تحقيقات وتقارير

نفط الجنوب.. لعنة غير متوقعة

[JUSTIFY]قالت صحيفة الفايناشيل تايمز البريطانية أمس إن دولة الجنوب التي تمزقها الحروب تواجهها كارثة اقتصادية مدمرة بسبب انخفاض سعر النفط عالمياً، وأضافت يواجه جنوب السودان بما يسمى عالمياً أدنى سعر للنفط في العالم والبالغ 20 إلى 25 دولار للبرميل، وأرجعت الصحيفة السبب إلى انخفاض أسعار النفط عالمياً، وعقود استخدام أنابيب النفط غير مرضية، وأضافت الصحيفة بأن دولة الجنوب التي انفصلت حديثاً عن السودان وتعيش حرباً أهلية منذ عام، أصبحت واحدة من أكبر ضحايا أزمة النفط والتي نشأت بسبب قرار منظمة الأوبك بمحاربة طفرة زيوت “شل” الأميركية من خلال الحفاظ على مستويات الإنتاج وخفض الأسعار، حيث أغلق خام برنت على 61,38 دولار يوم الجمعة.

تسوية مؤلمة شركات النفط الجديدة في بعض مناطق شركة شيل الأميركية ورمال القطران فى كندا يدركون بأنهم سيحصلون على أسعار أقل بكثير من الأسعار العالمية، بسبب عدم وجود خط أنابيب مباشر أو خط السكة الحديد لنقل إنتاجها مباشرة إلى الأسواق العالمية، غير أن المتعاملين في مجال النفط أكدوا أنه لا أحد سيحصل على أسعار أقل من دولة الجنوب، وأرجعت الصحيفة ذلك إلى جملة أسباب أهمها تدني نوعية نفط الجنوب الخام والذي يباع بسعر أقل من برنت، بل بسبب القرار السيء والقاضي بتحديد سعر إجار محدد لأنابيب النفط العابرة للسودان بدلاً من الاتفاق على سعر قابل للتدرج بناءً على الأسعار العالمية.

وتقول الصحيفة إن دولة الجنوب قد راهنت على ثبات سعر البرميل على مبلغ 100 دولار، ولذلك تعهدت بدفع 11 دولار نظير إيجار خط الأنابيب و15 دولار كتعويض للسودان عن فقدان عائدات النفط بعد الانفصال، وهو ما يدعو الجنوبيين إلى القول بأنها تسوية مؤلمة لتأمين الانفصال، ويراها في ذات الوقت المسؤولون الدوليون بأنها انزلاق في مستنقع الأسعار الدولية.

التراجع مهلك وبحسب الصحيفة فإن تقديرات النقد الدولي فإن النفط يشكل 95% من إيرادات حكومة جنوب السودان، مؤكداً أن العجز المالي سيتضخم إلى 12% من الناتج المحلي الإجمالي في العام المقبل، وقال مسؤول دولي طلب عدم الكشف عن هويته للصحيفة التطورات في قطاع النفط في جنوب السودان تشكل ضربة رباعية وتواجه دولة الجنوب الآن أزمة اقتصادية طاحنة، وأشد التقلصات المالية غير المسبوقة. وبحسب الصحيفة فإن عائدات النفط في دولة الجنوب قد تراجعت إلى 1000 مليون دولار في الشهر أي ما يعادل 20و5 من عشرة دولار للبرميل على أساس إنتاج يبلغ 160 ألف برميل في اليوم الأمر الذي وصفه ذات الخبير بالتراجع المهلك، ويعتقد مسؤولو شركات النفط أن جنوب السودان يعتبر مثالاً لكيف يمكن أن يجبر هبوط أسعار النفط الدول على خفض ميزانياتها، الأمر الذي يجبرها على خفض ميزانياتها.

محاولات يائسة ويبدو أن الدولة الوليدة تجاهد بشدة من أجل جر اقتصادها من هوة الدمار من خلال محاولات يائسة، إذ قالت صحيفة ذا وول استريت جورنال أمس إن وزارة النفط والتعدين بدولة جنوب السودان قد وقعت اتفاقاً مع المؤسسة الصينية الوطنية للبترول من أجل زيادة إنتاج نفط بلادها، وقالت إنها ستعمل على مضاعفة الإنتاج في ثلاث مربعات نفطية، وأنها ستستخدم تقنيات استخراج النفط الثقيل من أجل استقرار وزيادة الإنتاج. وقال وزير النفط الجنوب بدولة الجنوب استيفن دياو في تصريحات صحيفة وقعنا على اتفاق لتحسين العلاقات بين الوزارة والمؤسسة الصينية للبترول من أجل زيادة إنتاج النفط بجنوب السودان وبناء القدرات، وذلك من خلال منح فرص لتدريب العاملين والمهندسين، وقال السيد لو تانغشون نائب مدير المؤسسة الصينية للصحيفة إن الاتفاق قصد به تعزيز التعاون بين الجانبين، مشيراً إلى أنهم سوف يعملون على تطوير العلاقات بين البلدين الصديقين، وبحسب الصحيفة فإن النفط في جنوب السودان قد تراجع إلى (170) ألف برميل في اليوم مقارنة بمعدل الإنتاج قبل انفجار الأوضاع في ديسمبر من العام الماضي، والذي يقدر ما يعادل الـ(240) ألف برميل في اليوم.

إنصاف العوض
صحيفة الصيحة
ت.أ[/JUSTIFY]

تعليق واحد

  1. بدات لعنة نفط الجنوب منذ ان كان السودان متوحدا فقد استاثر الحزب الحاكم المؤتمر الوطني بكل ايرادات البترول وحققوا منها الثراء الفاحش والترف بالفساد غير المسبوق مع اندلاع الحروب الاهلية لهثا وراء السلطة والمال ومع ان البترول قد ذهب بانفصال جنوب السودان للجنوب ولكن مازالت معاركه دائره
    تشبع النفط السوداني وتلوث بفايروس الحروب الاهليه والانشقاقات حتى بعد ذهابه الى دولة جنوب السودان والتي لن يكون مصيرها بافضل من دولة شمال السودان حيث سيضيع البترول ايضا شمار في مرقة وتنضب اباره وتظل معاركه ويظل المجتمع الدولي متفرجا ولكنه سيجني ارباحا طائلة من بيع السلاح للحكومتين السودانيتين وبنفس القدر يقوم معادلة ميزان القوة بين الطرفين حتى لا يكون هنالك هازم ومهزوم ليستمر تسويق السلاح والسلع الرديئة والاستفادة من الفساد الذي ضرب جذور الدولتين ويقدم جزء ضئيل من ارباحه لاغاثة النازحين واللاجئين قربانا لله تعالى وطلبا للمغفرة