مش سؤال؟

العبدلله مولع منذ الصغر بقراءة السيرة النبوية فقد قرأ منذ وقت مبكر سيرة بن هشام وسيرة بن إسحق و السيرة النبوية لابن كثير وزاد المعاد لابن القيم وامتاع الاسماع للمقريزي وعدد من كتب السيرة الاخرى ومن فوائد الإطلاع على السيرة النبوية أنها تساعدك على فهم كتاب الله تعالى، فقد نزل القرآنُ تعقيبًا على أحداث حوتها تلك السيرة العطرة فقراءة السيرة تساعد على فهم العقيدة الإسلامية بطريقة عملية من خلال التعرف على السلوك العملي للنبي صلى الله عليه وسلم ومن ثم الإقتداء به وبصحابتة علاوة على أنها أنها تمنحك وجبة ثقافية دسمة تتعرف من خلالها على أوجه حياة المسلمين والعرب عموماً مما يسهل على الشخص المقارنه بين تلك الحياة والحياة التى نحياها اليوم .
أيه لزوم هذه المقدمة ؟ أقول ليكم :
العبد له في كل ما قرأه في كتب السيرة لم يرد بصورة تدعو إلى التوقف عندها أن هنالك (عدداً) من الصحابة أو التابعين وصفوا بان لديهم زبيبة على جباههم (علامة صلاة) وهي بقعة مستديرة سوداء يقال أنها نحدث من كثرة السجود لله سبحانه وتعالى على الرغم من أن هؤلاء الصحابة والتابعين كانوا يسجدون على الحصي والحصير لا على السجاد الفاخر الذي تفرش به معظم المساجد الآن ،
لقد كان العبدلله يسائل نفسه وهو يتمعن في ظاهرة إنتشار هذه العلامة : (الحكاية دي تكون من شنو؟) حتى جاءت الإجابة عبر تحقيق قامت به صحيفة (حكايات) مؤخراً جاء فيه أن هنالك سوقاً رائج لعلامات الصلاة الصناعية (حسب الطلب) يقوم بها بعض الاشخاص مستخدمين في ذلك (نوى التمر) وقد أكد هذا التقرير الذي نشرته (حكايات) الشكوك التي كانت تساور العبدلله بعد أن تفشت هذه الظاهرة وصار كل من يظهر على شاشات التلفاز وكل من يقف خطيباً وكل من يعين خبيراً وكل من ينصب وزيراً (يقتني) هذه الدائرة السوداء التي من شأنها أن تكسب حاملها الوقار وتعطي مشاهديه الإنطباع بالصدق و الأمانة والتدين .. خمسة جنيهات هي كل (المسألة) تعطيها (لصانع العلامات) تخرج بعدها وأنت كامل (الصلاح) سيماؤك في وجهك من أثر (النواة) الشئ الذي من شانه أن يبعد عنك كافة الشبهات ويسهل لك خداع الناس غير آبه بأن هنالك إله لا يمكن خداعه !
المسألة الثانية التي لم (تقع في رأس العبدلله) هي حكاية إنتشار عيادات (خبراء) العلاج بالقرآن وإستخراج الشيطان إذ ليس هنالك في كل كتب السيرة النبوية ما يشير إلى أن هنالك من الصحابة أو التابعين من تخصص في هذا الأمر حتى إشتهر به وسط الناس (وعمل ليهو عيادة وكشف) ولو كان لأشخاص أن يعالجوا بالقرآن ويستخرجوا (الشيطان) حتى يعرفوا بذلك لكان صحابة رسول الله صلى الله عليهم أولى بذلك لكن مع ذلك إنتشر هؤلاء القوم حتى زاحمت عياداتهم عيادات الأطباء والمتخصصين بل أنهم أصبحوا يعلنون عن بضاعتهم عبر الصحف والفضائيات ويضعون أرقام هواتفهم لجذب (الضحايا) دون رقيب أو حسيب حيث إختلط حابلهم بنابلهم في ظل عدم إخضاعهم لأي نوع من الإختبارات التي تؤكد كفاءتهم للقيام بهذا الأمر أو حتى التحري عن أخلاقهم (إن شاء الله فيش وتشبيه) حتى يتم فرز (الشيخ الحقيقي) منهم من بتاع (نواة سوق ليبيا) !