الطاهر ساتي

المدرسة النموذجية .. نموذجاً ..!!

[ALIGN=JUSTIFY][ALIGN=CENTER]المدرسة النموذجية .. نموذجاً ..!! [/ALIGN] * لقد جاءنا اللواء «م» بابكر على التوم وأفادنا بأن لديهم تصديقا لمؤسسة صحية لم تنفذ بعد ، ثم اقترح لنا بأن ننفذها بتلك المنطقة ، ووافقت السلطات المختصة وشرعت الشركة فى التنفيذ ، ولكن تفاجأنا بحملة إعلامية رافضة .. هكذا تحدث أمين النفيدي فى مؤتمره الصحفي يوم الثلاثاء الفائت ردا على الأصوات الرافضة لبناء مستوصف بتلك المنطقة ..وما أسماها النفيدى بتلك المنطقة ليست قاحلة ولا بيداء ياصديقي القارئ ، بل هى مدرسة إبتدائية شيدتها عقول العامة وسواعدها فى بدايات السبعينات ، وهى مدرسة العمارات النموذجية بنين « تأسست عام 1972» ..وعليه ، قبل التعمق فى القضية نسأل من يهمهم الأمر بكل براءة : من هو اللواء «م» بابكر على التوم ..؟..وبأي صفة دستورية يقترح للنفيدي بأن يحل مستوصف خاص محل مدرسة عامة ظلت – ولاتزال- تعلم تلاميذ حى العمارات وتقدمهم إلي الثانويات والجامعات ثم ميادين العمل .؟.. كيف ومتى اكتسب اللواء «م» بابكر على التوم شرعية أن يكون هو العمارات والعمارات هو ، بحيث يقترح لمن يشاء كما يشاء وكأن سكان هذا الحى – كبارا وصغارا – أطفالا ، سيادته ولي أمرهم أو عمدتهم وناظرهم ..؟؟
** ثم ماهى السلطات المختصة التى وافقت على مقترح اللواء «م» بابكر على التوم ، ومنحت إذن التصديق والتنفيذ لمؤسسة النفيدى الخيرية ليحل مستوصفها محل مدرسة ناس العمارات ..؟..أي ، ماهى السلطات المختصة التى اغمضت عينيها ثم بصمت بالعشرة على مقترح مواطن اسمه بابكر على التوم بلا أي اعتبار أو احترام لمقترحات وأراء آلاف المواطنين الآخرين وهم أهل العمارات الرافضين لإقامة المستوصف فى تلك المنطقة ، حرصا على مدرستهم وأجيالهم القادمة ..؟..وهل هذه السلطات التى ناصرت مواطنا ضد سكان الحى ، ذهبت الى تلك المنطقة ودرست الأمر علميا بواسطة خبراء التعليم والصحة ثم رأت بأن المستوصف أهم من المدرسة فى ذاك المكان ، أم أنها وافقت – كدة ساكت – لبابكر على التوم ومؤسسة النفيدى ، حبا فيهما أو خوفا منهما أو احتراما لهما.؟..بمعنى ، كيف ومن الذي يخطط أحياء الناس ومدائنهم ، بحيث هذا المكان يصلح مدرسة وتلك المنطقة تصلح مستوصفا وهذا الفناء يصلح سجنا وتلك الفيافي تصلح ناديا ومسرحا..؟..ما الجهة المناط بها وضع الخارطة الجغرافية لخدمات الناس ومجاريهم وميادينهم وشوراعهم بالعاصمة ، هل هى تلك السلطات المسماة بالمختصة أم بابكر علي التوم وأى مواطن يأتى بأى مقترح ..؟
** وكذلك أسئلة للسادة بمؤسسة النفيدى الخيرية و الفريق عبد الماجد حامد خليل ، رئيس مجلس أمناء المؤسسة ..مبدئيا ، جزاكم الله خيرا وإحسانا على خدماتكم الخيرية السابقة واللاحقة للناس والبلد ، ولكن لماذا هذه المنطقة تحديدا ..؟.. ما هى الرؤية العلمية أوالفلسفية التى حولت المدرسة فى نظركم بأن تكون مكانا للمستوصف ..؟..ثم لماذا فى حى العمارات المحاط بأكثر من عشرين مرفقا صحيا عاما وخاصا وخيريا ..؟..هل هذا الحى العريق الذي يبعد مسافة فركة كعب عن أكبر مشافى البلاد – مستشفى الخرطوم – أحق بهذا العمل الانسانى أم مدائن وأرياف فى السودان لايزال إنسانها يتداوى بالعطرون والقرض ونساؤها يلدن بالحبال ..؟.. أي ترميز وليس تخصيصا ، إنسان أي المناطق بحاجة إلى مرفق صحي : العمارات أم الطينة وأخواتها.؟.. العمارات أم أم دافوقة وجاراتها..؟.. العمارات أم صواردة ورفيقاتها ..؟.. العمارات أم توريت وشقيقاتها..؟..العمارات أم قرى أبوقوتة ..نعم مال خاص ، ولصاحبه المنفق حق اختيار المكان ، ولكن النفيدى قال فى مؤتمره نصا : المستوصف مملوك لوزارة الصحة ، وسيقدم العلاج مجانا لغير المستطيع ، وبالقيمة للمستطيع ..هكذا تحدث ، وعليه فالمرفق الصحى ملك لوزارة الصحة .. وليس خيريا صرفا ، بل مجانا للبعض وبالقيمة للبعض الآخر ، كيف ..؟..« ما عارف..!!» .. المهم : بما أن المرفق مملوك لوزارة الصحة ، إذن على الوزارة أن تحدد المكان المناسب وفق خارطتها الصحية التى تشمل كل مدائن وأرياف بلادى وكثافاتها السكانية وأولوياتها ..هكذا يجب تخطيط وتنظيم وتوزيع خدمات الناس ..هذا إن كانت الغاية عملا خيريا فقط لا غير وليس أى عمل آخر ..وهذا ليس تشكيكا ، ولكن ما لله يجب أن يوهب لله أينما يكون عبده الفقير إليه ، وما لقيصر يجب أن يذهب لقيصر مباشرة بدون أى..« تغليف » ..!!
** واللواء «م» بابكر علي التوم لم يجد تبريرا لهذا المقترح المرفوض عند أهل العمارات غير قوله في ذات المؤتمر : العمر الإفتراضي للمدرسة انتهى ..!!..تأمل هذا التبرير صديقي القارئ ..ثم أسال : من الذي يحدد الأعمار الإفتراضية لمدارسنا وكيف ..؟ .. وما المعيار للصلاحية والانتهاء ..؟.. ثم هل للمدارس أعمار إفتراضية حين تنتهى يتم تحويلها الى مستشفيات ومراكز صحية ..؟.. فى أى دستور سماوى أو قانون أرضي يوجد هذا التبرير الغريب يا عالم ..؟.. لن نجد إجابة شافية ..وهنا مكمن الداء .. أزمة شفافية ..وما مدرسة العمارات النموذجية إلا..« نموذجاً» ..!!
إليكم – الصحافة الخميس 26/02/2009 .العدد 5627 [/ALIGN]