قير تور
متغيرات على زواج الدينكا (7)
* هناك بعض الحالات التي يتم فيها العرس مرة واحدة (بدون جولات أو حضور للمرة الثانية لأهل العريس) ، في مثل هذه الحالات يأتي العريس ويرى فتاة تعجبه أو قد لا يكون إعجابه بالفتاة لكنه معجب بسلوك وطبيعة أهلها فعندما يكتشف بأن لهؤلاء الناس بنتاً في سن الزواج وليس هناك ما يمنع من الزواج بها (الموانع مثل الثأرات القديمة بين الأهل، صلة القرابة، الأمراض المزمنة، السحر والدجل والشعوذة، الكذب، السرقة، النميمة، إدمان الخمور). فإنه يأتي على الفور بأبقاره ويدفع بها لأهل العروس موضحاً غرضه بأن رغبته في الفتاة فلانة أو بالإشارة إليها، فقد لا يكون عارفاً اسمها. فإذا وافق أهلها على الزواج فإنه يأخذها دون انتظار بقية المراسم الأخرى التي تعتبر مكملة فقط وليست أساسية، وإذا رفضوا فإنه يترك أبقاره عند أهل الفتاة.
* صيغة الرفض لا تأتي مباشرة غالباً- تجنباً للمشاكل التي قد تحدث مستقبلاً، فالمرفوض إذا أحس بأنه غير مرغوب فيه فهو ينتظر فرصته في أقرب زيجة لإحدى قريباته أو أحد أقربائه، وإذا صادف بأن إحدى قريباته تلك أو أحد اقربائه ذلك يريد الزواج ممن لها أو له صلة قرابة بهؤلاء الذين سبق لهم رفضه وممانعتهم إعطاءه فتاتهم فهو يذهب له ويسرد له بأنه سبق له ورفض وما دام تم رفضه فهذا يعني بأن المرفوض ليس شخصه إنما قد يكون هناك عادة غير جميلة أو هناك أشياء غير مستحبة لاحظها اهل الفتاة عليهم ولذا فلا يجب مصاهرة مثل هؤلاء الناس. إذن، فترك الأبقار فيها حكمة وتدبر لمعرفة التطورات اللاحقة، وكما ذكرت بأن الفتاة لا تسأل عن رأيها في العريس، تقبل به أم لا فالرأي الأول للأهل فما داموا قبلوا فكل الموضوع قد تم، أما عندما يترك البقار عند أهل الفتاة فهذا يعني ضمنياً دون تصريح أولاً وجود خلافات وسط أهل الفتاة على العريس أو عدم قبول للعريس لكن لا يعلن ذلك مباشرة إذ ينتظر فرصة مناسبة، وثانياً رسالة للفتاة بأنها إذا كان لها شخص كان يتحدث معها ويدعي بأنه يريد الزواج بها فهذه فرصته لإثبات جديته في الزواج بها، وعليه فمثل الشخص الذي يتم خطبة فتاته عليه الإتيان بعدد مماثل أو يفوق من الأبقارلأهل الفتاة، وهنا يكون هذا التصرف خاصة إذا وجود قبولاً وسط أهل العروس، منقذاً لهم فهو يجد بعض المؤيدين وبعض المعارضين وبالتالي يتم باب التنافس على الفتاة وهنا يخرج أهل الفتاة من الورطة خاصة إذا فاز صاحب المبادرة الأخيرة بالفتاة فهنا يقول الأهل بأن الفتاة هي التي اختارت وليس الأمر بيدنا. [/ALIGN]
لويل كودو – السوداني-العدد رقم 1184- 2009-3-1