وسيلة النساء للسيطرة على الرجال
فإلى أي مدى يمكن أن تذهب الزوجة السودانية في تطبيق هذه النظرية؟ وهل حصار الزوج اقتصادياً واستنزاف (قريشاته) أول بأول يوفر لها الأمان الذي تنشده؟
تقول أسماء الفاضل إن هنالك بعض النساء اللاتي يعتمدن على هذه الخاصية من أجل السيطرة على الرجل، وخاصة الرجال الذين يظل تفكيرهم يدور حول الزوجة الثانية، الأمر الذي لا تتقبله الزوجة وإن تعددت مبرراته، فتلجأ المرأة لعدة أساليب، منها الحصار المادي.
يقول الدكتور خضر الخواض استشاري علم الاجتماع: إن الممارسة التي تلجأ إليها العديد من النساء والمتمثلة في تنظيف جيوب الأزواج ممارسة منتشرة بكثرة بين النساء اللواتي يعشن حالات الخوف من فقدان أزواجهن، بسبب عدم الثقة في طبيعة العلاقة الزوجية.
أما الدكتور الخواض فيرى أن اللجوء إلى مثل هذه الممارسة، يؤدي حتماً إلى انهيار العلاقات الزوجية، بسبب الشكوك التي تحوم حول سلوك الزوج وعلاقاته خارج البيت، فالرجل لا يتحمل أن يكون محط شك وريبة، ويضيف الخواض وفي كل الحالات سواء كانت الزوجة محقة في شكوكها أم لا، فإن هذه الممارسة تؤدي إلى تحطيم الثقة بين الزوجين، قد تدفع مثل هذه التصرفات بعض الأزواج إلى اتخاذ مواقف عكسية تماما لما هو مرتقب منهم وعلى غير ما تتوقع المرأة، لأن الأمان بين الزوجين مرتكز أصلاً على متانة العلاقة التي تربط بينهما.
ويقول الدكتور محمود سليمان طبيب نفسي إن هذا السلوك يمكن أن نصفه بأنه سلوك نفسي دافعي تحاول من خلاله الزوجة أن تريح نفسها وتقنع ذاتها وتقوم بكل جهدها للحفاظ على زوجها وبيتها، لذلك نرى أن هذه العقلية سائدة بوضوح في مجتمعاتنا حيث ينتج عنها تصرفان الأول يتمثل في احتمال لجوء الزوجة إلى التبذير الشديد كي لا تتبقى عند الزوج أية وفرة مادية، أما الثاني فقد تعمد الزوجة إلى ملاحقته ومتابعته ماديا كي لا يتوافر عنده ما يكفي لخيانتها أو الزواج عليها.
فتح الرحمن حمدان
صحيفة التغيير
ت.أ