سعد الدين إبراهيم

من الزمن الجميل

[JUSTIFY]
من الزمن الجميل

قبل أيام تحدث الأخ مصطفى أبو العزائم عن مباراة الهلال الشهيرة 1973مع فريق سانتوس البرازيلي الذي كان حينذاك يضم ملك الكرة العالمية «بيليه».. وذلك بمناسبة فوزه بجائزة الكرة الذهبية «الشرفية» حيث بكى النجم العالمي تأثراً..

ولما كنت قد أصبت مجدداً بالالتهاب «الحايم اليومين ديل» والذي أقعدني عن التفكير حتى.. آثرت أن أعود لمذكرات الصديق الكابتن الفنان الدكتور محمد حسين كسلا.. والذي كان نجم تلك المباراة.. يحكي «كسلا»:

جاء الكل لمشاهدة ملك الكرة «بيليه» وفرقته الذائعة الصيت.

أما في أوساط اللاعبين فقد تمنى كل لاعب منا.. أن يكون مدافعاً عن شعار الهلال العظيم في تلك الأمسية الرائعة، فذلك كان يعني دخول التاريخ من أوسع أبوابه، لأن الملعب سيجمعه بأعظم لاعب كرة عرفه تاريخها القديم والحديث.. ولأننا كلنا من بلد ليس له موقع بارز في خارطة الكرة العالمية وليس من السهولة أن تجمعنا المناسبات الدولية بلاعبين من أمثاله.

ومن باب الإثارة نشرت الصحف السودانية في صبيحة يوم المباراة تصريحاً لكارلوس البرتو كابتن منتخب البرازيل سانتوس قال فيه: «لتحرس الملائكة اليوم فريق الهلال..»

غير أن الكابتن البرازيلي وبعد انتهاء المباراة قال لي في رده على سؤال من السيد عبد الله السماني عن انطباعه عن المباراة: «كنا نظن أننا قد حضرنا إلى السودان لنلعب الكرة ولكننا وجدنا أنفسنا نطارد مجموعة من الغزلان الأفريقية..!!»

نجح الهلال في تقديم عرض مشرف للكرة السودانية بل واستطاع أن يسيطر على مجريات اللعب في أحيان كثيرة، وأن يقف بنجومه الهواة نداً لأباطرة اللعبة من عظماء المحترفين.. وقد تكوّن فريق الهلال في تلك المباراة من: زغبير لحراسة المرمى، محجوب الضب، عوض كوكا، خضر الكوري وعبدالله موسى للدفاع، عبده مصطفى وشواطين للوسط، الفاتح النقر، مزمل دفع الله، جكسا «كابتن»، وكسلا للهجوم.. ولم يحدث أي تغيير حتى نهاية المباراة..!!

لعب الهلال بتوزيع 4/2/4 والذي يتحول إلى 3/3/4 يعود جكسا

من الهجوم إلى منتصف الملعب حسب مقتضيات اللعب، وتلك كانت طرق اللعب الشائعة والمألوفة آنذاك.

أما تعليمات المدرب فقد كانت واضحة: «لا تندفعوا إلى الهجوم ناسين واجباتكم الدفاعية، فالبرازيليون

بارعون جداً في نصب هذا النوع من الشراك، إنهم يتركونك تندفع مهاجماً، حتى تظن أنك ستنال من مرماهم وفجأة تجد نفسك مضطراً إلى إحضار الكرة من داخل شباكك..!»

شدد المدرب على ضرورة الالتزام بالنواحي الدفاعية وعدم التفكير في الفوز مطلقاً، لأنه غير وارد هنا حسب قوله وهذا ما أذكره جيداً حتى الآن.. وفي هذا الصدد فقد كلف اللاعب «شواطين» بمراقبة ملك الكرة كظله, وتعتبر هذه المهام السهلة فنياً.. فقد كان المطلوب من «شواطين» الهدم والتخريب وليس الإبداع.. ولكنه مع ذلك قام بدوره التكتيكي على أكمل وجه واستحق الإشادة.. فكانت النتيجة أن خسر الهلال المباراة

صفر/1 سجل الهدف مهاجم الفريق الضيف اسيبيو في الدقيقة 13 من شوط المباراة الأول من كرة جاءت من ضربة ركنية هيأها له بيليه برأسه, وخسر الجمهور المتعة التي كان يمني نفسه بها.. وكسب المحترفون اللقاء رغم أنف الجميع.

بعد انتهاء المباراة جرت مراسم تكريم الفريق البرازيلي بمقر استضافته «فندق السودان» وهنالك تسلمت جائزة نجم المباراة وكانت عبارة عن «ساعة قيمة».. أظن أن قيمتها تكمن في مناسبتها التاريخية، كما أن الزي الذي أدينا به تلك المباراة الخالدة يحتل حتى الآن موقعاً مميزاً ضمن مجموعة مقتنياتي من الأوسمة والتذكارات الرياضية الأخرى.

أما فريق سانتوس فقد استلمت إدارته مبلغاً وقدره 24 ألف دولار ثمناً للموافقة على أداء المباراة..!

أدار تلك المباراة التاريخية طاقم تحكيم سوداني دولي قاده أحمد قنديل بمعاونة الحاج هاشم وعبدالرحمن الخضر وحضرها جمهور غفير دفع 31736 جنيهاً سودانياً آنذاك.
[/JUSTIFY]

الصباح..رباح – آخر لحظة
[EMAIL]akhirlahzasd@yahoo.com[/EMAIL]