سودانيون أمام النار ووراء سد “مأرب”
يهاجرون بحثاً عن تحسين أوضاعهم وأسرهم كذلك، ويكدون في تحقيق أحلام عزَّ عليهم تحقيقها في وطنهم السودان. ولكن فرارهم من جحيم وضع داخلي مأزوم، يتحول إلى خناق مطبق نتيجة تحول دار هجرتهم إلى حرب لا تبقي ولا تذر، ولذا يعودون كسيري الخاطر، أو بخُفي حنين، أو ربما حتى في تابوت. ذلك بوقتٍ يستمسك بعضهم بالبقاء على مكتسباته، إذ لا فرق بين الموت وبداية الحياة من خانة اللا شيء.
أوضاع السودانيين في المناطق المأزومة، وتعاطي الخرطوم مع ما يحدث لهم، جميعه طي الصحفة التالية.تفجرت الأوضاع في دولة اليمن بصورة مخيفة، حيث يتجول الموت في شوارع تعز وصنعاء وغيرها من مدن اليمن اللا سعيد. ومؤخراً أحكم “الحوثيون” سيطرتهم على “صنعاء” ليغطي الدخان فضاء “العاصمة” حاجباً نجوم “الدبلوماسية” التي بدأت تختفي تباعاً من سماء المدينة خاصة ما يعرف بالدول العظمي التي سارعت في إجلاء رعاياها، بل عمد أغلبها إلى تعليق نشاطه الدبلوماسي وسحب الطواقم العاملة في السفارات والقنصليات، وذلك بعد أن أطبق الخطر فكيه على المدن الكبرى وبقية الأقاليم.
وبالرغم من تعقيد الأوضاع ومتوالية الانهيار في بنيان الدولة اليمينة أكتفت الحكومة السودانية بتكوين غرفة طوارئ عبر سفارتها لمتابعة أوضاع رعاياها المستمسكين بالبقاء، على الأقل حتى ساعته.
وأمس أعلنت عددٌ من البلدان العربية انضمامها إلى قائمة الدول المغادرة لليمن، بعد الاستهداف الذي طال عدداً من البعثات الدبلوماسية ونهب مقارها وإتلاف وثائقها وسرقة عرباتها الفخمة. يأتي هذا التصعيد في وقت تمسك السودان بالبقاء ومتابعة أوضاع جاليته عبر غرفة طوارئ وخط ساخن يستقبل الحالات أو الشكاوي الخاصة بالسودانيين هناك.
فحص موقف
استبعدت الخارجية عبر ناطقها الرسمي، السفير يوسف الكردفاني، نية الحكومة إغلاق سفارتها بصنعاء، نافياً في الوقت ذاته ما أشيع حول سحب البعثة الدبلوماسية وذلك لحين انجلاء الموقف وعودة الاستقرار في اليمن.
وأكد الكردفاني تكوين غرفة لمراقبة أحوال السودانيين الموجودين في اليمن، وقال إنهم يتمتعون حالياً بالأمن والاستقرار ولا يوجد أي استهداف بحقهم من الأطراف المتقاتلة.
بدوره كشف وكيل وزارة الخارجية السفير عبد الله الأزرق في أحاديث مع “الصيحة” عن تحول في الموقف بعد انهيار الأوضاع في صنعاء وبعد سحب عدد من الدول العربية لبعثاتها الدبلوماسية أسوة الغربية. وقال إن الحكومة تدرس الموقف عن كثب وتدرس تعليق نشاط سفارة السودان من عدمه. منوهاً إلى أن القرار قيد الدراسة ولم يتخذ بعد، مطمئناً بأن أوضاع السودانيين هناك بخير ولم يتعرضوا إلى أي مشكلات، وقال إن السفارة عبر غرفة الطوارئ التي كونتها لم تتلق أي بلاغ أو شكوى حتى الآن تفيد بتعرض رعاياها لمكروه في اليمن.
هروب البعثات الدبلوماسية
تدهورت الأوضاع في العاصمة اليمنية “صنعاء” عقب تأزم الأوضاع السياسية والأمنية مع صعود “الحوثيين” الذين لا يزالون يحاولون تثبيت ركائز سيطرتهم على البلد. في وقت تُتابع فيه الأطراف اليمنية حواراً برعاية الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص جمال بن عمر، للخروج من الأزمة، وإطلاق مرحلة انتقالية جديدة بعد استقالة الرئيس عبد ربه منصور هادي.
وبدأ الهروب الدبلوماسي في أعقاب تحذير أمريكي أصدرته واشنطن أمس الأول بهجوم كبير محتمل من قبل متشددين، وإثر ذلك أغلقت عدد من السفارات الغربية في اليمن أبوابها كما جمدت عدد من البعثات الدبلوماسية أنشطتها.
بيد أن التحوطات الأمريكية لم تجدْ فتيلاً إذ استولى عدد من المسلحين اليمنين على 30 سيارة تابعة لسفارتها بينها 25 عربة تابعة لمشاة البحرية المارينز بعد مغادرة السفير صنعاء، ومن ثم تتابع الخروج فغادرت “فرنسا، وإسبانيا، ألمانيا، إيطاليا، هولندا، بريطانيا, واليابان”
وحثت الخارجية الأمريكية رعاياها بتفادي السفر إلى اليمن وطالبت الموجودين في اليمن بمغادرتها فوراً، ووصلت باخرتين أمريكية وبريطانية لميناء عدن، تمهيداً لإجلاء الرعايا الأمريكيين والبريطانيين. وكانت أمريكا أعلنت قبل أيام إغلاق سفارتها في صنعاء حتى إشعار آخر، بسبب تنامي المخاطر من عمليات قد تستهدف طاقمها الدبلوماسي.
مغادرة العرب والأتراك
انضمت تركيا أمس السبت إلى قائمة الدول العربية والغربية التي علّقت تمثيلها الدبلوماسي في اليمن خشية انهيار الأوضاع الأمنية عقب استحواذ الحوثيون على الحكم في صنعاء بصهوة المدرعات المسلحة.
وأمس؛ أوردت وكالة الأنباء الإماراتية خبر تعليق أعمال سفارتها بصنعاء بعد أقل من يوم من قرار مماثل اتخذته السعودية التي أعلن مسؤول بخارجيتها تعليق أعمال البعثة الدبلوماسية في الجارة اليمن.
بلا أعداء
وعكس الأوضاع التي عانى منها السودانيون في ليبيا قال دبلوماسي لـ”الصيحة” فضل حجب اسمه إن السودانيين في اليمن بلا أعداء سواء من الحوثيين “الشيعة” أو الفصائل السنية أو حتى القبائل والعشائر اليمنية التي تؤيد طرف ضد الآخر. مذكراً بأن الوضع في اليمن مختلف جداً عن وضع السودانيين في ليبيا، وهم في اليمن محل ترحاب من قبل الجميع.
الصيحة