المقالات

علماء يرصدون أول دليل على حدوث البرق في المريخ

المريخ .. هو الكوكب الرابع في النظام الشمسي، وسمّي بهذا الإسم تيمّناً بإله الحرب الروماني ، مساحته تقدّر بربع مساحة الأرض ، له قمران، يسمّى الأول فوبوس والثاني ديموس.

ويمتاز كوكب المريخ بلونه الأحمر بسبب كثرة الحديد فيه إذ يطلق عليه الكوكب الأحمر، ويعتقد العلماء أن كوكب المريخ كان يحتوي على الماء قبل 4 مليارات سنة، والذي يجعل فرضية وجود حياة عليه فرضية عاليةً.

ومن هذا المنطلق لا تتوقف المحاولات للتعرف علي حقيقة هذه الفرضية، حيث وجد علماء أمريكيون أول دليل مباشر على حدوث البرق على كوكب المريخ، مؤكدين أنهم وجدوا إشارات على حدوث تفريغ كهربائي خلال العواصف الرملية على الكوكب الأحمر.

وأشار البروفسور كريس روف إلى أن القوة الكهربائية المسجلة هي برق جاف، ومن الواضح أن البرق لم يترافق مع أي هطول للأمطار ولكن الاحتمالات الضمنية مثيرة للحماسة.

وأكد الباحثون أن النشاط الكهربائي خلال العواصف الرملية يحمل معان مهمة بالنسبة لعلم كوكب المريخ، مشيرين إلى أن هذا النشاط الكهربائي يؤثر على الكيمياء الجوية والتحضيرات لاكتشاف أدلة بشرية، حتى أنه يحمل معان متعلقة بأصل الحياة كما أظهرت التجارب في خمسينيات القرن الماضي.

وخلص الباحثون إلي أنه لا يوجد خلاف الآن على أن الماء وجد يوماً على سطح كوكب المريخ، فقد عثرت مجسات الاستكشاف الالية على آثار جليد، كما أن هناك أيضاً دليلاً على أن المياه مازالت تتسرب إلى السطح من باطن الكوكب وأن كانت تتلاشى سريعاً وسط الغلاف الجوي البارد الدقيق للكوكب الأحمر، كما رصد العلماء المتخصصون في دراسة الكوكب ما يمكن أن تكون شطآنا لأنهار كبيرة وبحار.

مؤشرات تؤكد هذا الإدعاء…

تواجد الثلوج

وقد أكد الدكتور روبرت ويليامز رئيس الاتحاد الفلكى الدولى والمدير السابق لمعهد هابل لعلوم تلسكوب الفضاء، أن التحدى الأصعب الذى سيواجه رواد الفضاء خلال المرحلة المقبلة هو وصول الإنسان لكوكب المريخ ليصبح وجوده أكثر شيوعاً، مشيراً إلى أن وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا” رصدت للمرة الأولى سقوط ثلوج فوق كوكب المريخ، وتبين وجود آثار لتفاعلات كيميائية بين معادن فى سطح المريخ ومياه شبيهة بتلك الموجودة على سطح الأرض.

وأوضح الفلكى الدولى أن وجود المياه على سطح المريخ مثل جدلاً كبيراً فى أوساط العلماء حيث قدم بعضهم أدلة قوية على وجود مخزونات كبيرة منها عند قطبى الكوكب بالإضافة إلى أنه تم اكتشاف مساحات مائية متجمدة تحت سطح طبقات صخرية فى كوكب المريخ مما يشير إلى احتمال وجود حياة خارج كوكب الأرض.

وأكد ويليامز أن صدور القوانين الجديدة تعطى الفرصة لمنح رواد الفضاء إمكانيات أكثر مرونة لدراسة مكونات المريخ الأساسية دون تدخل، ونوه إلى أن ميكروباً واحداً من الأرض قد يكون كافياً للتلاعب بمكونات المريخ فهناك الكثير من المناطق النائية على الأرض التى انتشرت فيها البكتيريا نظرا لتواجد الإنسان فيها.

وأوصح ويليامز أن النجم يولد عندما تنهار سحابة هيدروجين كبيرة الحجم حتى تصل درجة حرارتها إلى درجة كافية لحرق وقود نووى مما ينتج عنه تولد كمية هائلة من الحرارة والإشعاع وعندما ينفذ الوقود النووى “فى غضون 5 بلايين سنة” يتمدد حجم النجم وتتقلص نواته ويصبح نجماً هائلاً ويتحول إلى جسم معتم وبارد وذلك يدل على درجة حرارة النجم.

وأضاف الدكتور جيفرى هوفمان رائد الفضاء الأمريكي بمعهد ماساشوستس للتكنولوجيا، أن تلسكوب الفضاء “هابل” تمكن من رصد صور للفلك والكشف عن أشكال بالغة الأهمية يتم التحقيق فيها بالتفصيل من قبل المراصد الأخرى، منوهاً بأن المكوك “هابل” سمى على اسم عالم الفضاء “أدوين هابل” وقد أطلق عام 1990 ويدور بمدار 600 كيلومتر.

اكتشاف بحيرة

كما اكتشف علماء أمريكيون آثاراً واضحة جداً لضفاف بحيرة قديمة على سطح المريخ وهو أمر يعزز احتمال العثور على مؤشرات على وجود الحياة سابقاً على الكوكب الأحمر.

وتعود هذه البحيرة إلى اكثر من ثلاثة آلاف مليارات سنة وتقع في عمق واد ضيق يمتد على مسافة 50 كيلومتراً وتقدر مساحته بحوالي 207 كيلومترات مربعة وعمقه 500 متر.

وتم الاعتماد في هذا الاكتشاف على صور التقطت بواسطة كاميرا عالية الدقة يجهز بها مسبار “مارس روكونيسانس اوربيتر” الأمريكي الموجود في مدار المريخ على ارتفاع 320 كيلومتراً، وهذه الكاميرا قادرة على التقاط صور دقيقة بحدود المتر.

وأوضح الباحثون أنهم رصدوا هذه الضفاف وخصائص جيولوجية آخرى سمحت بحساب المسافات وكتلة البحيرة التي يبدو أنها تشكلت قبل 4.3 ملايين سنة.

ويظهر تحليل هذه الصور أن المياه هي التي حفرت هذا الوادي الضيق الذي يفضي إلى واد واسع تتراكم فيه الرواسب لتشكل دلتا كبيرا.

المريخ مر بثلاث مراحل زمنية

توصل علماء غربيون إلي حقيقة أن كوكب المريخ مر بثلاث مراحل زمنية مختلفة وأن المرحلة الحالية، أنهت فترة شهد فيها الكوكب الأحمر ظروفاً مناخية رطبة.

وتتميز هذه الفترة بالبرودة والجفاف، والتي بدأت تقريبا منذ نحو 3.5 مليار سنة، كما أعد العلماء تقويماً زمنياً للمريخ بعد دراسة البيانات التي أرسلتها المركبة الفضائية “مارس اكسبريس” التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية والتي زودت بجهاز يتمكن من تحديد المكونات المعدنية لسطح المريخ.

وطبقاً للدراسة التي أعدها الباحثون، فقد تكون المريخ منذ 4.6 مليار عام وخلال المرحلة الاولى غلبت عليها المواد الطفلية التي كانت في حاجة إلى كميات كبيرة من المياه ودرجات الحرارة المعتدلة.

ثم جاءت المرحلة الثانية التي بدأت قبل 4 مليارات عام وتميزت بالنشاط البركاني وما يقذفه من مواد كبريتية وكان ذلك بمثابة بدء جفاف الكوكب، والفترة الثالثة بدأت بين 3.2 إلى 3.5 مليار عام مضت، وتميزت بالتكوينات المعدنية والتي غلب عليها أكسيد الحديد .

وخلص العلماء إلى أنه إذا كانت هناك حياة يوماً ما على سطح الكوكب فستكون في سنواته الأولى الرطبة.

وتربته تؤيد الحياة على سطحه

كما أفاد علماء بوكالة ناسا ، بأن تحليلاً لتربة كوكب المريخ أثبت وجود مواد غذائية ضرورية للحياة.

وكانت المركبة الفضائية “فونيكس” أجرت اختبارات داخل معملها الكيميائي لقياس حمضية أو قلوية تربة المريخ وتحديد ما إذا كانت هذه التربة صالحة للحياة، حيث وجد العلماء أنها قلوية.

وأشار سام كونافيس مدير المعمل الكيميائي للمركبة الفضائية “فونيكس” من جامعة توفتس، إلى أنه عثر في الأساس على ما يبدو أنه متطلبات تكوين المواد المغذية التي تساعد على الحياة، مؤكداً أن هذا النوع من التربة هو الذي ستجده في الفناء الخلفي لمنزلك حيث يمكنك تربية نباتات الاسبراجس بصورة جيدة ولكن قد لا تكون صالحة لزراعة الفراولة.

يذكر أن المركبة الفضائية “فونيكس” عثرت على جليد في هذه المنطقة، وكانت المركبة الفضائية هبطت على سطح المريخ في مايو الماضي وتقوم بالتنقيب حول منطقة الهبوط بالقرب من القطب الشمالي.

محيط