الاتحادي.. “أزمات” تتنفس بأوكسجين المؤتمر الوطني
يُعرِّف (د. حميد حنون) أستاذ القانون الدستوري كُليّة القانون بجامعة بغداد الحزب، بـ(أنه جماعة من الأفراد تربطهم مصالح ومبادئ مشتركة، ضمن إطار منظم، لغرض الوصول الى السلطة أو المشاركة فيها لتحقيق أهدافهم خدمة للصالح العام ومن خلال الوسائل الدستورية ليكون قادراً بواسطتها على تنفيذ برامجه وسياساته المعلنة) .
وفي ما لو أخذنا حِزباً مثل الاتحادي الديمقراطي نموذجاً وأخضعناه إلى هذا المصطلح، فإنه وخلا كونه (جماعة من الأفراد تربطهم مصالح مشتركة) دون المبادئ، وأنه يسعى للسلطة أو المشاركة فيها، فلن نجد له حظوظاً أخرى ضمن هذا التعريف.
فبدءاً من طريقة إدارة الحزب، ومركزية السلطة وغياب الديمقراطية والمؤسسية داخله، ومروراً بالانقسامات المبنية على المصالح الشخصية، وإلى إعلان الوزير (الاتحادي) برئاسة مجلس الوزراء، أحمد سعد عمر، أول أمس عن تكليفه رسمياً من رئيس الحزب محمد عثمان الميرغني، بمساندة ومؤازرة ودعم ترشيح الرئيس عمر البشير لرئاسة الجمهورية في الانتخابات القادمة، كل تلك الشواهد وغيرها تجعل مصطلح (حزب) مرغماً على لفظ الاتحادي الديمقراطي من سياقاته ومعانيه.
لا يوجد منذ نشأة الأحزاب السياسية ذات التكوين البرلماني أو الانتخابي حزباً يُسمي نفسه مُعارضاً ويشارك في حكومة يديرها الحزب الذي يعارضه، ليس ذلك فحسب بل ويدعم مرشح ذاك الحزب إلى الرئاسة، إلا الاتحادي الديمقراطي.
بالنسبة للبرفيسور(أسعد أبو خليل) أستاذ العلوم السياسية بجامعة كاليفورنيا فإن نشأة الأحزاب السياسية ارتبطت بتطور النظام الديمقراطي الذي طبق حق الاقتراع العام، وبتكوين المجالس النيابية التي كان أعضاؤها يسعون الي إعادة انتخابهم مرة أخرى. وكلما زاد عدد الناخبين، زادت أهمية التنسيق مع المرشحين الذين يتفقون في الاتجاهات والآراء والمواقف السياسية والفكرية.
لكن الراصد لواقع الحزب الاتحادي الديمقراطي لن يجد بطبيعة الحال حزباً ناتجاً ضمن ذلك التطور، ليس لأن أعضاءه لا يسعون إلى الترشح إلى الرئاسة والمجالس النيابية فحسب، بل لأنه يدعم مرشحي حزب منافس يدعي أنه يعارضه، مقابل تنازل ذاك الحزب له عن بعض الدوائر والوزارات، وكأنه (الاتحادي) يتنفس (سياسة) برئتي الوطني.
اليوم التالي
خ.ي