رأي ومقالات

د. ناهد قرناص: كم عدد الساعات (الفعلية) التي يقضيها الموظف السوداني وهو يعمل؟

حدث في هذا الزمان بالتحديد في احدى داووين الحكومة وكان من الممكن ان اصرح باسم المكان ولكن لان الحالة عامة ومتفشية بشكل وبائي ..دعنا نعمم : ذهبت صديقتنا صباحا الى احدى المؤسسات وبعد طول انتظار ..استطاعت لفت نظر احدى الموظفات في الأرض ..قالت الصديقة للموظفة (عايزة استرجع اوراقي الثبوتية)..هنا وقبل بدء كل شئ اتى احدهم الى داخل المكتب ..فسالته الموظفة (الساعة كم؟ ) رد قائلا (الفطور الا ربع ) ..لم تفهم صديقتى ان هذه العبارة تعني توقف العمل ما يقارب الساعتين ..وكذلك لم تتخيل لحظة بانها ستقوم باداء مهام الوظيفة بدلا عن اؤلئك الذين يتقاضون اجرها . أشارت احدي الموظفات الى مجموعة من الصناديق المتواجدة فوق بعضها قائلة لها (امشي شوفي حرف اسمك في ياتو صندوق وفتشي فيهو لغاية ما نفطر )…ذهبت المسكينة وعادت الي الموظفة التي لم تتحرك من مكانها …وقالت لها ( ما لقيت حرفي في الصناديق)…قالت الموظفة (خلاص شوفي ورقك في الملفات الموجودة في الأرض)…فما كان من صديقتى الا الجلوس على قدميها والبحث بين الملفات المتراصة على الأرض…ولكن للأسف لم تجد شيئا …تحاملت على نفسها وعادت اليها بذات الكلمات (ما لقيتهم)… وما بين (خلاص شوفيهم هناك) ..وبين (ما لقيتهم) ..مضت الساعة وراء الساعة…كل هذا الوقت والموظفة لم تتحرك من مكانها ولكنها (فطرت فطورها وشربت الشاي بمزاج عال) ..وصديقتي تعمل بدلا عنها .. اخيرا وجدت اوراقها بعد جهد جهيد وكان اليوم قد انتهى . المهم حمدت الله كثيرا على انها وجدت اوراقها وذهبت لاكمال الاجراءات عند تلك الموظفة الجالسة في مكانها ..مدت لها الموظفة اوراقا لتوقع عليها بالاستلام …سالتها الصديقة عن مكان التوقيع فاذا بالموظفة تنتفض فيها وتقول لها (دا شغلي وانا بعرفه)!!!!! فتساءلت صديقتي ..ياتو شغل دا؟؟؟…الطريف في الامر ان احدى الصديقات كانت حاضرة لحكاية القصة قالت (كويس انو برضو استغليتي وقت الفطور …انا مشيت وكان وقت الفطور والمكتب مقفول والموظفين قاعدين جوة..بالظبط وقفت مدة ساعتين كاملات حتى الباب اتفتح عشان الشاي يدخل). ..بعد هذه القصة التي ورمت كبدي …قررت لمبة عبقرينو الاعلان عن مسابقة ذات جائزة كبرى لذلك الذي يجيب عن هذه الاسئلة المستحيلة … السؤال الاول : كم عدد الساعات (الفعلية) التي يقضيها الموظف السوداني وهو يعمل؟؟؟؟؟؟…السؤال التاني متى تنتهي قصة فطور الموظفين الذي اصبح من تابوهات الخدمة المدنية المسكوت عنها والذي يتسبب في تعطيل عجلة العمل ما يقارب الساعتين الى ثلاثة ساعات يوميا؟؟؟؟؟..السؤال الثالث : ما الجدوى من وجود الكمبيوترات في كل المكاتب والمؤسسات اذا لم يستفاد منها في تنظيم وحوسبة الملفات الا اذا كان الغرض الاساسي منها لعب الكوتشينة وزوما ووووو …..السؤال الاخير ماذا اتعاطى لكي (افش كبدتي)…وووصباحكم خير

د. ناهد قرناص

تعليق واحد