رأي ومقالات
الهندي عزالدين : رجاءً.. تكلموا سياسة
الجميع يعرف أن عملية إطلاق وتبادل الأسرى من صميم عمل جهات وقوات (نظامية) محددة من الطرفين، الحكومي والمتمرد، ولكن هذا لا يمنع أن تسعى جماعات وأفراد كانت جزءاً من هذه التشكيلات (القتالية) لسنين عدداً، أن تساهم وتدفع بالحوار والتفاوض بين الأطراف السودانية المعنية بملف الأسرى.
وإذا كانت الحكومة تفتح أبوابها كل يوم لوسطاء (أجانب) مثل “ثابو مبيكي” و”عبد السلام أبوبكر” و”هايلي منكريوس” ليتدخلوا في شؤون بلادنا بأمر الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة وأحياناً من خارج الأمر والتفويض، فما الذي يجعلها ترفض تدخل وتوسط جهات وطنية داخلية، (سائحون) أو غيرها؟!! غريب جداً.. هذا الموقف.
الأغرب أن تأتي تصريحات الأمين السياسي ناسخة لتصريحات رئيس القطاع السياسي الدكتور “مصطفى عثمان” السابقة بيوم واحد، وفيها رحب بالمبادرة، وكأنما (سياسيي) الحزب الحاكم لا يملكون من الأمر شيئاً!!
الأعجب أن يتصدى البعض لمثل هذه المبادرات الإنسانية التي يمكن أن تقرب الشقة وتهدئ من وتيرة الاحتراب في بلادنا، ليدمغ (المبادرين) بالخيانة والارتزاق مذكراً بالشهداء!!
يا سبحان الله.. ألم يكن (تسليم) جنوب السودان.. أرضاً وشعباً.. تاريخاً وجغرافيا.. ثقافة ومصاهرات وامتدادات عرقية وتمازجات اثنية.. تساكن وتلاقح ومودة امتدت لـ(قرون) رغم تمرد (عقود) لـ(حركة) قوامها آلاف.. لا شعب عداده ملايين.. غالبيته كان بيننا في الشمال.. ألم يكن ذلك (التسليم والتسلم) المهين تحت ستار (تقرير مصير) موجه بالسلاح وأمريكا ويوغندا، أكبر خيانة لشعب السودان؟!
نحتاج بعد كل تلك الحروب.. والمآسي والأخطاء..الدماء والدموع.. أن نفكر بالسياسة.. نتكلم سياسة.. نستعرض قوتنا السياسية لا (عضلات) سلطتنا التي لو دامت للمشير “جعفر نميري” والسيد الراحل “أحمد الميرغني” والسيد “الصادق المهدي” لما آلت إليكم.
المجهر السياسي
خ.ي
انه غرور السلطة
الذى انساهم الله
وتلك الايام نداولها بين الناس