سياسية

ونسة انتخابات: موسم صناديق الاقتراع.. فارغة ومقدودة

[JUSTIFY]تدور عقارب الساعة ويمضي الوقت مُسرعاً ليقف على بوابة الانتخابات التي ستنعقد في موعدها المُحدد وفقاً للدستور والقانون، لكنها تظل عرفياً كما يصفها الجمهور العريض – محض جعجعة و(كورايك) سياسيين، لا بودوا لا بجيبوا أحزاب و(الحداث ما سوّاي)، أما الحوار الوطني فيبدو في نظر كثر من المواطنين العاديين كرضيع مدلل، لكنه لا زال كسيحاً لا يقوى على الحبو فرط طول فترة إرضاعه، الأمر الذي قلل من قدرة جسده الغض على المقاومة، فكثرت علله وفتكت بوظائف جسده النحيل.

لحمة راس

دا كمان شنو؟ عاوز تجنني معاك صاح؟

المواطن البسيط ليس له في المصطلحات السياسية وما يحدث في ساحه الحوار الوطني ناقة ولا جمل، وليس له في تلك (الكومة) من الوثائق والاتفاقيات كيل بعير، لذا يبدو له المشهد برمته مثل (لحمة الراس)، أقلها يكون متأكداً من هذا الذي أمامه وفي متناول يديه (رأس خروف) زهيد الثمن.

وهكذا تبدو الأحزاب السياسية بالنسبة إليه، عظامها أكثر من لحمتها، لكنها في أحوال الشدة والبأس (قابلة للأكل) كما (الباسم).

معمعة

يقول المواطنون وموسم الانتخابات على الأبواب، إن كل الأحزاب لا تهتم بمصالح العباد والبلاد، وتدأب في تنفيذ أجندتها الخاصة، ويتساءلون: أين نحن المواطنين من كل هذا؟ ألسنا العمود الفقري في كل هذه (المعمعة)؟ لذلك علينا إدراك مصالحنا دون الانحياز لحزب بعينه.

وفي هذ السياق، استطلعت (اليوم) عينان من الشباب، فقال أحدهم: نحن بتهمنا البلد فلا نؤيد أحدا ونعارض الآخر، ننظر إلى مستقبلنا ومستقبل وطننا لأنه الأهم، وعلى الجميع الاتفاق من أجل المصلحة العامة، وندعو للسلام ونناشد الحركات المسلحة والحكومة وقف العدائيات. ونقول لهم: أنتم تقتلون أبناءكم وتدمرون مناطقكم، فإذا كان يهمكم أمر البلد والمواطن فأوقفوا الحروب وهلموا إلى طاولة الحوار، وإذا كنتم تريدون مناصباً، فليأتي كل واحد منكم ويأخذه منصبه بدل (اللفة الطويلة دي).

يحرم على الجيران

من جهته، يقول (أحمد) – خريج عاطل عن العمل لأكثر من 8 سنوات: يجب على الحزب الحاكم توفير فرص العمل للخريجين، فالبطالة سوس ينخر ثمرة أعمارنا والغلاء فاحش ومتزايد ومستمر، رغم أننا يمكننا أن نكون من أكبر منتجي الغذاء وبإمكاننا توفير كل السلع الضرورية من الإنتاج المحلي بل وكان يمكن أن نصبح أكبر المصدرين للطعام، لكن نسوي شنو؟ (الأكل الما بكفي أهل بيتو يحرم على الجيران).

لكن (ثويبة) طالبة جامعية، تساءلت بدهشة: انتخابات شنو؟ وسجم شنو؟ نحن صرنا ننظر للحياة بعيون العاجزين ليس لدينا طموحات ولا خيارات، لكنني لست متشائمة، وآمل أن يعاد النظر في أوضاع المواطنين حتى لا تضيق بهم الحياة أكثر مما هي عليه الآن، واستطردت: يقولون لنا منذ عقود السودان سلة غذاء العالم، وها نحن عاجزون عن توفير وجبة واحدة في اليوم، وختمت قائلة لا نريد ثورات ولاغيرها فقط نريد من ينظر في أمرنا ويحل مشاكلنا ويوفر لنا الاستقرار والأمان ويحسن أوضاعنا، وهذا هو همنا الأكبر.

يشرقوا ويغربوا

بالنسبة لـ (سامي) خريح عاطل، فإن هنالك حلَّيْن لا ثالث لهما، إما أن تستجيب الحكومة لمطالب الجمهور، وتوفر لهم سبل الحياة الكريم وإما أن تتسع دائرة معارضتها، لكن سرعان ما قاطعه أحمد، مؤكدا استحالة الاستجابة لكل المطالب، ومضيفاً نطلب منها فقط إعادة النظر في شأن المواطن بالنهضة باقتصاد البلد.

يعود (سامي) للحديث بقوله: حتى الأحزاب المعارضة تسعى للمناصب والسلطة فقط ولا يهمها أمر، وأضاف: عندهم الغاية تبرر الوسيلة، يدعون للسلام ويشعلون الفتن داخل البلاد وخارجها يتظلمون من منع الحريات وهم أكثر الناس حرية في الخارج (يشرقوا ويغربوا كل يوم في بلد).

مع (النصايب) دي

تقول نهى: نحن نسعى للحافظ على الحرية ونريد سلاما حقيقيا كفانا وعود، والمسؤولية يتحملها الجميع لا نلوم جهة دون أخرى، فقط علينا أن نحث الناس على ترك القبلية والجهوية فهي (سوسة) تنخر في عظم الوحدة في بلد يتمتع بموارد ضخمة. وأضافت: فلنسعى جميعاً لاستقلالها والتمتع بها بدلا عن الاقتتال في غير قضية، ولماذا لا نجلس ونتفاكر مخلصين من أجل البلد والشعب الذي يدفع ضريبة التنازع على السلطة، يكفي اقتتال حتى لا يسلك بنا القدر مسالك وعرة، ونفقد كل شيء! وختمت قائلة: نريد سلاما حقيقياً وسوداناً واحداً وموحداً ينعم أهله بخيراته.

إلى ذلك، عدَّت آمنة ربة منزل أن البلد آمن وخيرنا كتير والحمد لله وبعدين نحن دايرين الحكومة دي ذاتها تحي تاني (جنا تعرفوا ولا جنا مابتعرفوا) وانتو يا وليداتي اتحركوا براكم ماترجوا شغل الحكومة وكل حركة فيها بركة زمان أبواتكم اشتغلوا مع الإنجليز وكافحوا لمن حرروا البلد، وهسي العلم اتوفر والحياة بقت ساهلة، لكن انتو تشتغلوا متين تساهروا الليل كلو (مع النصايب دي) تقصد (فيس بوك وواتس أب)، وتواصل: أهلكم تعبوا وقروكم علشان تساعدوهم أها كان الجماعة ديل فاتوا البيحكمنا منو؟ دا السؤال الماعندو إجابة؟

اليوم التالي
خ.ي[/JUSTIFY]