رأي ومقالات

عبدالباقي الظافر: مندوب هيئة الحج والعُمرة صورناه صورة وصوتاً وهو يحاول أن يهدينا مظروفا ماليا

حين عدت يا سادة من الولايات المتحدة، قبل أربع سنوات كنت مهتماً بالاستفادة من هذه التجربة.. قررت خوض تجربة الانتخابات ليس بهدف الفوز بل لإرساء مفاهيم عايشتها في تلك الفيافي.. بدأت الحملة بإعلان ذمتي المالية على الهواء مباشرة.. كنت ومجموعة من الشباب نطرق أبواب المنازل في بحري نشرح معالم مشروعنا الشفاف.. حينما ظهرت النتائج أعلنت قبولي بالهزيمة واتصلت على خصمي وقتها غازي صلاح الدين مهنئا.
وجدت نفسي في مهنتي التي اعشق.. أن تكون صحفياً في بلد كالسودان ليس أمراً يسيراً.. “التيار” كانت مدرسة جديدة في الممارسة الصحفية.. طرحت أفكاراً جديدة وولجت إلى ملفات شائكة.. دفعت ثمن تلك الجسارة بإيقافها عن الصدور لأكثر من عامين.. مؤخراً كاد رئيس تحرير “التيار” أن يفقد نعمة البصر نتيجة للاعتداء الغاشم من مجموعة إرهابية.. الاعتداء كان مؤشراً للضيق بالمنهج التياري الذي يسعى لإشاعة الحريات ومقاومة الاستبداد.
خلال السنوات الماضية كانت مدرستنا الصحفية تؤكد أن الضمير المهني للصحفي غير قابل للترغيب ولا الترهيب .حينما حاول وكيل وزارة الصحة الأسبق شراء ضميرنا أخذت حامل المظروف إلى رئيس التحرير ليوضح له سياستنا التحريرية التي تعتبر أي هدية مالية تقدم لصحافي مجرد رشوة.. ذات المنهج الصارم طبقناه مع مندوب هيئة الحج والعُمرة الذي صورناه صورة وصوتاً وهو يحاول أن يهدينا مظروفا ماليا.. لم نستخدم فقه السترة لأن رسالتنا كانت موجهة للأجيال الشابة التي ستحمل الراية من بعدنا.
الفكرة الثانية أن الصحفي شخصية عامة كالسياسي والفنان ورجل الأعمال.. حقوق الزمالة لا تعني التغطية على أخطاء الزملاء المهنية.. مثلا إحدى الصحف يوم الخميس كانت تنتقد وزيرا بحكومة ولاية الخرطوم، كان يمتطي عربة حكومية فاخرة.. لكن ذات الصحيفة لو ركزت قليلا ودققت التنشين لوجدت أن أحد أبرز كتابها كان ومازال يتمتع بذات المكرمة الحكومية رغم أنه لا يشغل أي وظيفة تنفيذية.. ربما يكون هذا نموذج جيد لـ(حق الزمالة).
قبل أيام اشتكى نائب رئيس الجمهورية، أن شكاوى وصلته عن صحف تمارس الابتزاز.. الأستاذ حسبو عبدالرحمن قال إن هنالك عمليات بيع وشراء وابتزاز.. دعونا نتعامل بإيجابية مع هذا الاتهام.. كما يعلن السياسيون عن ذمتهم المالية سرا دعونا نقبل على ذات الفعل ولكن جهرا.. من لا يستطيع الصمود أمام هذا التحدي يبحث عن مهنة بديلة.. سأبدأ بنفسي وأعلن عن راتبي وكافة ممتلكاتي في صفحتي على (الفيس بوك) ريثما يلتقط آخرون القفاز.
هذه مدرستنا ومعالمها.. لن نصمت أمام الباطل، ولكن في ذات الوقت لن نمنح شرف المنازلة والمساجلة إلا لمن يستحقه. صحيح أن هذا المنهج كلفنا الكثير وسيكلفنا في المستقبل.. ولكن حينما نعجز عن إرساء هذه المبادئ، سنضع القلم ونسأل الجمهور أن يمنحنا إذناً بالانصراف.

عبدالباقي الظافر-التيار

‫5 تعليقات

  1. اييييييييوه, دايرنكم تكتبوا كده. ما تتشاكلوا لينا زى البنات إياهن

  2. خلينا من امريكا القديتنابيها دى ياخ، المفاهيم الانت بتفخر بيها لاتتماشى مع طريقة اللف والدوران البتكتب بيها دى، ماتشبكنا فلان قيل وعلان شوهد. مااتعلمت الوضوح فى امريكا وانك تزكر المخطئ عديييل بدل اللف.

  3. من اول يوم شفت صورتك قلت الزول دة (متكبر ومتعالى )وكمان كل مرة داير تورينا انك كنت فى امريكا وكدة .

  4. [SIZE=4]تجربتك داخل السودان ليس فيها مايثير.

    نحن عايزين بي اسلوبك الشيق دا تحكي لينا قصة هجرتك أو لجوءك من يوم المغادرة وحتى اللجوء، وخاصة الفترة قبل الحصول علي (الجواز)، وكتـّر لينا من ال baby sitting والذي منه .[/SIZE]

  5. [FONT=Simplified Arabic][SIZE=5]مفروض من الأول كان تعرف فكرتك دي ما نافعة في السودان، ولو قعدت تدقدق في الأبواب باقي عمرك ما ح تفوز في الانتخابات، والدليل الفرق الشاسع جدا بينك وبين منافسك .. قال اتصلت بمنافسي وهنأته، خلااااااص يا ايزنهاور !![/SIZE][/FONT]