منى سلمان
في باب المنابيذ – بديعة بت الطين وبتاعة المواصلات
بديعة بت الطين وبتاعة المواصلات !![/ALIGN] في طفولتنا كانت لنا أساليب طريفة في التنابز بألقاب لا تمت للنبز بـ صلة، بل ولا تقع تحت دائرة اختصاصه، فـ عندما نريد أن نعيب على إحدى من لا تروق لنا صحبتهن ولا طريقتهن في اللعب نقول:
خلّوها .. دي عاملة زي بديعة بت الطين!
وإذا ما عنّ لأحد العاقلين أن يراجعنا في نبزتنا تلك، أو يفحمنا بحقيقة أننا جميعا بنات وبنين من نسل أبينا (آدم) وبالتالي فكلنا (أبناء الطين)، أو حتى فكّر في توجية سؤال بديهي لحضرة جنابنا:
هي ذاتا بديعة دي منو؟
فلن يجد عندنا إجابة شافية أو مقنعة .. أهو (بديعة) دي نبزة والسلام.
أما عندما كانت أخواتي يعمدن إلى قلقلتي ودفعي للبكاء، فما كان عليهن سوى أن يحضرن جردل البلاستيك أو البستّله والدق عليها مع الغناء:
مبروك عليك الليلة يا نعومة.
ثم يمعن في مكاواتي بجر (نعومة) إلى ما لا نهاية (عومة عومة عومة…) ولا تنقطع عوامتهن حتى أنفجر بالبكاء غضبا وحنقا من منابزتي بلقب (نعومة)، وذلك في اشارة منهن لشبهي الشديد بـ عمتي (النعمة)، حتى أن (أبي) قد ناداني ذات مرة وسألني عندما سمع صوت (العوعاي) عن سبب بكائي فشكوت له أن:
العواليق ديل قاعدين يقولوا لي يا النعمة.
فسألني بدهشة وإستنكار:
طيب البزعلك شنو؟
ولسان حاله يقول: (هو انتي لاقية يشبّهوك بيها)؟
فعمتي تلك (عليها الرحمة) كانت بشهادة الجميع طويلة فارعة، ممشوقة القوام طويلة الشعر حازت من إسمها صفة (النعومة والتنعيم) .. إلا أن لها طريقة مميزة في الكلام، فهي تتحدث بطريقة تقيلة، وتلقي بكلامها كلمة .. كلمة، وتضغط على نهايات الجُمل بـ (تكّة) ..
طبعا كل البعرفني حا يكون فهم وجهة الشبة وسر نعتي بـ (نعومة)، لأن طريقتي في الكلام تشابة طريقة عمتي تلك، حتى أنني عندما أتصل تلفونيا وأبدأ المحادثة بالتعريف بنفسي، يقاطعوني بأن صوتي وطريقتي في الكلام لا تحتاج للتعريف.
ما علينا .. فقد كان يكفينا الشعور بالغيظ أو الغيرة من شيء تمتلكه (المنبزة) ولا نتمتلكه نحن كي نجعل منه سبوبة ننابزها به .. أذكر أننا التقينا في صباح العيد أثناء جولتنا للمعايدة على الجيران، بطفلة من (دورنا) كانت تلبس ملابس جميلة زاهية الألوان كملابسنا، إلا أنها بذّتنا بـ (الحلق)، فقد كانت تضع على اذنيها (حلق) عبارة عن شبكة على شكل (معيّن) كبير يتدلى حتى حدود أكتافها ..
تلاحينا معها (سبة بلا سبب) فانسحبت من الشكلة، عندما أحست بأنها وإن تفوقت علينا بـ (الحلق)، فنحن نتفوق عليها بالعدد .. فما كان منا إلا أن قذفنا من خلفها بنبزة من نبزاتنا البليغة:
أمشي كده .. عاملة حلقّك المقدد ده !
والغريبة أننا أورثنا الجيل الذي تلانا تلك الصفة، فقد كانت إحدى بنات الجيران (القدرنا) تعاني معاناة شديدة من صعوبة المواصلات، بعد أن أجبرتها ظروف دراستها في مدرسة بعيدة لاستخدام المواصلات بنوعيها (باصات أبو رجيلة) و(البرينسات)، فالاثنين كانوا لها خير معين في سعيها من وإلى المدرسة، ولأن المواصلات زمان كانت نبع من ينابيع العذاب قبل أن يمن الله علينا بـ (الهايصات) والرايقات من (الأمجادات)، فخففت عن كاهل المتواصلين بالمواصلات هم الوقوف لساعات في إنتظار أن تلوح في الافق عجلات برينسة.
إلى هنا فالموضوع عادي ولا مجال فيه للنبز، ولكن تفتقت عبقرية ابناء شقيقة رفيقتنا الصغار بمنهج شبية بطريقتنا في النبز بما لا يصلح ليكون نبزا في حد ذاته، عندما لاحظوا إكثارها الشكوى من المواصلات، ومحاولاتها الدائبة لتحنيس شقيقها الكبير (محمد) لأن يمر عليها كي يصحبها معه بعربته بدلا من شحططتها مع المواصلات، فصاروا ما أن تخطئ يوما بتقريعهم أو تفكر في مطاردتهم لاسرافهم في الشقاوة، حتى يفرنقعوا من حولها وهم يتصايحون:
أمشي يا بتاعة المواصلات .. يا بتاعة عربية محمد !!
لطائف – صحيفة حكايات
munasalman2@yahoo.com
الاخت من سلامات لله رغم ان الزمان كان قاسي وكانت المعانات تحيط بالمواطن من كل جانب اي المواصلات صعبة وصفوف فى كل مكان الا ان الحياة ليها طعم ورونق خاص وكانت هنالك بساطه فى الناس وحنية زائدة وكان هنالك احترام لشارع العام والزوق العام يعنى الشخص ( بياكل مايعجبه ويلبس مايعجب الناس ) وكانت هنالك محافظة على القيم
قمت الابداع استاذه منى – زكرتينى صغرتنا والله كانت بنفس الالقاب والان لما نجلس كل بنات الفريق زمان منهم من جمعتنى بهم الغربه ونتزكر — النعيمه – ومحمود سيد الباسطة وحاجات حلوه — الله يديك العافيه
ام احمد
دبي
الموضوع جميل
لكن للأسف مليء بالاخطاء الاملائية
تنابزوا بالزاي وليس بالذال –
قلقلتي بالقاف وليست غلغلتي
قولي وراي
قولي يقلقل القاف قلقلة …وقول غيري يغير الغين تغييرا
اعرف ان اغلب السودانيين لديهم مشكلة في النطق
ولكن في الكتابة ايضا …جديدة
” ولم ار في عيوب الناس عيبا ..كنقص القادرين على التمام”