عكس المعتاد حفلات الزفاف النهارية.. صرعة جديدة تجتاح العاصمة
من الطبيعي والمتعارف عليه في مجتمعنا السوداني أن ليلة العمر وبداية المستقبل في كل مناسبات الزواج تلتئم ليلاً، حيث تنطلق فعالياتها بُعيد صلاة العشاء. لكن من غير المعتاد أن تُحيا تلك الليلة أطراف الصباح وآناء النهار لجهة حرارة الطقس خاصة في العاصمة الخرطوم، بجانب ظروف العمل الضاغطة التي تجبر الكثيرين على عدم الحضور، إلا أن اللافت للنظر أنه وفي الآونة الأخيرة اجتاحت مجتمعتنا السوداني ظاهرة إحياء حفلات الأعراس في (عز) الظهيرات القائظة، خاصة في ظل انتشار الصالات المزودة بمكيفات هواء.
صرعة جديدة
أطلت الصرعة الجديدة في العاصمة لتسير عكس العادات السودانية المتعارف عليها وبدلاً من تنظيم الحفلات في المساء كما هو معتاد منذ سنين خلت، أصبحت معظم مراسم الزفاف تتم نهاراً، حيث تنطلق من بعد صلاة الظهر وحتى المغرب.
وفي السياق، يقول علي النور إن قيام الحفلات النهارية غير مجدٍ لأنه يتعارض مع ساعات الدوام الرسمي ما يمنع الكثير من الناس من تلبية الدعوة، الأمر الذي يفسد مذاق الاحتفالية (لأن العز أهل) كما يقول أهلنا.
تأثيرات خارجية
ربما يعود الأمر إلى تأثرنا بالعادات الغربية والمسلسلات التركية، هكذا ابتدرت (ناهد نور الدين) – موطفة – حديثها، وأضافت: تلك هي الأسباب التي قادت إلى انتشار تلك العادة، وإنه من المستحيل تطبيق مثل هذه الثقافات الدخلية علينا باعتبار اختلاف المناخ والبيئة، لأن مكياج العروس – وهي الشخصية المحورية في حفل الزفاف – لا يتواءم مع الحفلات النهارية، علاوة على أن الأزياء المسائية للمناسبات غير مناسبة للصباحيات.
وفي ذات السياق، ذهبت هنادي عمر، في ما اعتبرت رفيقتيهما انتصار الحفل النهاري من أجمل أنواع الزفاف، معللة ذلك بما أسمته تفادي مشاكل الليليين المعتادة وإتاحة الفرصة لكبار السن والأطفال لحضور المناسبة. وأضافت: سخونة الأجواء لا تمنع الكبير من انعقاد الزفاف نهاراً، فالصالات مزودة بمكيفات. وأردفت: نحن شعب يصوم شهر رمضان المعظم في تلك الأجواء الساخنة، فهل من الصعب علينا حضور مناسبة لمدة ساعتين في موسم الفطر.
حسابات اقتصادية واجتماعية
هي ظاهرة اقتصادية نوعا ما، هكذا أشار إبراهيم محمد عبيد في مبتدأ حديثه. وأشار إلى أن المناسبات دوماً ما ستكون مبنية على وجبة الغداء، وبالتالي سيساهم ذلك في تقليل التكلفة، بجانب ميزة منح أهل العروسين في الولايات فرصة حضور المناسبة والعودة في وقت مريح خاصة بالنسبة لسكان الجزيرة التي يقطنها قطاع كبير بجانب القطينة وغيرها، وأشار إلى أن معظم الشعب السوداني يمنع الفتيات من حضور المناسبات المسائية في الأغلب، وبالتالي إتمام المناسبة بالصباح يتيح فرصة للفتيات لحضور الاحتفالية. وأكد أن السودانيين في مناطق الأرياف تقام معظم مناسباتهم في الفترة النهارية، وبالتالي ليس من هناك موانع لإقامة حفلات الأعراس صباحاً، مؤكداً أن السودانيين معتادون ومتأقلمون تماماً مع سخونة أجواء الفترات النهارية.
ثقافة جديدة
من الممكن أن نعد تلك العادة ثقافة جديدة اجتاحت مجتمعنا السوداني، وقد تكون سلبية أو إيجابية أو اقتصادية نوعا ما، ولكن هناك موانع تتعلق بالتأقلم مع الأجواء المدارية في البلاد. وتقول منال محمد إن تكاليف الزواج دائما ما تكون صعبة على الأسر، وكل تلك التكلفة الباهظة لاحتفال يدوم ساعتين فقط لا غير، وأن العروس قد يكون لها متطلبات كثيرة لا يمكن للزمن المخصص للزفاف إتمامها، ورجحت أن المناسبات النهارية تتاح لها ساعات إضافية لإتمام كل متطباتها من تصوير وخلافه وتضيف تنظيم حفلات الأعراس النهارية يعد نوعاً من التغير عن المعتاد دوما لأن التغيير شيء مهم جدا طالما أنه في حدود المعقول، ولايمس لثقافتنا السودانية بشي مضر. واختتمت حديثها بأن الشباب السوداني يتأقلم مع أي عادة وأي فكرة، وله القدرة على ذلك بشتى المقاييس، وذلك يرجع لأنه شعب متداخل ومحب جدا.
فاتن الزين صغيرون : صحيفة اليوم التالي
ماثقافه ملا شي فلس بس باليل اغلي