الشائعات والجريمة الإلكترونية.. تسونامي العصر
تفشت في الآونة الأخيرة أخبار ازدياد ظاهرة الجرائم الإلكترونية والتي لعبت الشائعات دوراً كبيراً في انتشارها وإظهارها.
وعزاها أطباء علم النفس وخبراء في مجال الجريمة إلى الثورة المعلوماتية عبر الإنترنت.. حيث أوضح الخبراء في منتدى حماية المستهلك أن الظاهرة أسهمت إلى حد كبير في تغيير نمط وتركيبة المجتمع السوداني، ولم يكن الشعب السوداني بمعزل عن التأثر بالظاهرة، مؤكدين أن المجتمع الشرقي بحكم تركيبته شغوف بالشائعات والتي هي مدعاة لضيق الأفق والجهل بالنواحي الطبية والغذائية والنفسية..
الأمر الذي أدى إلى تلاعب بعض الجهات بالمستهلك وإطلاق الشائعات حولها بجانب التعتيم الإعلامي وقسم اختصاصي الطب النفسي الدكتور علي بلدو الشائعات إلى عدة أقسام منها الشائعة الزاحفة والتي تكون قوية والصادمة مثل أخبار الوفيات وشائعة تجارية وشائعة موضوعية مثل شائعة حظر السيدات من السفر إلى دولة الإمارات.. مؤكداً أن قوة الشائعة تتمثل في الغموض الذي يكتنفها وأن الشخصية السودانية عموماً محبة لشائعات ومن السهل نمو الشائعة. وأنه نسبة للتواصل الاجتماعي في الشخصية السودانية أن معظم الشائعات تزدهر ويزداد علوها بمقدار 50%.. بجانب الثقافة المنقوصة لدينا مما جعل أصحاب المصالح يستغلون المواطنين من أجل تحقيق مصالحهم سوى تجارية أو علاجية أو تجميلية أو غيرها.. وقال إن الشائعات لا تموت وأن الواتساب أصبح يشكل العقلية السودانية المتسقبلية وهو أخطر منحدر.. وأضاف نحن موعودون بمجتمع ومستهلك سوداني مخدر حقيقي وافتراضي ورقمي مما يدخلنا في حالة التنويم «المغناطيسي».. متهماً بعض الجهات لم يسمها بالسعي لتحقيق ذلك.. داعياً إلى انتشار مراكز للإنذار المبكر بهدف دحض الشائعات والارتقاء بمستوى الوعي الثقافي لدى المواطنين والنقاش الحر.. مشيراً إلى خطورة المخدرات الرقمية والتي من الصعب التعافي منها بسهولة.. حيث تكون أعراضها انسحابية مثل فقدان الشهية وعدم النوم والتشنجات الشديدة وبعض الأعراض التي تؤدي إلى الانتحار.. إضافة إلى التدهور في مستوى العلاقات الفردية والاجتماعية وحدوث اضطرابات نفسية لاحقة مثل الصرعة والشزوفرينيا.. وقال عندما نرى تلك الأعراض «سنذكر زمن الصبا الأول ونقول يا حليل الحشيش».. وأضاف الخبير والمتخصص في الجرائم الإلكترونية المستشار عبد المنعم عبد الحافظ.. الشائعات تعتبر من الجرائم التي تهدد أمن المجتمع الثقافي والاجتماعي والأخلاقي وبأنهم كانوا يواجهون تحديات إثبات الجريمة الإلكترونية ومرتكبيها وأن ما ارتكب إلكترونياً لا بد من إثباته حسب اتفاق المحاكم معنا.. موضحاً في العام 2001م كانت نسبة الجريمة الإلكترونية لا تتجاوز حوالي 30%ما تم التبليغ عنه وقال حتى الآن هنالك من الشعب السوداني والمجتمع السوداني ما لم يعلم حتى الآن بأن هناك نيابة وشرطة ومحكمة متخصصة وآخر يعلم ولا يثق في أخذ حقه وأنه في العام 2012م تم ضبط حوالي (50) حالة إشانة سمعة ومحاكمة حوالي (13) بلاغاً والتسويات في الأخرى.. كما بلغت جملة الجرائم الإلكترونية المبلغ عنها (120) بلاغاً.. وفي عام 2013م انخفضت إلى (70) بلاغاً وقال إن من الأسباب التي جعلت موقع الواتساب أكثر شيوعاً أن الرسالة لا تكلف كاشفاً عن ظهور ظاهرة المخدرات الرقمية في نهاية العام 2014م بالدول العربية في لبنان والسعودية ومصر مما أدت إلى حالات وفيات حسب الإحصائيات وعرف أن المخدرات الرقمية أرقام تشترى وتباع في دول بـ (3-6) عن طريق الذبذبات السماعية عبر الإنترنت وهي عبارة عن برامج.
وأشار رئيس نيابة شرطة حماية المستهلك العميد أمير أحمد حسن إلى فتح بلاغات من مواطنين لدى النيابة عن حالات ألم في البطن لتناول فاكهة البرتقال الأحمر التي أشيع بأنها محقونة بدماء الإيدز والتهاب الكبد الوبائي.. حيث تم التعامل معها بصورة سريعة بإرسالها إلى المختبر النباتي ثم معمل استاك للفحص الذي أكد وجود عصير البرتقال فقط واكتساب لونه الأحمر يعود إلى زراعته في تربة مالحة.. وأشار مصدر آخر إلى فتح (10) بلاغات لدى النيابة حتى الآن.. وأبان المهندس مصطفى عبد الحفيظ مدير الإدارة العامة لهيئة الاتصالات إرسال (57) مليار رسالة يومياً عبر الواتساب وتحديد الرقم (5050) لتلقي شكاوى المواطنين حول بلاغات رسائل الشائعات.
تقرير : اميمة حسن
صحيفة آخر لحظة