شرف التغيير “الكديس الما لقى اللبن”!!
قبل أن يعلن البشير عن مفاجأته التي رجحت معظم التحليلات أنها ستكون إعلانا لحكومة قومية انتقالية تشرف على صياغة الدستور وإقامة انتخابات عامة تشارك فيها كل القوى السياسية، قبل أن يعلن البشير عن هذه المفاجأة حسب المتوقع وينال هو حصريا شرف التغيير بيده وبقراره أصيبت بعض التيارات الإقصائية الصغيرة المتطرفة في المعارضة بحالة إحباط واكتئاب سياسي بسبب مصادرة شرف التغيير وضياع أحلام الثورة من بين يديها..
ولأنني وكما قلت أمس أصبحت متشككا في نوايا وأجندة الكثير من هذه التيارات الإقصائية محدودة الوجود وعالية الصوت على الشبكات الإسفيرية، تابعت ردود الفعل حول تحليلات المفاجأة المنتظرة فكانت التعليقات ومن نفس الأصوات التي كانت بالأمس تطالب النظام بهذه الخطوة كأعلى سقف مطالب معلن ومعروف، الآن هؤلاء وبعد أن توسعت الاحتمالات بأن الحكومة ستفعلها بنفسها وتحرمهم من شرف إحداث التغيير صاروا يتحدثون عن التغيير المتوقع بلسان (الكديس) الذي استحال أمامه الحصول على (اللبن) في ثقافتنا السودانية (يقول عفن)..
التغيير المتوقع لو تحقق وبأعلى سقف منشود ومطلوب فإنه وبنظر تلك التيارات الإقصائية التأزيمية (العيانة) والمتوهمة لامتلاكها صوت الشارع سيكون مرفوضا وغير كاف..
لقد كتبت مجموعات من الأقلام المفتقدة للذكاء أمس وأول أمس مقالات تقول للبشير لا تتخذ هذه الخطوة لأننا لن نقبلها فنحن نريد إسقاطك..!!!!
حالتهم مثل حالة صغيري ابن العامين حين أطلب شيئا في المنزل فتخف أخته لإحضاره بدلا منه ينفجر بالبكاء ونضطر في سبيل إسكاته وإرضائه أن نرجع الشيء الذي أحضرته أخته إلى مكانه الأول ثم أعيد تقديم الطلب ليقوم هو وحسب عقله الطفولي بإحضاره لي والاستماع لعبارة (شكرا يا هوبي)..!
إن مقالات تأزيمية متناسلة على الإنترنت يكتب أصحابها هذه الأيام عن محاسبة النظام وليس إسقاط النظام وكأنهم يقولون للبشير لا تقدم على اتخاذ أي قرار واحتفظ بمفاجأتك عندك ولنفسك حتى نأتي وننتزع السلطة منك انتزاعا عبر ثورتنا الشعبية الجماهيرية الهادرة التي ينتظرونها لمدة ربع قرن مضى وربما وبهذه الطريقة يتم قيامها بعد ربع قرن قادم..!!
يقولون للبشير لا تقدم على الحل.. يقولون إننا لا نريد حلولا فهم يجلسون خلف كيبورد في مكان بارد وينظمون الشعر ومؤلفات الأدب الثوري ويلتقطون من أخبار الصباح ما يصلح منها للسخرية وما يصلح للتندر والآخر الذي يصلح لتمثيل حالة الانحياز للجماهير وللفقراء وللبائسين الأشقياء.. لا يهمهم عنصر الزمن وقيمة الوقت الذي يضيع من عمر بلادنا.. لا يريدون حلولا إلا بطريقة ابني الصغير لكنهم أصغر منه بكونهم لا يزالون (يتاتو على المشي).. دعك عن الهرولة وهم كذلك أصغر منه بكونهم أقل صدقا ونقاء مع لافتاتهم اللامعة..
[/JUSTIFY] جنة الشوك – صحيفة اليوم التالي