سؤال للشيخ عبد الحي يوسف: ما حكم ﺃﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﻫﺎﺗﻒ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻓﻰ ﺍﻟﻤﻜﺎﻟﻤﺎﺕ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ؟
ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ :
ﺃﻋﻤﻞ ﻣﺪﻳﺮ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﻷﺣﺪ ﺍﻟﻤﻜﺎﺗﺐ ﺍﻻﺳﺘﺸﺎﺭﻳﺔ، ﻭﻳﻨﺺ ﻋﻘﺪ ﺍﻻﺗﻔﺎﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺰﺍﻡ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ ﺑﺘﻮﻓﻴﺮ ﺑﻌﺾ ﺍﻻﻣﺘﻴﺎﺯﺍﺕ
ﻟﻠﻤﺪﻳﺮﻳﻦ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ ﻟﻼﺳﺘﺸﺎﺭﻯ ﻭﻟﻤﺎﻟﻚ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ، ﻭﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺰﺍﻳﺎ ﺧﻂ ﺗﻠﻔﻮﻥ ﻣﺤﻤﻮﻝ، ﻭﻻ ﻳﺤﺪﺩ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺣﺪﻭﺩﺍً ﻣﻌﻴَّﻨﺔ ﻻﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﺨﻂ ﺳﻮﻯ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ ﻗﺎﻡ ﺑﺤﻈﺮ ﺍﻟﻤﻜﺎﻟﻤﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻭﻣﻜﺎﻟﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﺎﺑﻘﺎﺕ ( 0900) ﻓﻘﻂ، ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈﻧﻨﻰ ﺃﺳﺘﺨﺪﻡ ﺧﻂ ﺍﻟﻤﺤﻤﻮﻝ ﺍﻟﻤﻤﻨﻮﺡ ﻟﻰ ﻓﻰ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﻜﺎﻟﻤﺎﺗﻰ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺳﻮﺍﺀ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﻭﻗﺖ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺃﻭ ﺑﻌﺪ ﻋﻮﺩﺗﻰ ﻣﻨﻪ، ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻨﻲ ﺃﺳﻤﺢ ﻟﺰﻭﺟﺘﻰ ﻭﺃﻭﻻﺩﻱ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﺨﻂ ﻓﻰ ﻣﻜﺎﻟﻤﺎﺗﻬﻢ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺗﻮﻓﻴﺮًﺍ ﻟﻬﻢ، ﻓﻬﻞ ﻫﺬﺍ ﺟﺎﺋﺰ؟
ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ :
ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ، ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﺷﺮﻑ ﺍﻟﻤﺮﺳﻠﻴﻦ، ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ، ﻭﺑﻌﺪ.
ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳﻘﻮﻝ } ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮﺍ ﺃﻭﻓﻮﺍ ﺑﺎﻟﻌﻘﻮﺩ{ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳـﻠﻢ “ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺷﺮﻭﻃﻬﻢ” ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﻋﻠﻴﻚ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺑﻤﻘﺘﻀﻰ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻟﻤﺒﺮﻡ ﺑﻴﻨﻚ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺪِّﻣﺔ، ﻭﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺨﺺ ﺍﻟﻬﺎﺗﻒ ﺃﻧﻪ ﻻ ﺣﺮﺝ ﻋﻠﻴﻚ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺍﻟﻬﺎﺗﻒ ﺍﻟﻤﻤﻨﻮﺡ ﻟﻚ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻟﻤﺎﺗﻚ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ؛ ﻷﻥ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺣﻈﺮﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻜﺎﻟﻤﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﺑﻘﺎﺕ ﺇﺑﺎﺣﺘﻪ ﻟﻚ ﻓﻴﻤﺎ ﻋﺪﺍ ﺫﻟﻚ، ﻟﻜﻦ ﻻ ﻳﺤﻖ ﻟﻚ ﻣﻨﺤﻪ ﻟﺰﻭﺟﻚ ﻭﺃﻭﻻﺩﻙ ﺑﻞ ﺗﺴﺘﺨﺪﻣﻪ ﻟﻨﻔﺴﻚ ﻓﻘﻂ؛ ﻋﻤﻼً ﺑﻤﻘﺘﻀﻰ ﺍﻟﻌﻘﺪ، ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﻮﻓﻖ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﻌﺎﻥ .
ﻓﻀﻴﻠﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺩ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺤﻲ ﻳﻮﺳﻒ
ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺑﻘﺴﻢ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ