“سنار أنا” الدورة المدرسية.. تجمع طلابي زاخر بالإبداعات والفنون
وفي حاضرتها وعاصمتها سنجة اكتست المدينة بحلة زاهية وانتظمتها عمليات النظافة والبنى التحتية وطلاء الواجهات بالألوان الجميلة، فأصبحت المدينة كعروس في ليلة زفافها، إنها سنار حكاية الماضي التليد والأساس ومصدر الإنسانية هي حضارة مروي والدندر والسوكي وحمراي وعمارة دنقس وعبدالله جماع والملك عدلان وود مسمار، وهنا الإسلام سطع، وهي تستشرف في العام 2017 سنار عاصمة الثقافة الإسلامية، وردد الجميع أنشودة (سنار أنا التاريخ بدأ من هنا).
حراك اجتماعي
أحسنت ولاية سنار استقبال كل البعثات المشاركة في الدورة المدرسية، حيث خاطبها والي الولاية المهندس أحمد عباس وجمع غفير من مواطني الولاية الذين رحبوا بالبعثات خير ترحيب، وتقاسموهم المسكن والمأكل والمشرب في مشهد جسد قيم الإنسان السوداني وأصالة هذا الشعب وإنسان هذه المدينة مدينة سنجة، الذي لا يزال يقدم الغالي والنفيس لراحة هذه البعثات، وخلال اليومين الماضيين شهدت المدينة حراكاً مجتمعياً فعالاً، وهذا بما تقدمه الدورة المدرسية من برامج ثقافية رياضية اجتهد في حضورها كل المواطنين وشكلت الأسر حضوراً لافتاً لكل الفعاليات وتواصلت الاحتفالات، حيث احتفل الجميع بمولد المصطفى صلى الله عليه وسلم وأعياد الاستقلال مما زاد هذا في حركة المواطنين.
انتعاش الأسواق
عم المدينة حراك اقتصادي كبير ولا سيما أنها تحتضن مايقارب الـ (7) آلاف نسمة، ما أدى إلى انتعاش حركة الشراء والبيع، وفي السياق أكد محمد علي – تاجر بالسوق – أن القوة الشرائية زادت عن سابقها والجميع يتسوق من هذه المدينة، رغم الظروف الاقتصادية الصعبة إلا أن الحضور الكثيف لزوار المدينة أنعش الأسواق، وفي السوق الكبير للمدينة تتراص عربات الأتوس بكثافة. وعن ذلك يقول السائق عبدالله النور شهدت العدادات ارتفاعاً ملحوظاً نسبة لتقاطر الجموع خلال اليوم الأول لاستقبال النائب الأول وافتتاح البرامج الثقافية في المسرح. وقال “لأن المسافات بعيدة والشغل كتير زاد دخلنا، واليوم (ظابط معانا)، ولأول مرة تضم الدورة المدرسية مسابقات للمعاقين، وفي هذه النسخة شكل الصم والبكم حضوراً لافتاً وتميزاً رائعاً، وهذه بادرة طيبة نتمنى أن تعم كل المعاقين.
إبداعات طلابية
مسابقات الإبداع العلمي التي تضم الابتكارات الهندسية والحرفية والصناعية والحاسوب، إضافة إلى الدراسات والبحوث العلمية وتكنولوجيا الأغذية، كما تضم المسابقات الأكاديمية المساقين العلمي والأدبي، التي وجدت اهتماماً منقطع النظير من الجميع، وتواصل الحراك وأُقيمت برامج مصاحبة شملت الزيارات وإصحاح البيئة والبرامج التربوية وندوات ومحاضرات ولقاءات وتعارف وتدريب ومعارض المواطنين.
كرم حاتمي
ما لفت الانتباه مشهد مواطني مدينة سنجة الكرماء، وهم يتسابقون في خدمة واحتواء كل الضيوف الوافدين إلى الولاية من شتى الولايات، ففُتحت البيوت وتمت الدعوات في كرم سوداني أصيل ليعكس مواطنو سنار وجهاً حسناً ومشرقاً لاستقبال ضيوفهم. وفي السياق بادر أحمد أم بنين وزير المالية الأسبق في إكرام الضيوف وأخجل تواضع الكثيرين عندما فتح داره العامرة للغاشي والماشي بكرم فياض واحترام وتوقير للصغير قبل الكبير، ليمثل وجهاً مشرقاً لإنسان هذه المدينة الرائعة، فيما فتحت مكتب الإحصاء والتخطيط بوزارة التربية والتعليم مكاتبه بلا قيد أو شرط، ووُضع المركز الاعلامي تحت تصرف البعثة الإعلامية لمد الصحف بالأخبار والتقارير وعلى رأس هؤلاء صلاح آدم عبدالله مدير إدارة التخطيط، رمزي هاشم العوض مساعد المدير، سعيد الهادي سعيد، اعتدال محمد حمد النيل، رزاز عبداللطيف على حسن، سلمي محمد علي عبد الرحمن.
ليلة ثقافية حافلة
قدمت ولايتا جنوب دارفور والبحر الأحمر ليلة ثقافية حافلة بالإبداع والتميز، وجاءت مسرحية طلاب الأولى، التي حملت اسم (البحث عن الروح) نوعاً من التراجيديا الحزين التي صورة الحرب في أبشع صورة بقضائه على الأخضر واليابس في مشهد تفاعل معه الجمهور لدرجة البكاء، وهذا ما تصبو إليه إدارة النشاط في خلق مساحات للتميز والابتكار وإنتاج جيل سليم ومعافى، يعرف ويعي مشكلاته وكيفية علاجها من خلال هذه الدورات التي تعمل على بناء قدرات الطالب وصقله، وجاءت إبداعات البحر الأحمر أنموذجاً ساطعاً لإنسان الشرق وتراثه الثر بما يحمل من جمال وروعة ليلة كانت غاية في الإبداع.
اليوم التالي
خ.ي