويكفيها فخرا واعزازا أن جثمانها خرج في موكب مهيب لم أشهد له مثيلا ومما سقته مسبقا لم تفارق صورتها مخيلتي ولو لكسر من الثانية وعلى هذا النحو ظلت مرتسمة في مخيلتي بملامحها السودانية الجاذبة منذ أن كنت صغيرا فلم تبرح المخيلة قيد أنملة وكيف تبرحها بشخصها وصورتها الزاهية فهي كانت نبراسا يضئ الطريق في أحلك ظلماته من أجل أن نسلك نحن الطريق ممهدا بالرغم من أنه لم يكن يوما واحدا هكذا ولكنها كانت تزيل عنه تلك الأشواك وتضع بدلا عنها الورود حتى لا يصبنا الأذى وما تفعله أمي تفعله كل أم لأبنائها ومن هنا تتجلي عظمة الأمهات نعم أنهن عظيمات بكل ما تحمل الكلمة من معنى وبالتالي كنت اتسأل كلما خلوت إلى نفسي ما الذنب الذي جنته حتى اجلب لها الإساءة وهي بين يدي ربها سبحانه وتعالى فكرت جديا في التوقف عن الكتابة نهائيا طالما أنها أصبحت تجلب الإساءة لمن نحب أن كانوا أحياء أو اموات وبت أفكر في اتجاه الهجرة أسوة بمن هاجروا ولكنني استذكر المقولة الرائجة : إذا ابتك ديار فلله ألف ديار ثم اعود واراجع نفسي مستذكرا بيت الشعر القائل : بلادي وأن جارت على عزيزة.
وفي غمرة ما جرى أقدم شكري الخاص إلى الرفيقة الزوجة الأستاذة الصحفية رجاء مجذوب المحتملة لكل عيوبي محتملة معي كل الآلام والمواجع والأحزان الأشد إيلاما وقسوة دون أن تشكو من إنسان مثلي قلق بطبعه بل كانت تخفف عني كثيرا وتطالبني بالصبر ففي الصبر دواء لكل داء وعليه عندما خرجت كنت أفكر في الوالدة عليها الرحمه وفي الزوجة التي خرجت قاصدا أن اشتري لها بعض المستلزمات وما بين الوالدة والزوجة وجدت نفسي في عالم آخر فأسأل نفسي كيف وصلت له فتأتيني الإجابة الله اعلم نعم أشهد الله أنني لا أعلم وعندما سألت في ذلك اليوم أين من صادفتهم بمدينة عطبرة جاءتني الاجابة من بائع شاي بإحدى المقاهي أنت في ادبرة فسألته كيف وصلت إلى هنا فضحك ضحكة مجلجلة ثم قال اعيد لك السؤال فمن يدري بالكيفية إذا لم تدري أنت سوى رب العالمين وحقيقة عندما سألته لم أكن أدري فاردفت السؤال بآخر ما اليوم الذي نحن فيه قال مداعبا يبدو أنك طاشي شبكة فضحكت وضحك هو ثم أجابني اليوم الأحد وقال مضيفا : أيوه اضحك ما في زول شايل منها حاجة فقلت في غزارة نفسي لا حولة ولاقوة إلا بالله كيف وصلت إلى هنا هل كنت غائبا عن الوعي طوال اليومين الماضيين وماذا جرى فيهما من أحداث هكذا وجدت نفسي حائرا ومندهشا في كيفية الوصول إلي هنا وأين قضيت اليومين السابقين اللذين اعتبرهما مفقدان من حياتي وبالرغم من ذلك لم اصل إلى إجابة تزيل عن الذهن علامات الاستفهام ومع هذا وذاك كان الطقس في مدينة عطبرة يتسم ببعض البرودة التي كنت ارتجف منها ما استدعى شابين من شاب مدينة عطبرة أن يخلع كل منهما سيوترا ذو لون أسود وشال فيلبساني إليهما وعندما أردت اعادتهما رفضا رفضا باتا وقالا إنهما هدية لك من أهل مدينة الحديد والنار فأنت لا تدري كيف وصلت إليها ولكن بأي حال من الأحوال مرحبا بك في مدينتك وبدأوا يتجاذبون معي أطراف الحديث عن أسمى ومن أين أنا فقلت لهم منطقة السلمة فقالا أنت وصلت وما مر على ذلك الحوار دقائق إلا ونهض أحدهما وأحضر عربة اقلني بها إلى منزل عمي عبدالله النعيم الذي وجدته قلقا جدا فرويت له القصة من الالف للياء لأنه لم يكن يخطر ببالي نهائيا أن أستخدم الهاتف ولم يشير على أحد ممن قابلتهم بذلك وكأنني كنت مشوش التفكير تماما فأصبحت أفكر في كيفية وصولي إلى عطبرة وما بينها والخرطوم فقدت هاتفيا سيارا جديدا.
نعم كنت أحس في تلك الأثناء بالإحباط واليأس والحزن العميق مما يجري معي وزاد منه بلا شك الرسائل التهديدية والإساءات الخادشة للحياء والتي تعدتني إلى الوالدة عليها الرحمه فلو كان ذلك الشخص المسئ يدري عظمة الأم لما أقدم على فعل من هذا القبيل.
المهم أنني أشكر كل الاهل في ولاية نهر النيل وبالأخص عطبرة والدامر وبربر والنبوية والسلمه والسعدابية والخرطوم وولايات السودان الأخرى والسودانيين في الداخل والخارج على وقفتهم معي في الظرف الطارئ الذي مررت به في اليومين الماضيين اللذين طوقني بعدهما أهلي وعشيرتي بالحب الكبير فشكرا لهم جميعا لأنهم خفيفوا عني بعضا من الآلام والمواجع الاحزان فطالبتموني بأن اتجاوزها رغما عن أن تجاوزها بات أمرا صعبا جدا لأنها لم تتوقف عند شخصي الذي ظل يحتمل ويحتمل فيها ولكنها بكل أسف تعدتني.
عموما لم أكن مستوعبا لما يجري من حولي في تلك الأيام وعندما استوعبت ما يدور من حولي قمت بمراجعة كل ما يتصل بحياتي متسألا هل في عكس الحقائق للرأي العام ما يغضب البعض لدرجة أنهم يدخلون معك في مواجهة.
وتبقى الأسئلة قائمة فيما يجري وسيجري مستقبلا من أشخاص يجهلون الرسالة التي تقدمها الوسائط الإعلامية والسؤال للبعض منهم لماذا البحث عن إيذاء من هم لا يحملون في دواخلهم شيئا مما مضي ومما سيأتي أن أمد الله في الآجال لذا أقف عند هذه الرسائل التي تقودني إلى ما ظللت احذر منه بصورة مستمرة وأدعو إلى عدم الانزلاق وراءه ووراء الثقافات الغربية وما تحمله في ظاهرها وباطنها بشكل مباشر او غير مباشر فهي تدعو للتدمير وليس للتعمير وهي تهدم ولا تبنى ويتضح ذلك بجلاء فيما ينشره البعض عبر وسائط التقنية الحديثة المستخدمة استخداما سالبا لا يفيد الناس ولا المجتمع بالرغم من أنه مجتمعا محافظا على عاداته وتقاليده التي لا تنفصل عن الدين الإسلامي وبالرغم من أنه كذلك إلا أنه مواجه بتحديات جسام تدعنا نقول صراحة أما أن نكون أو لا نكون.
فالعولمة وما أفرزته من وسائط التقنية الحديثة مواقعا وتطبيقات أطلت بوجهها القبيح في ظل التطور التكنلوجي فأصبحت مهددا خطيرا للبعض من النشء والشباب من الجنسين بعدما أصبحوا يقضون جل وقتهم في العالم الافتراضي
متنقلين في عوالمه البعيدة كل البعد عن الواقع الملوس الذي كتسته التقنية الحديثة بالثوب الذي يروق لها وليس ما يتوافق مع المبادي والقيم والأخلاق والافكار والاعتقادات الإنسانية وما تحمله الثقافات المغايرة لها وبالتالي يلجأون إلى التشويش على المبادئ والقيم والأخلاق والافكار بنشر ثقافاتهم في قوالب جاذبة تأخذ حيزها الكبير بالانتشار سريعا في المجتمع كإنتشار النار في الهشيم كما يحدث بالضبط عبر الرسائل الإلكترونية وأخطرها رسائل تطبيق الواتساب الذي دمر بعضا من السمعة المتبقية لدي بعض الضحايا وذلك بنشر الصور ومقاطع الفيديوهات الفاضحة الإساءة والتهديد والوعيد للإنتقام من هذا أو ذاك وعليه ينذر بالمزيد من اشانة السمعة التي تترك أثرها على الضحايا وأسرهم والمجتمع الأمر الذي يصعب تداركها مستقبلا خاصة وأن البعض مازل حديث عهد بالتعامل مع التكنولوجيا الحديثة فيكون فريسة سهلة للإيقاع به في شباك الصياد بالدفع به للاستخدام السالب الذي كان يفترض فيه أن لا يسلكه حتى لا يساعد الغرب في فكرته بالانجراف وراء تيارهم لذا على الجميع التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي بإيجابية تساهم في إسقاط التناول السلبي تدريجيا في هذا الاتجاه.
بقلم : سراج النعيم
رغم إنك كتبت كتير وما قلت حاجة مهمة … بس دخل على شمو شنو بقصتك الغريبة دي ؟!! قال أنا صحافيا استقصائيا !! يا راجل ؟ المهم في الموضوع رجعت السويتر والشال للشباب العطبراويين واللا ناوي ترجع عطبره وتديهم ليهو وجها لوجه.
كان الله في عونك
يا اخوانا لو في زول فهم حاجة يفهمنا
أصبحت كيف من الخلعة يا سراج.
لكن كلامك يوضح بأنك استعدت (كامل) قواك العقلية.
أمس قلنا ليك الزوبعة الاعلامية دي ح تنتهي، لكن المشكلة ح تكون كيف ح تقنع المدام بالدراما دي ؟؟ فقال لي أحد الخبثاء بعد قراءته للتعليق : ما تقول الحكاية صادفت (الفالنتاين !!) كمان … بنهظر معاك ياخ .
في ماضي الحياة كان المعلمون يشجعون الطالب على القراءة لكي يتحسن مستوه في اللغة واصبح اليوم يحذرون الطالب من القراءة لمثل هذا التعبير من سراج وغيره
الشرطة والأمن يحق لنا المطالبة بالتوضيح وفهمونا الأمر شأن خاص… الا توجد مواد تحاكم بتهمة ازعاج السلطات أو الادلاء بمعلومات كاذبة. أم فقط تنشطون في مصادرة رقم قياسي للصحف في يوم واحد مما يؤهلكم لدخول موسوعة الأرقام العالمية
قصتك دي ذكرتنا قصة عزير وعايزين نعرف عبارة (في غزارة نفسي) على كل حال حمدا لله على سلامتك يا ابو السروج
الشخص ده ما طبيعي
المهم الله يغفر لوالدتك ويفظ جميع امهات العالم آمين يارب العالمين
حد يترجملي اااجدعاان
[SIZE=”6″]كلام!!!
أعلق -كالعادة- علي اللغة فقط:
هذه المرّة أكتفي بالأخطاء المجيّرة:
(تقوتها)؟ يطرشنا. من ولدونا ما سمعنا بيها!
(غرارة نفسي)؟
(لا حولة)؟
الحمد للله جهاز الأمن بدا يصادر كل الجرايد!!
[/SIZE]
رطِّب لسانك بذكر الله وعليك بالتحصين الوارد فى السنّه
الواتساب خلاك تمشي عطبرة وتعمل نفسك رايح .. يا جماعة الراجل غير طبيعي ..!!
كلام انشائى فقط……. اظنك مازلت طاش شبكه