أفيخاي أدرعي متحدث جيش إسرائيل على “فيسبوك”
يحكى أن صفحة المتحدث بلسان جيش الدفاع الإسرائيلي للإعلام العربي، (افيخاي أدرعي- Avichay Adraee)، على موقع الـ(فيسبوك)، تجد نسبة متابعة عالية جدا من المعجبين، ويشير الرقم الرسمي على الصفحة أن عدد متابعي أفيخاي يبلغ 197 ألف متابع، بالطبع 80% من هؤلاء من المتابعين من العرب، لأن الصفحة في الأصل مخصصة لمخاطبة العرب ويديرها متحدث الإعلام العربي بالجيش الإسرائيلي، بيد أن هناك أشياء أخرى ربما تكون قد أسهمت في تزايد نسبة متابعي الصفحة، رغم أنها بالنسبة للكثيرين منهم تمثل (جيش العدو)؛ من هذه الأشياء الطريقة التي يدير بها افيخاي صفحته، وهي طريقة تتسم بالبرود و(ثقالة الدم) والإصرار على التواصل مع الآخر (العربي) ومشاركته (حاجاته) اجتماعيا وفنيا وثقافيا، مع نقل أخبار (معارك) الجيش الإسرائيلي ضد (الفلسطينيين) مع إيراد مبررات تلك المعارك؛ التي تبدو في كثير من المرات متحدية ومتعالية و(مغرورة) كمان.
قال الراوي: في يوم الجمعة من كل أسبوع يفتتح افيخاي صفحته بتعليق تحية تقليدية لعامة المسلمين وكأنه واحد منهم، حيث يكتب من الصباح في صدر الصفحة: (جمعة مباركة على الجميع)، وبالطبع هو يعني الـ80% من متابعيه العرب والمسلمين، وذات الشيء يتكرر في المناسبات الدينية كالأعياد وغيرها، حيث يبادر متحدث الجيش الإسرائيلي إلى تهنئة (المسلمين) بأعيادهم، وأحيانا يسبقهم في تهنئتهم لبعضهم، وتلقى هذا (التهاني والمباركات) مئات اللايكات من المتابعين وعددا موازيا لها من التعليقات أغلبها يسخر من الرجل وفي أحيان كثيرة يذكره بما تقترفه قوات جيشه من تقتيل وتسأله عن أي تهنئة يتحدث، لكن الرجل (البارد) يستمر في نثر تحاياه وتعليقاته على القضايا الفنية (العربية)، أو إيراده رابطا لموسيقي وفنان عربي أو خبرا طريفا.. يمضي غير عابئ وكأنه في مجاله الطبيعي وبين أهله ومحبيه (الصحي صحي).
قال الراوي: للصفحة جانب آخر جاد جدا يبرز حين تشن القوات الإسرائيلية هجوما على قطاع غزة (حماس)، أو تعترض هجوما على الحدود اللبنانية (حزب الله)، أو في حال نفذت عملية استثنائية لاغتيال أحد قادة (المقاومة الفلسطينية)، حيث يظهر افيخاي بوجهه الحربي الإسرائيلي وينقل الخبر كأنه ينقل بُشرى لمحبيه ومتابعيه، وقد يكون الخبر كالتالي: “أود التأكيد أن المدعو أحمد سعد الناشط في حركة الجهاد الإسلامي المستهدف في الغارة الجوية صباح اليوم شمال قطاع غزة كان المسؤول المباشر عن إطلاق الصواريخ على مدينة أشكلون الخميس الماضي”.. نقلا عن الصفحة.
ختم الراوي؛ قال: ما مدى تأثير مثل هذه (الصفحة التفاعلية) على متابعي افيخاي أو الجيش الإسرائيلي من العرب والفلسطينيين؟
استدرك الراوي؛ قال: هل يذيب التواصل المباشر وإن كان افتراضيا العداوة بين الأعداء؟
أساطير صغيرة – صحيفة اليوم التالي