تحقيقات وتقارير
وادي سيدنا ضياع التاريخ والحضارات كانت هنالك مدرسة
وتعتبر مدرسة وادي سيدنا في ذلك الزمان إحدى منارات التعليم العالي في بلادي ، حيث لعبت دوراً أساسياً في فترة الحكم الإنجليزي المصري حيث تبلورت الأفكار وأظهرت العديد من المثقفين المنتمين لهذه المدرسة وأبرزوا دورهم في التوعية ونشر الفكر وسط أقرانهم.
بين الأمس واليوم
بدأت الفكرة الأولى للمدرسة في العام 1938م حيث تقع منطقة وادي سيدنا شمال أم درمان وهي من المعالم المعروفة ولا تحتاج لوصف أو تعريف حيث كانت المدرسة تقع على الضفه الغربية للنيل على بعد (13) ميلا شمال أم درمان ومبانيها على طراز حديث ، وتضم ميادين وبنايات وعدداً من الفصول والمعامل الكميائية، والمكتبه التي كانت تزخر بكتب العلوم والمعرفة، إلى جانب عدد من الداخليات، وقاعة للطعام، والمطبخ ومخازن التعيينات، والمستشفى والكنتين كما تعرف أيضاً بمنطقة وادي سيدنا العسكرية، وبعدها تم تحويل المدرسة إلى كلية حربية تضم الطلبة الحربيين، حيث تم نقل المدرسة إلى الاميرية المزدوجة والتي تقبع بالقرب من سينما أم درمان، والسينما الوطنية أم درمان شارع ” البوستة “حيث تأسست في العام 1946م وتم نقلها في فترة السبعينات في عهد الرئيس جعفر نميري، و ضمها إلى المدرسة الأميرية المزدوجة لعهد من العهد، وظلت وادي سيدنا تحافظ على عدد من الأنشطة الأكاديمية والثقافية، والسياسية وغيرها على حسب الدليل الذي اطلعت عليه في أرشيف المدرسة في العام 1958م. كانت هنالك جريدة حائطية للمدرسة وكانت تصدر من مكتب الخرطوم للنشر، حيث كانت هنالك سلسلة تعريفية بالمدرسة في مقدمة الصحيفة بها توثيق للمدرسة ولأنشطتها التي كانت بها وأسماء الطلاب الذين درسوا فيها وتوجد بها توقيعات بعض الطلاب، وكانت الجريدة في العام 1958م إلى جانب هيكل للمدرسة بشكلها القديم من داخليات وفصول وميادين، والخدمات التي كانت تقدم للطلبة في ذلك الوقت، وكان السلم التعليمي يتمرحل إلى أربع سنوات وكل سنة أربعة فصول ماعدا السنة الرابعة والتي يدرس فيها الطالب خمسة فصول ، ويضم كل فصل (35) طالباً، وكانت المدرسة يوجد فيها خمس داخليات قسمت إلي خمسة منازل هي ( منزل ود البدوي، ومنزل الداخل، ومنزل المختار، ومنزل أبو قرجة ، ومنزل جماع) ويسكن في كل منزل حوالي (116)طالباً يقسمون إلي ثلاثة أقسام في كل حجرة ما بين 14 إلى 15 طالباً، ويكون هناك أب للداخلية مسؤولاً عن نظامها وإدارتها ويساعده ثلاثة طلاب، ولكل منزل ثلاثة رؤساء ويقوم طلاب الفرقة الرابعة بالإشراف على الداخليات، كما كانت الصحيفة تحتوي على قوانين ولوائح خاصة تهتم بسلوكيات الطلاب وتنظيمهم .
ويقول الأستاذ محمد إبراهيم مدير المدرسة بأن المدرسة تعد من أعرق وأقدم الأهرامات التعليمية في السودان وهي من أهم أعمدة التعليم إذ إنها خرجت العديد من القيادات والكوادر البشرية التي أسهمت في الدفع التنموي والحضاري في البلاد،حيث أشار محمد بأن المدرسة بعد نقلها من منطقة وادي سيدنا العسكرية وتجفيفها وتحويلها إلى الكلية الحربية وإلى أن تم إضافتها إلى المدرسة الأميرية وبعدها أطلق عليها نفس الاسم مدرسة وادي سيدنا و أنها ظلت متقدمة في الأنشطة الأكاديمية والثقافية وحصدت العديد من الجوائز، ولكن نسبة لإنشاء عدد من المدارس النموذجية والتوزيع الجغرافي أصبحت المدرسة قومية وأصبحت المشاركة متوسطة في التنافس الأكاديمي لأن معظم الطلاب يقومون بالالتحاق بالمدارس الخاصة لذلك أصبح معظم الطلاب الذين يقدمون إليها مستوياتهم متوسطة ، و طاقم المعلمين يبذل مجهوداً مقدراً معهم حتى يوصلهم لمرحلة متقدمة،
الماضي يشكل الحاضر
الناظر إلى عنوان المدرسة من الداخل يملأ نفسه بالعديد من الأسئلة حول تاريخها وعراقتها، ودفعني الفضول حتي وقفت على ساحتها حيث وجدت أطلالاً وأشلاء وبيئة لا تصلح بأن تكون مدرسة تضم في داخلها أفواجاً من الطلاب حيث تم إغلاق عدد من الفصول من بينها الطابق العلوي وإجلاء الطلاب منه خوفاً عليهم من أن ينهال السقف عليهم ويحصد أرواح العديد منهم ، إلى جانب أن هنالك عدداً من الأطلال القديمة وسط المدرسة والنفايات ، ولم يبقَ منها سواءاسمها التليد، وأيضاً قد غلب عليها الزمان وتدمرت وأصبحت معظم جدرانها مدمرة تمامًا بما فيها ميز المعلمين ، والمعامل الكيميائي الذي يعد لوحده تاريخ بحيث يحتاج إلي إعادة تأهيله أو أن يحول إلى متحف أثري داخل المدرسة ، ولقد ذكر مدير المدرسة محمد إبراهيم بأنهم قاموا بإخلاء الفصول العلوية للمدرسة من الطلاب خوفا عليهم ، وأشار إلى أنها تحتاج إلى ترميم كغيرها من الفصول التي توجد داخل المدرسة ، ويؤكد بأنه لاتوجد لديهم أي روافد أو دعم مادي ، وأن طاقم الأساتذة هم الذين قاموا بصيانة المدرسة في فترة الأمتحانات حيث اجتمع مجلس الأساتذة مع اللجان الشعبية في حي الشهداء وبذلوا العيد من المجهودات المقدره حتى تعود المدرسة إلى سيرتها الأولى ، وقامت إدارتها بتوزيع عدد من الخطابات إلى عدد من الشركات ومن بينها شركات الاتصالات ، والشركات العامة ويقول حامد بأنهم قاموا برفع تصور بتكلفة تأهيل المدرسة لها ، وأيضا يضيف “حامد ميرغني ” وكيل المدرسة أن معتمد محلية أم درمان (اليسع صديق)قال بأنه سوف يقوم بمد المدرسة بعدد من الأبواب والشبابيك، وتوصيل مراوح للفصول كما وعد بشحن الأنقاض التي توجد داخل حرم المدرسة التي كانت في وقت الخريف، وبصيانة دورة المياه، ويضيف ميرغني بأن هنالك بعض الخيرين الذين لهم فضل كبير في الوقوف على حال المدرسة ومنهم خريجو هذه المدرسة، وشركة البركة التي قامت بتأهيل وصيانة المسجد داخل المدرسة.
اليوبيل الذهبي
ويقول حامد ميرغني إن المدرسة كانت سوف تشهد احتفالاً ضخماً بيوبيلها الذهبي بتشريف الزبير محمد صالح النائب الأول الأسبق لرئيس الجمهورية وتم تحديد الزمان والمكان ولكن قدر الله أن يستشهد ، وبعدها لم يعرها أي أحد من المسؤولين اهتمامًا .
هل من مجيب؟
ويقول حامد ميرغني بأنهم يطالبون كافة خريجي مدرسة وادي سيدنا أن يهتموا بها لأنها تعتبر منارة من منارات السودان ولها تاريخها المعروف ، وأن يقوموا بالوقوف على حالها حتى تعود لسيرتها الأولى، وأيضاً نطالب من الجهات الحكومية أن تقوم بترميم وتأهيل المدرسة ، وأيضا الكلية الحربية و كافة منسوبيها لأنها تمثل حلقة الوصل بين المدرسة وبين هؤلاء الأجيال لأنها كانت تمد الكلية بالقيادات، وأيضاً لانها تم تحويلها منها وأصبحت هي مكانها .
أم درمان:عثمان عوض السيد- التيار
الما خرب في السودان شنو . اذهب الى حنتوب ( الجميلة ) لتري الخراب والدمار . كل شيئ في هذا العهد انتهي . مشروع الجزيرة – السكة حديد الخطوط الجوية السودانية النقل النهري – جميع المصانع الحكومية والأهلية . اتت نار الانقاز على كل سشئ .