بيانات ووثائق

تفاصيل بيان الجمعية العمومية الأخيرة لجمعية الصحفيين بالمملكة

الرياض : لطفى عبد الحفيظ .

عقدت جمعية الصحفيين السودانيين بالمملكة العربية السعودية جمعيتها العمومية في دورتها
الاعتيادية (2009م ــ 2011م) في يوم الجمعة الماضية باستراحة أكسترا بالعاصمة السعودية
الرياض ، وقد كان البيان الذي أصدرته الجمعية العمومية مواكباً لإرادة التغيير التي
كانت محل إجماع في العمومية الأخيرة والتى اختارت لجنتها التنفيذية الجديدة الجمعة
الماضية برئاسة الاستاذ اسامة الوديع وكوكبة من الصحفيين بعد أن وصلت جمعية الصحفيين
لمرحلة متأخرة من التردي كما جاء في البيان الذي نورد نصه هنا بالكامل :

بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الله تعالى في محكم تنزيله الكريم
“وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ
وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ”
الإخوة الزملاء
الأخوات الزميلات
أعضاء جمعيّة الصحفيين السودانيين بالمملكة العربية السعوديّة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يجيء انعقاد جمعيتكم العمومية اليوم الجمعة 19 جمادى الثانية 1430ه الموافق له 12 يونيو
2009م في ظرف بالغ الحساسية ، لتقطعوا في مصير الجمعيّة وهي تترنّح على أيدي اختطفتها
وجيّرتها لمصالح وأهداف وغايات مجهولة تماماً ،لا يعلمها غير قلّة قليلة تتولّى
التخطيط من خارج الجمعيّة ،وقلّة قليلة تتولى التنفيذ ، وهو ما جعل معظم الأعضاء
يتغيّبون عن كافة المناشط ويحجمون عن المواصلة في دفع الاشتراك السنوي
ثمّ أصبحت خلافات الجمعية مادة إعلاميّة تتداولها منتديات الانترنت المفتوحة وغرف
وصالونات الأنس ،وليت ذلك وسط الأعضاء وحدهم ، إنما تعدى ذلك ليصبح حديثاً تلوكه الألسن
من كل اتجاه .
إنّ أعمال النصح والتصحيح من داخل الجمعية لم تكن تجد غير التسفيه والتشهير ،ولم يكن من
مكان للناصحين والمصححين ،ولم يكن لهم من سبيل غير الخروج عن جمعية غاياتها أصبحت
مشبوهة والنصيحة فيها موؤودة ، وقد أدى ذلك لخروج زملاء أعزاء نكن لهم كل تقدير واحترام
، كان شرف الجمعية وسؤددها في بقائهم وعطائهم . لقد فجعنا في خروجهم بأعداد كبيرة
وقامات كبيرة ، ليكونوا كياناً جديداً يرونه أشمل وأعم ،ولم يكن خروجهم ليسعدنا ،وكان
الأمل في أن ترعوي القلة المستأسدة المستمسكة بالأجندة الخفيّة ولكن بدل أن يبحثوا عن
تصحيح أخطائهم ،ويبحثوا في سبل التكامل مع الكيان الجديد ، أوقفوا حياتهم ووقتهم للنيل
من زملاء المهنة ،وسخروا كل طاقاتهم السالبة في تشويه صورة الكيان الجديد والنيل منه
،ولمّا قامت لجان للصلح وتنقية الأجواء ، لم يكن أمام هذه القلة المتحكمة في مصير
الجمعيّة غير التعنت والتصلب تغذيهم روح عدائية غير مفهومة ،وهو ما أنهى جهود التصالحات
جميعها وجعلها تتحطم على طموحاتهم ومخططاتهم الخاصة .
لقد كانت المحطة الأسوأ في تاريخ الجمعية على يد هذه القلة ،هي محطة الانقسام الحاد
داخل اللجنة التنفيذية على إثر هذه التفاصيل ذاتها ، لقد صدم أعضاء الجمعية وهم
يشاهدون اللجنة التنفيذية منقسمة على قائمتين ، قائمة ترفض المواصلة في ما تسميه
المهزلة وطمس الحقائق ، وقائمة تستمسك بذات النهج وبذات المخططات التي أورثت جمعيتنا
الوبال والانقسام والتشظي . كان أملنا في أن ينصلح الحال بوجود قائمة تنافح وتكافح
،ولكن لم يكن أمامهم من بد في المواصلة مع مجموعة متعنتة تتلقى التوجيهات والمخططات من
خارج أسوار الجمعية .
لقد شكّل خروج خمسة معتبرين من أعضاء اللجنة التنفيذية علامة فارقة في تاريخ هذا المسير
المعوج للجمعية ، فقد كشفوا عن تزييف لإرادة اللجنة وهم بداخلها ، وهو ما اضطرهم للخروج
، وكشفوا عن غياب تام للشفافية في معرفة مسائل مهمّة بل أساسية في عمل اللجنة التنفيذية
، مثل مالية الجمعية ومراجعتها ومضابط التسليم والتسلم ، وانعدام الشفافية في عضوية
الجمعية وكيفية الحصول على العضوية ، والخروج على النظام الأساسي نفسه في نشر كشوفات
الناخبين قبل انتخابات أي جمعية عمومية ، وكشفوا عن عدم إلمامهم بتفاصيل واردات الجمعية
من الأراضي ومعرفة توزيع الأراضي وكشوفاتها .. ذلك فضلاً عن خط سياسي صارخ اعتمدته هذه
القلة لصالح القلة التي تخطط لها .
إنّ سوء منهج الجمعية يمثله برنامج العمل الذي لم يحفل بأي دورة تدريبية ولم يحفل بأي
منشط له علاقة بالمهنة غير ندوة يتيمة عن كتابة المقال الصحفي جاءت تحت حرج وتأثير
نشاط مهني محترم يقوم به كيان الإعلاميين الجديد .
أيها الإخوة والأخوات
إننا مثل كل الذين اجتهدوا في إصلاح هذا الحال المائل ، لن نقبل بأن ننساق وراء هذه
القلة إلى ما لا نهاية ،ونعلم أنّهم سيعاملوننا بذات المنهج الذي تعاملوا به مع كل مصحح
أو ناصح ، ولكننا هذه المرة سنتفوق على كل تجربة سابقة في التصحيح والله تعالى يأمرنا
بعدم الانصياع لكل جماعة طاغية متكبرة متجبرة لا يجوز موالاتها إذ يقول في محكم تنزيله
الكريم
” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ
يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ
أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن
كُنتُمْ تَعْقِلُونَ”
والله تعالى يأمرنا أمراً بتغيير كل منكر وبالقيام بالتصحيح وهو المعروف ،وقد أعطى الله
أمّة نبينا محمّد الخيرية وفق هذا الشرط إذ يقول في محكم تنزيله الكريم “كُنتُمْ خَيْرَ
أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ
وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ”
أيها الإخوة الزملاء والأخوات الزميلات
يجي انعقاد جمعيتكم العمومية اليوم ليحسم هذا التاريخ الطويل من الانحدار والتردي في
المنهج والخطاب والعلاقات والسلوك والتطبيق .
لقد ساءت صورة الجمعية وهي تفصل وتجمّد وتقصي على أساس أحادي مجهول محكم القفل .
يجيء انعقاد جمعيتكم في دورتها الجديدة 2009م ـــ 2011م لتقولوا كلمتكم الحق وأنتم
أهل الحق وأصحاب الحق الشرعيين .
إننا نثق في شروق الصبح غداً ليتبدد الظلام الكثيف الذي ظلّ يخيم على جمعيتنا طيلة هذه
السنوات منذ أن تنادينا لتأسيسها في ديسمبر 2003م وخاصةً في السنوات الثلاث الأخيرة
ولن يجعل الله للباطل ديمومة على الحق وهويقول وقوله الحق
” مَّا كَانَ اللّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَآ أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىَ
يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى
الْغَيْبِ”
إنّ اختيار لجنة تنفيذية جديدة اليوم أصبح واجباً لامناص منه ، وهو واجبنا اليوم ، وهو
واجب تاريخي لا حياد عنه ،وما سواه من مجلس استشاري وموجهات عمل يمكن التداول بشأنها
،ويمكن تركها للجنة الجديدة على أن تتقيد بذات النظام الأساسي الذي سهرنا عليه وأجزناه
.
إنّ مهمتنا الأساسية في هذه الجمعية العمومية اختيار لجنة تنفيذية جديدة بعد أن انحلت
اللجنة التنفيذية القديمة منذ سبتمبر 2008م ، بحسب المادة 43 من نظامنا الأساسي الذي
ينص على انهيار اللجنة التنفيذية بإخلاء ثلاثة مقاعد ،وقد استقال خمسة من اللجنة
وبالتالي فقد انتهت تلك اللجنة السابقة مخلفة وراءها تاريخاً قبيحاً نريد أن نعمل
جميعاً على تصحيحه .
نتمنى أن تكلل جمعيتنا العمومية هذه بالنجاح.

ونتمنى أن نوفق في اختيار لجنة تنفيذية مقتدرة وفاعلة مستمسكة بالمنهج والبرنامج
والدستور واللوائح ،ونرجو منها أن تبذل الجهد وتضاعفه لتصحيح صورة قاتمة رسمها سلفهم في
طيش وإصرار . ونتمنى العمل سريعاً لرد الاعتبار لكل عضو انتسب لهذه الجمعية ، وأن تمد
اللجنة الجديدة يدها بيضاء لكل أهل المهنة بكافة انتماءاتهم وتكويناتهم ، فنحن في مركب
واحد ، يجمعنا إطار مهني واحد ونستظل بسماء وطن واحد هو وطننا الغالي السودان .
وفقنا الله لخدمة المهنة ورفعة الوطن
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته