منوعات

بعض البنات يتفاخرن بعدم إجادتها صناعة الكِسرة.. جدلية “البرستيج” والتقاليد

[JUSTIFY]كثيرة هي الأشياء التي تميزنا بها في مجتمعنا دون غيره من المجتمعات، لكن العديد من هذه الصفات والسمات التي أضاءت تفاصيل حياتنا اليومية، بعضها بدأ رحلة نحو العدم والانقراض، إذا كان بسبب ظروف فرضها الواقع، أم يراها البعض غير مواكبة لتطور العصر، ومواكبة البرستيج، منها العديد من الأكلات السودانية الشعبية، التي كنا نفخر بها وبقيمتها الغذائية وتنوعها، بدأت تختفي شيئاً فشيئاً، وأصبحت ثقافة (التيك وي) المأكولات الجاهزة تفرض وجودها، ربما للتغيير الكبير الذي حدث بمرور السنين، وأصبح إيقاع الحياة سريعاً، لا بد للجميع من مجاراته، وربما يعود ذلك لابتعاد العديد من نساء هذا الزمان عن المطبخ لعدة أسباب، إن كان بسبب انشغالهن بالوظيفة التي أخذت الكثير من وقتهن، أو لأنها لا تناسب (برستيج) البعض منهن وبخاصة الفتيات، اللاتي يتفاخر عدد منهن بعدم معرفتهن لصنع (الكسرة والعصيدة) مثلاً.

“التغيير” طرقت هذا الجانب للتعرف على أسباب ابتعادهن عن المطبخ، وادعائهن عدم معرفة صنع (الكسرة والعصيدة).

زمان وهسي عائشة المليح تقول: ” زمان كانت الفتاة تجيد كل حاجة، وخاصة المأكولات الشعبية التي كانت تتسيد صينة اليوم، وبتكون ماهرة في ذلك وهي في سن صغيرة، لأنها ما كان عندها مدرسة تأخذ ساعات طويلة من وقتها، وحالياً الزمن اختلف وأصحبت المدارس والجامعات تجعلهن لساعات طويلة خارج المنزل، ونادراً ما تجد فتاة تعرف “عواسة الكسرة والعصيدة”.
أما ماجدولين الطيب، فقالت: هذه الأشياء لا تمنع أن تكون عندي خبرة في الطبيخ وغيره، لكن الكسرة ما ضرورية حسب رأيي، حتى أعرف أعملها عشان أكون ست بيت ناجحة، وأضافت ماجدولين قائلة “عمل الكسرة صعب لأنها تحتاج إلى وقت طويل لصنعها”.
من الأكلات المحببة لكن كوثر إدريس (ربة منزل) ترى عكس ذلك، وذكرت في حديثها لـ”التغيير”: بالعكس هي من الأكلات المحببة بالنسبة لنا، وقالت أجيدة صنعها وأفخر بذلك، وأعتبرت اتهام الفتيات بعدم معرفة صنعها بخطيراً، لأن المجتمع يرمي كل شيء سلبي على عاتق أجيال اليوم.
وتقول الحاجة علوية عجيل “في زماننا ونحن في التاسعة من عمرنا نجيد عمل كل المأكولات، من (عواسة) إلى غيرها من الوجبات، لأنها كانت بالنسبة لنا مثل البيتزا في وقتنا ذاك، وكل مسؤوليات البيت تترك لنا، ولكن الزمن دا اختلفت فيه أشياء كثيرة، منها التنشئة الاجتماعية والتربية والبيئة المحيطة، التي تؤثر على مجريات الحياة”.

ونحن نتجول بين طيات تفاصيل الموضوع تفاجأنا بتباين الآراء وتقاربها في ذات الوقت، وهو ما نلمح فيه الكثير من الخصوصية الأنثوية، التي تعتمد في كثير من جوانبها على التربية والاسرة والمكان (قرية .. مدينة)، وطريقة تفكير المرأة التي قد تتحكم في طريقة فهمها للبرستيج والاهتمام بالشكل، لتتخطى كثيراً من العادات والتقاليد التي ترى فيها أضراراً بجمالها أو بشكلها العام أو برستيجها.

صحيفة التغيير
ت.أ[/JUSTIFY]