رأي ومقالات
عبدالباقي الظافر: أبوكم مين؟!!
لو أن البروفيسور إبراهيم غندور سألني ذات السؤال لأجبت- على الفور- المؤتمر الوطني ثم المؤتمر الوطني ثم المؤتمر الوطني.. قبل أيام زار العميد صلاح كرار دار الحزب الحاكم، وأعلن توبته وأوبته.. العميد كرار كان قد خرج ضمن مجموعة تنشد الإصلاح ومن شدة أشواقها للهدف السامي سمت نفسها حركة الإصلاح الآن.. حينما بدأت هذه الحركة تمارس السياسة على أصولها.. تقاطع الانتخابات، وتفاوض من وراء ظهر الحكومة مع خصوم الحكومة.. وتضع أجندة جريئة لمسيرة الحوار الوطني.. هنا استحقت الحركة غضب الحكومة وحزبها.. في أول غارة سياسية ظفر الحزب الحاكم برئيس هيئة شورى حركة الإصلاح الآن.. وما زال الليل طفلاً يحبو عند المؤتمر الوطني.
هل تذكر عزيزي القارئ حينما غضبت الحكومة من إخوتها في منبر السلام.. تم في المقام الأول قطع مصادر تمويل المنبر بإيقاف صحيفة الانتباهة.. استمرت حرب كسر العظم حتى وصلت إلى الهيكل العظمي للمهندس الطيب مصطفى- ذات نفسه.. هكذا يتعامل الحزب الحاكم مع رفقاء المسيرة، وأصحاب الأسهم في المشروع الحركي الإسلامي.. غازي صلاح الدين استبسل في دار الهاتف عشية محاولة قلب نظام نميري في عام ١٩٧٦.. فيما الطيب مصطفى بذل فلذة كبده وأوسط أبنائه فداء للمشروع الإسلامي.
الآن المؤتمر الوطني ومن فرط ثقته يعلن إخلاء (٣٠٪) من الدوائر الجغرافية لتتنافس فيها بقية الأحزاب.. الرقم المدهش عند تفكيكه تكون النتيجة نحو ستين دائرة جغرافية فقط.. المؤتمر الوطني سينافس بكلياته في القوائم النسبية وقوائم المرأة.. على تلك الـ (٦٠) مقعداً يتنافس الحزب الاتحادي الأصل، والمسجل.. وأحزاب الأمة المستنسخة من الحزب الذي يتزعمه الإمام الصادق.. ولا تنسى عزيزي القارئ أحزاب الوحدة الوطنية، التي تبرعت للحزب الحاكم بخمسة آلاف توقيع؛ لتزكية المشير البشير في الانتخابات القادمة.
في الحقيقة.. الحزب الحاكم هو أقوى حزب في الساحة.. السبب في تلك القوة الزائفة هو ضعف الآخرين.. الأحزاب الأخرى ضعيفة؛ لأنها لا تملك ما يملك الحزب الحاكم من سند الدولة، وسيفها، ومالها.. لهذا السبب يرفض المؤتمر الوطني فك الارتباط مع الدولة- ولو لمدة ستة أشهر ريثما يتم إعادة تخطيط الملعب على أسس عادلة.
قبل أشهر صرح رئيس البرلمان أن في إمكان حزبه أن يمول الأحزاب الأخرى.. هل تذكرون حينما اعترف الدكتور محمد الأمين خليفة القيادي في المؤتمر الشعبي أن حزبه قد (قبض) وبعدها تم اعتقال لسان الخليفة.
بعد كل ذلك ألا يستحق هذا الحزب الحاكم أبوتنا جميعا؟
عبدالباقي الظافر-التيار
المشكلة في هؤلاء ومن اتبعهم لا يقرأون التاريخ فالشيوعية بعد 70 سنة ذهبت الى مذبلة التأريخ في بلدها الحقيقى