تحقيقات وتقارير

على كل حال.. ابتدأ العام الدراسي بالخرطوم … (400 ) تــلمـــيذ داخـــــل فصـــليـــــن باحـدى المـــدارس

بعد قرع الاجراس صباح أمس إصطف التلاميذ في طابور الصباح يشدون بنشيد العلم مباركين به العام الدراسي الجديد الذي حمل في ثنايه العديد من التساؤلات ظلت معلقة طوال فترة العطلة الصيفية تبحث عن اجابة اهمها البيئة والكتاب المدرسي.. «الرأي العام» كانت هناك قبل وبعد قرع الجرس جولة على مدارس العاصمة وسطها واطرافها أماطت اللثام عن كثير من المشكلات التي تعترض سير العام الدراسي.
………………………………………………………………………………..
الوضع بأم درمان
في الحارة «26 » الثورة ام درمان قرع الجرس في تلك المدرسة المتهالكة وبنفس فصول المعاناة بدأ العام الجديد.. اكثر من «400 » تلميذ وتلميذة في فصلين يوزعون اليوم الدراسي إلى دوامين، اما الصف الاول فقد ظلت مشكلته معلقة فلا يوجد فصل لاجلاسهم وبعد ان بدأ العام قرر مجلس الآباء بناء فصل بالعون الذاتي حتى لا يضيع مستقبل الصغار حسب ما قاله «عوض قسم السيد» مدير المدرسة وقال انهم وصلوا لهذا القرار بعد الوعود غير المجدية.
المدرسة بيئة تربوية غير صالحة، انعدام السور جعلها مرتعاً للحيوانات والكلاب الضالة ومكتب المعلمين يعجز القلم عن وصفه.
هنا يدور سؤال اين ذهب قرار ازالة المدارس ذات البيئة غير الصالحة وهل يستمر تلاميذ الحارة «26» بمعاناتهم طوال العام ام ماذا؟؟
الجولة الثانية كانت في مدرسة كرري النموذجية بام درمان.. المدرسة كانت ضمن المدارس التي لا يغيب اسمها وهي تزف طلابها ضمن العشرة الأوائل في امتحانات الشهادة السودانية الى وقت قريب حتى غاب نجمها.
اليوم الاول للعام الدراسي في المدرسة شهد حضوراً كثيفاً من التلاميذ الذين التزموا بمقاعد الدراسة على الرغم من بؤس حال المدرسة التي لا تشبه المدارس النموذجية، فصول متصدعة وسور متهالك وفناء غاية في التصحر جلها مشاهد اختزلناه وحاولنا ان نتحدث بها مع مدير المدرسة اضافة إلى عدد من الاسئلة اهمها المستوى الاكاديمي للمدرسة والاجلاس والكتاب المدرسي وغيرها من الاسئلة، ولكن السيد المدير امتنع عن الحديث معللاً التزامه بقرارات الوزارة بعدم التصريح لاية جهة اعلامية الا بعد الرجوع إليها.
وفي مدرسة اخرى بمدينة ام درمان تحدث الينا احد الاساتذة امتنع عن ذكر اسمه حيث قال ان هذا العام لن يكون افضل من سابقه لان كل المؤشرات تشير إلى ذلك، فالبيئة المدرسية لكثير من المدارس غير صالحة ومشكلة الكتاب المدرسي هي ذات المشكلة فحتى هذه اللحظة لم نتسلم اية دفعة من الكتاب ففي العام السابق كان هناك اكثر من «01» تلاميذ في كتاب واحد وقال اننا فتحنا ابواب المدرسة وهي بدون مياه لذا قد يلجأ التلاميذ إلى المنازل المجاورة او نضطر لانهاء اليوم الدراسي قبل موعده اذا استمر الوضع.
مدارس شرق النيل
قرع معتمد محلية شرق النيل جرس طابور الصباح بمدرسة المنار الأساسية بنات صباح أمس لانطلاق بداية العام الدراسي الجديد بحضور رئيس المجلس التشريعي بالمحلية ومدير إدارة التعليم بالمحلية احتفالاً بالمدرسة بإعتبار أنها المدرسة الأولى على مستوى المحلية.
وبالرغم من إمتناع مديرو المدارس عن التحدث للصحافيين إلا بإذن من إدارة التعليم إلا أن الاستاذة خديجة عثمان سيد احمد مديرة مدرسة المنار الاساسية بنات تحدثت عن إكتمال الاستعداد لبداية العام الدراسي الجديد وأبانت بان المدرسة هي الأولى بفضل جهود المعلمات وصديقات المدرسة ومجلس الآباء، فنسبة الاجلاس «100 %» وكذلك الكتب لا يوجد فيه مشكلة فحقيقة البيئة المدرسية جيدة والمدرسة بها ميادين واشجار لذلك نسبة النجاح «100 %».
(نعمات العاقب) مديرة مدرسة التضامن الاساسية بنات قالت الحمد لله بدأ العام الدراسي الجديد بصورة طيبة مشيرة لإستلامهم لبعض الكتب منذ نهاية العام الماضي ومع بداية هذا العام سوف يستلمون بقية الكتب.
وقالت هذا العام موعودين بزي مدرسي للايتام وبدأنا أمس في طابور الصباح نفرة المحلية لاصحاح البيئة (المحلية خالية من أكياس النايلون) وأشارت إلى أن البيئة المدرسية ممتازة بفضل جهود الادارة التعليمية والآباء، وخلال تجوالنا في مدرسة أم أيمن الاساسية بنات بمنطقة الحاج يوسف الشقلة لاحظنا بان المدرسة ضيقة وبها سبعة فصول وقالت «سيدة وديع» مديرة المدرسة بان المحلية كل عام تقوم بتشييد فصل في المدرسة فميزانية هذا العام جاهزة وسوف نبدأ في التشييد مع بداية هذا العام وبالنسبة للكتب فبعض الكتب تتلف بسبب سوء إستعمالها من قبل الطلاب فالمحلية قامت بسد النقص وسوف نستلم الكتب خلال هذا الاسبوع فنسبة الاجلاس للطلاب «001%» لكن هنالك نقصاً في كراسي وترابيز المعلمات.
مدارس آيلة للسقوط
بالرغم من تأكيدات ادارة التعليم بمحلية شرق النيل من اكتمال الاستعدادات للعام الدراسي الجديد إلا أنه وبحسب رئيس اللجنة الشعبية بمنطقة الحاج يوسف (الشقلة وسط) «محجوب جعفر» توجد مدارس آيلة للسقوط مبيناً وجود «5» مدارس بالحي وحي الصفا متصدعة وتشكل خطورة على الطلبة خاصة في فصل الخريف مشيراً إلى أن معتمد شرق النيل قام بزيارة هذه المدارس قبل ثلاث سنوات وتبرع لصيانتها لكن لم تتم صيانتها حتى الآن.
كما تحدث لنا «محمد الحاج ابراهيم» عضو المجلس التشريعي بالمحلية ورئيس اللجنة الشعبية بالحاج يوسف «الشقلة شمال» قائلاً: بالرغم من أن هذه المنطقة بها «11» مربعاً لكنها غير مخططة لذلك لاتوجد فيها مدارس حكومية فلولا المدارس الخاصة لما وجد فيها تعليم.
الشجرة – الحماداب
مدارس بلا انارة، مراحيض تنبعث منها روائح تزكم الانوف، غبار يغطي ارضيات الفصول، هذا هو حال البعض من المدارس في منطقة الشجرة والحماداب وهي تستقبل العام الدراسي الجديد.. «الرأي العام» قامت بجولة بالمدارس وكانت هذه حصيلة الجولة:
? في مدرسة «منى عبد الله دراج» للأساس قالت مديرة المدرسة ان البداية طيبة حيث تم توزيع الكتب وهناك بعض منها قد تم «تنقيحها» وقد وعدنا مدير التعليم بقطاع الشجرة بتسلمها خلال هذا الاسبوع، غير أننا نعاني من نقص في المعلمين وقد تمت مقابلة مع مدير التعليم بقطاع الشجرة والذي وعد بسد هذا النقص، واشارت الاستاذة «سعاد عيسى محمد» مديرة المدرسة إلى ان ابرز المشكلات تكمن في عدم توفير الكهرباء وعامل لنظافة «الحمامات» وذلك لتهيئة البيئة المدرسية للتلاميذ.
? الاستاذ «خليفة اللوبيا» مدير مدرسة عبد العزيز حسن للبنين عند حضورنا للمدرسة كان يقوم بالتدريس بأحد الفصول فتم استدعاؤه لنا فقال ان اجتماعاً كان قد تم أمس الاول مع مديري التعليم ووعدونا باستلام «الكتب» التي يجري تنقيحها وهي «11» كتاباً ونفى ان تكون هناك مشكلة في الإجلاس او البيئة المدرسية والتي خضعت للصيانة، اما بالنسبة للمعلمين فلدي نقص احاول ومن معي من المدرسين تغطيته او سده بالقوة التي لدينا، ايضا نعاني من عدم وجود عمال صحة لذا نضطر لتوفير عمال الصحة من مساهمات الخيرين ومجالس الآباء ايضاً نوفر الكهرباء للمدرسة عن طريق المساهمات ونستعين كثيراً بمجالس الآباء.
? «اسماعيل محمد الحسن» رئيس اللجنة الشعبية بمنطقة الشجرة والحماداب والمشرف على جميع مدارسها تحدث قائلاً: ان الاستعداد ليس بنسبة «100%» لأن المشكلة المستمرة والتي تشكل هاجساً كبيراً هي الكهرباء اضافة إلى نثريات النظافة العامة وقد سبق ان وعدنا المجلس التشريعي محلية الخرطوم وكذلك المحلية بدعم الكهرباء بمبلغ «100 » الف جنيه و «150 » الف جنيه كنثرية للنظافة غير ان هذا الوعد لم ينفذ منذ عامين بالإضافة الى ان هناك مدرسة لم تصلها الكهرباء منذ عامين وهي مدرسة «خديجة بنت خويلد» وقد دخلت في اعمال الصيانة غير أن العمل توقف ولم تتم صيانتها علماً بأن هذه المدرسة انشئت منذ السبعينيات، أما المشكلة الثانية فهي تتمثل في عملية النظافة ونسبة لعدم وجود نثريات تقوم المدارس باحضار عامل نظافة مرتين في الاسبوع لكل مدرسة ويقوم بالدفع مجلس الآباء، وارى أنه لو عين عامل نظافة واحد لأربع مدارس كان سيكفي علماً بأن مدارس الشجرة كلها «أربع» مدارس.
عموماً فإن البيئة متردية تماماً وأخيراً لابد ان اشير إلى أنه توجد مشكلة «الخفراء» الذين يفترض تواجدهم نهاراً خاصة في مدارس البنات.
وسط الخرطوم
وخلال جولتنا بمدارس وسط الخرطوم وبالتحديد بالحلة الجديدة لحظنا اقبالاً كبيراً من التلاميذ في مدارس الاساس وكذلك عدم تسجيل غياب في دفتر المعلمين ففي مدرسة «ذات النطاقين» مرحلة الاساس بمحلية الخرطوم غرب وجدنا حضوراً كثيفاً من التلميذات ولمعرفة استعدادات المدرسة لاستقبال تلميذات الصف الاول تحدثت إلينا معلمة بأنه لا جديد يذكر في بداية العام الدراسي لهذا العام وإن كان ما سبقه أفضل حالاً لتوفر الكتب في بداية العام الدراسي الماضي، عكس هذا العام أما بالنسبة للحضور سواء من التلميذات أو المعلمين قالت: «يمكننا القول بأن الحضور «100 %» من التلميذات والمعلمين فيما هناك اشكالية في الاجلاس وإن لم تكن بالحجم الكبير. حيث من المفترض اجلاس «4» تلميذات في «كنبة» واحدة ولكن للنقص في عدد الكنبات نضطر لاجلاس «6» تلميذات في كنبة واحدة.
وكذلك هنالك اشكالية في «اجلاس المعلمين» لتهالك مقاعد المكاتب. أما من ناحية البيئة الفصول تعاني من ارتفاع في درجات الحرارة لتوقف عدد كبير من المراوح- وكذلك تساعد سقوف الفصول المبنية بالزنك في إرتفاع درجة الحرارة في الفصول- والكهرباء – متذبذبة لان الفاتورة يتم سدادها من التلاميذ.
أما من ناحية الكتب تحدثت إحدى المعلمات قائلة: بأننا مازلنا نجهل أمر الكتب ولا ندري متى ستصل – فيما تحدثت مديرة مدرسة الحلة الجديدة «1» بنات «مرحلة اساس الاستاذة/ زهراء الله جابو قائلة: بأننا لاندري متى ستأتي الكتب وقبل قليل كنت أستفسر عن الكتب فرد على المكتب بأن نتصرف بالكتب القديمة إلى أن تصل الجديدة قلت لها: أليس هناك سقف زمني لاستلام الكتب قالت: لا.. ليس هناك مواعيد محددة لاستلامها- عن الاجلاس فقالت ليست هنالك مشكلة في الاجلاس أو المعلمين- نحن فقط ننتظر الكتب.

إشراقة – نبيل – منال – سلمى .. :الراي العام