رأي ومقالات

يوسف عبد المنان : انتصار شعبي

حققت قوات الدفاع الشعبي من مجاهدي كتيبة الشهيد “أبو عبيدة” انتصاراً باهراً على قوات التمرد، واستردت منطقة كُرم (بضم الكاف) الواقعة على بعد (37) كلم شرق مدينة “كادقلي”.. وذلك بعد معارك ضارية مع التمرد قادها المجاهدون من كتيبة الشهيد “أبو عبيدة” التي خططت لاسترداد المنطقة وتأمين مسارات الرحل والمناطق الزراعية.. وقاد عمليات تحرير منطقة كُرم فرسان الدفاع الأمير المجاهد “عربي محمد كرسي” والمنسق “داؤود أحمد داؤود” وقائد قوات الدفاع الشعبي بجنوب كردفان العقيد ركن “محجوب الحسن إبراهيم”.
سيطرت قوات الدفاع الشعبي على منطقة كُرم في الوقت الذي ألحقت فيه القوات المسلحة خسائر فادحة بالمتمردين في قنزيعة.. ودلدكو.. وتقهقرت قوات الحركة جنوباً.. لتأتي سيطرة قوات الدفاع الشعبي على منطقة كُرم من خلال عملية نوعية تم تنفيذها بدقة.. ومن خلال مواجهة نيران العدو ببسالة مقاتلي الرواوقة الذين كان لهم الفضل في بقاء “كادقلي” على قيد الحياة منذ الحرب الأولى.. بقتالهم إلى صف القوات المسلحة.. وقوات الدعم السريع الآن.. وقد تكسرت أحلام التمرد تحت ضربات قوات الدفاع الشعبي التي تخوض معاركها مع التمرد وهي تختزن معرفة دقيقة بجغرافيا المنطقة وتضاريس الجبال.. والعقيدة القتالية لقوات الدفاع الشعبي هناك هي من وأد حلم “عبد العزيز” بالسيطرة على “كادقلي” يوم الكتمة 6/6.
وتحرير منطقة كُرم وتأمينها بفتح الطريق للسيطرة على كل مناطق شرق “كادقلي” ووادي أم سردبة لطرد التمرد من الدندور وعقب وحتى أيري، لتعود قطعان الماشية إلى أبو سفيفة والدندور مطمئنة. وقد فرض التمرد هجرة قسرية على عرب الحوازمة أولاد نوبة والديليمية من أرضهم، وحارب التمرد أهلنا من النوبة المورو والعطورو بغرض الجزية.. وأعمال السخرة.. والتجنيد القسري ونهب الممتلكات لصالح قوات التمرد.. ولكن شمس التمرد في جبال النوبة قد غربت.. وعمليات الصيف الحالية ستقضي على وجود التمرد في محليات البرام وهيبان وأم دورين.. وتعتبر قوات الدفاع الشعبي المحلية في جنوب كردفان هي القاعدة القتالية الأساسية التي تساند القوات المسلحة في عملياتها.. وهي التي تقوم بعمليات تأمين القرى وعودة النازحين من مناطقهم.. وضرورة أن يتصدى المواطنون العائدون للتمرد بأنفسهم من خلال الانخراط في قوات الدفاع الشعبي بإرثها التليد.. وتاريخها ناصع البياض وسيرتها التي ترهب الأعداء ويرتعد لها أوصال التمرد.
فما ذكر قادة الدفاع الشعبي في جنوب كردفان من أمريكا كردويش في الدلنج والراحل “مهدي مامور نيتو”والفرسان “محمد أبكر” و”تاور المأمون” و”داؤود سالم” و”أبكر موسى”.. واللواء “الزبير بير كرشوم” رئيس حزب المؤتمر الشعبي الآن وإلا وفزع التمرد وولى الأدبار.
إن انتصار قوات الدفاع الشعبي في منطقة “كُرم” هي بداية لتحرير بقية المناطق التي اغتصبها التمرد، وكان لدور قائد الدفاع الشعبي العقيد “محجوب الحسن” فضل في حشد إرادة المقاتلين ودعمهم بمطلوبات القتال والتخطيط لعودة الحياة لمناطق الريف الشرقي من “كادقلي”.. وتعدد جبهات القتال والمواجهة سيكسر عظم التمرد.. وقريباً.. ولكن الحرب صبر.. ودعم سياسي من القيادة الولائية والقومية.
نعم الانتخابات ضرورة واستحقاق دستوري هام ولكن دعم العمليات القتالية وشحذ همم المقاتلين والوجود السياسي في خط المواجهة، ضرورة تمليها طبيعة المعركة التي تخوضها قواتنا المسلحة وقوات الدفاع الشعبي في جنوب كردفان، حتى يبزغ الفجر قريباً وتنتصر إرادة الشعب.

المجهر السياسي