هويدا سرالختم : ما كان لهذا الشعب الخضوع طيلة هذه السنوات لكل هذا الامتهان لحقوقه وسحق كرامته.. المطلوب رفع الإيقاع..!
فالتعدي على الأراضي والميادين العامة. وصبر بعض المواطنين على العطش وغياب الخدمات في مناطقهم.. ليس بالأمر الجديد.. منذ سنوات طوال يعيش الناس في وطني وحتى هذه اللحظة ظروفاً مأساوية فيما يتعلق بسوء الخدمات وغلاء المعيشة وانتزاع الحقوق.. وهو ما يعرف بغياب (العدالة الاجتماعية). الجديد هو هذه (الصحوة). وهذا الوعي.. أهالي ولاية النيل الأبيض والولاية الشمالية والجزيرة لم يصعدوا ويكثفوا حملاتهم الإعلامية الا بعد أن كادت السرطانات القاتلة تقضي على من تبقى سليماً في هذه المناطق.. وهناك في كسلا والقضارف وغيرها من الولايات الأخرى التي تئن تحت وطأة المشاكل بدأ المواطنون في التململ وإخراج المستخبي..!
ما كان لهذا الشعب الخضوع طيلة هذه السنوات لكل هذا الامتهان لحقوقه وسحق كرامته.. حتى تراكمت التجاوزات وبلغ الاستخفاف بسلامته وأمنه درجة المجاهرة المستفزة.. وأصبح الحل عصياً.. ولكن (أن تأتي متأخراً خير من أن لا تأتي).. في تقديري الشعب أقدر على تغيير الواقع أكثر من فئاته المنظمة في شكل أحزاب ومنظمات مجتمع مدني.. الأمر يحتاج فقط إلى رفع الإيقاع وتطويره.. التغيير الذي حدث في مصر بغض النظر عن تطوراته بسرقة الثورة (والشعب المصري ملام في ذلك).. لم تحدث الثورة عن طريق القوى السياسية المنظمة.. صحيح شأن أغلب الثورات ظهرت القوى السياسية بعد أن أشعلها الشباب المصري داعمة بتباين قوتها واستطاع الإسلاميون اختطافها والصعود إلى سدة الحكم.. ومن بعدهم حكم العسكر.. غير أن الشعب المصري هو الذي رسم سيناريو الثورة وطبقه وهو من صنع التغيير.. أكثر النظريات التي استند عليها في هذه الأجندة أن الشعب هو الحاكم الفعلي.. يراقب أداء الجهاز التنفيذي عن كثب ويتخذ القرار المناسب في الوقت المناسب.. يدير أموره بالأصالة وليس الإنابة عبر قوى سياسية تطارد مصالحها في أغلب الأحيان وتتخذ قضايا الوطن والشعب مطية لتحقيق هذه المصالح.. آن الأوان ليدرك الشعب أنه الحاكم الفعلي وما الحكومات الا أداة لتحقيق رفعة الوطن ورفاهية شعبه إن أحسنت القيادة وإلا فعلى الشعب الضغط على جهاز التحكم الذي بيده لإحداث التغيير المطلوب.. مرة أخرى أقول إن هذا الشرر المتطاير من الشعب هو حراك إيجابي يحتاج إلى رفع الإيقاع لتحقيق الانتفاضة الكبرى.. فقط عليكم الاستفادة من تجارب دول الربيع العربي في المحافظة على الديمقراطية بعد انتزاعها ولا يرهبكم حديث أصحاب المصالح الذي يروج للجزء السالب من ثورات الربيع العربي.
صحيفة الجريدة [/JUSTIFY]