رأي ومقالات
صلاح أحمد عبدالله : ندعو لوقف الحرب.. من الطرفين.. لأن لها ثمنها.. يدفعه بسطاء القوم .. ثمن الحرب.. وتجار الموت..!!
* ولكن من يخططون لإشعالها.. وتأجيج أوار نيرانها.. يعيشون بعيداً عنها.. يمتهنون السلطة.. والسياسة.. ويكتنزون الثروة.. من يعيشون في كنفهم وتحت رعايتهم من الأهل.. والأصدقاء.. بعيدون عنها.. ومن ذهب اليها (مخدوعاً) ببريقها وأعلامها يجد من خلفه من (يتاجر) بشعاراته.. وشعاراتها.. وأبناء الطرفين المتقاتلين من أبناء البلد الواحد.. وأهلهم هم (فقط) من يدفعون الثمن..!
* الثمن الذي يدفعه الوطن.. باهظ التكاليف.. من (إنسان) كان ممتلئاً حيوية ونشاطاً.. وسعادة.. وكله أمل في المستقبل.. وقد يكون له دور في بناء وطنه ونهضته.. وأيضاً (كله) أمل يرتجي من أهل.. من (بيت) أو أقارب.. أو أصدقاء.
* قد (يموت) في سبيل (قضية).. يحركها (الكبار) من أطراف.. القتال.. وهم جلوس في منازلهم الأنيقة.. أو ردهات فنادق (ما) باردة.. أو ساخنة.. أو حتى دافئة.. كما يحركون (أزرار) الريموت كنترول.. وهم وحدهم الذين يقبضون (ثمن) النصر.. ويقبضون أيضاً ثمن (الهزيمة).. لأنهم بعيدون جداً عن ميادينها.. (هم) ومن يحيط بهم.. هذا باختصار شديد ثمن الحرب.. وتجارة الموت..!!؟
* وتعالوا نرى.. أثر ذلك على بلد مثل السودان.. يعيش مرارات الصراع السياسي منذ ما قبل الاستقلال.. وحتى الانفصال الشهير وذهاب الجنوب الى حال سبيله.. والنيران التي اشتعلت مباشرة في دارفور.. وجنوب كردفان.. والنيل الأزرق.. والمستمرة حتى الآن.. فشلت الكثير من المبادرات.. والمفاوضات لإطفاء الحريق.. وتداخل الخارج بكل صنوفه في شؤوننا الداخلية..!!
* والحرب مستمرة.. والثمن باهظ.. كما أسلفنا.. وتجار الموت تكتنز جيوبهم بالمال الحرام.. المغموس في الدم.. والعرق.. والدموع.. والأنين..!!.. وفي ربع القرن الأخير.. أصبح الأمر لا يطاق.. وبلغ السيل الزبى.. والصبر منتاه..!!
* والنيران تشتعل.. وهم يهيمون في وادٍ من الملذات التي لا تنتهي.. وكأن هذه النيران في كوكب آخر.. وبلاد بعيدة.. هم من أبناء الوطن.. يتصارعون من أجل (سلطة).. وثروة كما أسلفنا.. يتزاوجون.. ويتناسلون.. ويطير بخبرها الركبان.. من أموال شعب وخيرات أمة.. ضحت بالكثير من أجل مستقبلها.. ويظنون بها الضعف.. ولكنها تنظر إلى كل هذا (الترف) بصبر يفوق الوصف..!!
* وكبار المسؤولين فيها.. ما تركوا باباً يدر مالاً إلا طرقوه.. وكلها بكل أسف أبواب أموال عامة.. فتحوها بقوة السلطة ونهلوا منها حتى الشبع.. وحد التخمة.. ولو أدت إلى الأمراض.. أو الموت.. لا يهم.. علها تطفئ سنين الحرمان.. ونشأة الشوارع الخلفية.. وأيام الجوع في زمهرير الشتاء..!!
* والمتجول في شوارع العاصمة.. يرى فيها العجب العجاب.. من أبراح ناطحت السماء بقوة عين.. وحدة طبع.. وأحياء كاملة صارت لعلية القوم.. يقبعون وأسرهم خلف أسوارها التي (يظنون) أنها صامتة.. وتجارة تتجول ما بين المدن.. حتى دبي.. وجنوب شرق آسيا.. ووصلت الى مدن أخرى وصفناها في (أعمدة) سابقة..!!
* ونقرأ ونسمع الحكايات عن أموال تجري في شوارع الخرطوم.. (غانا) ودولاراتها واحتيالاتها.. (ومحاكماتها).. والمنشية وما يفعله (الأبناء) في شرق المدينة.. والإخوة الذين يديرون نشاطاً تجارياً (مسموماً) في الخليج.. والأصحاب وأنشطتهم في بلاد الصقيع.. (والحقيقة) التي تأتي كل فترة وأخرى.. من بلاد (الكرك والشراه).. وأننا مهتمون ومهتمون بأصابعنا التي في خليج (سرت).. هم يفعلون ذلك.. وهم بعيدون عن ميادين النار.. التي يكتوي بها غيرهم.. وخيرة أبناء شعبهم..!!
* تجولوا في شوارع المدن أيها الأعزاء.. داخلياً أو خارجياً.. لتروا أفعالهم.. ويا لها من أفعال.. ويا لكبارهم من أقوال.. وأفعال.. وأهوال..؟!
* ندعو لوقف الحرب.. من الطرفين.. لأن لها ثمنها.. يدفعه بسطاء القوم..!!
* وندعو لمحاسبة تجار الموت.. ومصادرة تجارتهم.. وهي معروفة..!!
* للصبر حدود.. ربع قرن مدة زمنية طويلة.. وبيننا ومنتصف الشارع والنزول فيه.. مدة قريبة.. قريبة جداً..
صحيفة الجريدة [/JUSTIFY]