“سهى عباس” سفيرة الألوان .. حالة خاصة تشرف السودان
القصة التالية لشابة ألهمت الجميع بتحديها للحدود التي وضعها لها المجتمع، فجعلت هي وأسرتها وأساتذتها من المستحيل ممكناً، مثبتين أن الرعاية والتعليم قادران على تطوير ورفع مستوى قدرات ذوي (متلازمة داون) ليكونوا عناصر فعالة في المجتمع قادرة على البذل والعطاء وفوق ذلك على الإبداع.
“سهى عباس” سفيرة الألوان الراقية
كل من يقابلها تسحره بأناقتها وحضورها الراقي وروحها الخفيفة، “سهى عباس” فنانة تشكيلية من ذوي الحالات الخاصة (داون سندروم)، حباها الله بخاصية متفردة وهي التلوين والتشكيل مما لفت أنظار كبار التشكيليين إليها من أمثال “عتيبي”، “أحمد الشريف” و”بدر الدين محمد نور” والذين أجمعوا على أنها فنانة تشكيلية متمكنة.
الوعي الأسري يلعب دوراً أساسياً
منذ نعومة أظافرها لاحظت أسرة “سهى” أن لها إحساساً خاصاً بالألوان، فكانت تحول الكلمات المستعصية عليها إلى لوحات جميلة ومعبرة، وهنا لعب الوعي الأسري دوراً مهماً في دفع موهبتها إلى أفاق أوسع، لتخوض “سهى” عدداً من الدورات التأهيلية، بالإضافة إلى تدربها على يد عدد من الأساتذة كانت أخرهم الفنانة التشكيلية والأديبة “إسراء سعيد” التي قالت (سهى فنانة بالفطرة وتجربتي معها كانت بسيطة ومن غير تكلف، تخطت علاقتنا إطار المهنية إلى صداقة وأخوة عميقة، فكانت الأريحية في التعامل مما وطد الثقة بيننا وجعلنا نخطو خطى واسعة نحو فن أجمل وأرقى وأكثر تلقائية).
ألقت بسحر ريشتها على العالم
في رصيدها العديد المعارض المحلية والتي أقيمت بـ(القلري) الخاص بها و(دار أروقة للفنون) و(مركز علي مهدي للفنون) وغيرها الكثير من الفعاليات التي استقطبت عدداً كبيراً من التشكيليين والمهتمين بالفن التشكيلي. “سهى” لم تكتف بالمحلية بل حلقت في أجواء المشاركات العالمية لتشارك في عدد من المعارض العالمية مثل (ذا أرتابول كولكتين) و(ذا دي ريموفد) بـ”الولايات المتحدة الأمريكية”. هذا وقد كانت أخر أعمالها معرض مشترك مع أستاذتها “إسراء” والطفلة “ملاك” في نوفمبر الماضي، كما تحضر لمعرض مشترك مع عدد من الفنانات التشكيليات السودانيات والذي سيفتح أبوابه للعرض في السادس عشر من الشهر الجاري بـ(قلري سهى).
المجهر السياسي