نور الدين مدني
لهذا نحتفي بمؤتمر الأمة
* اننا نفرح بانعقاد المؤتمرات العامة للاحزاب، رغم علمنا بان هذه المؤتمرات تنعقد فى ظروف صعبة ماديا وسياسيا وبالتالي فانها تظل منقوصة، ولا يمكن أعتبارها مكتملة الجوانب مهما اجتهد الذين عملوا على قيامها وسط القواعد وحتى مرحلة المؤتمر العام.
* لكن ان تأتى هذه المؤتمرات منقوصة أفضل من الا تأتي على الاطلاق، وهذا تحريض للاحزاب التى لم تعقد مؤتمرها العام ونشجعها على النزول للقواعد لاعادة ترتيب اوضاعها الداخلية من مرحلة المؤتمرات القاعدية وحتى المؤتمر العام ونصوب حديثنا تحديدا للحزب الاتحادي الديمقراطي صنو حزب الامة القومي ورفيق دربه فى الحركة الوطنية الحديثة التى انجزت الاستقلال.
* نعلم ان ظروف المرحلة الانتقالية وتعقيداتها الناجمة من إستمرار النزاع فى دارفور والخلافات المفتعلة بين الشريكين الرئيسين فى الحكومة والخلافات التى لم يسلم منها حزب بما فيهم الحزب الغالب فى الحكومة، كل هذه العوامل تؤثر سلبا على مثل هذه المؤتمرات ولكنها لاتقلل من اهميتها فى دفع الحراك السياسي داخل هذه الاحزاب لبناء مؤسسات التحول الديمقراطي ولدفع خطواته الأهم لتأمين السلام واستكماله والحفاظ على وحدة الوطن ارضا وشعبا.
* مع حرصنا على قيام مؤتمرات الاحزاب، نحن احرص ايضا على وحدتها وتجاوز كل اسباب الخلاف التى دفعت ببعض القيادات المدفوعة بطموحات او حتى اطماع سابقة للعودة الى احزابها والمساهمة فى عمليات الاصلاح والتجديد والمؤسسية والديمقراطية من داخلها وليس بالخروج عليها.
* نحمد الله اننا لسنا طرفا من اطراف اللعبة السياسية رغم ان هذا من حقنا، ولكننا نحمده سبحانه وتعالي ان هيأ لنا رسالة نحرص على توصيلها لكل من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد مفادها انه فى مثل ظروف بلادنا التى حباها الله بكل هذا التنوع والتعدد السياسي والفكرى لا مخرج لنا من هذه الاختناقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعدلية والامنية إلا عبر الاعتراف المتبادل بهذه المكونات والسعى بجدية بمختلف السبل والوسائل لتحقيق الاتفاق القومي السياسي السلمي الشامل لمواجهة كل التحديات القائمة والكامنة داخليا وخارجيا.
* وبمثل هذه المؤتمرات تبنى المؤسسات السياسية القادرة على المشاركة الفاعلة فى انجاز الاتفاق القومي بدلا من الاستمرار فى اطفاء النيران جزئيا دون معالجة اسبابها التى يمكن أن تؤججها من جديد.[/ALIGN]
كلام الناس- السوداني -العدد رقم 1182- 2009-2-26