استشارات و فتاوي

سؤال للشيخ عبد الحي يوسف: ماحكم الدعاء عقب الصلاة والمداومة عليه؟

[JUSTIFY]السؤال: أريد من فضيلتكم إفتائي في مشروعية الدعاء عقب الصلاة، والمداومة عليه وبصورة جماعية؛وهل يكون سبباً لتفرق المسلمين والعداوة بينهم في المسجد الواحد؟ وجزاكم الله خيراً.

الجواب:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد..
فإن الدعاء عقب الصلاة مشروع؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل: ((لا تدعنَّ دبر كل صلاة أن تقول: اللهم أعنّي على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك)). قال البخاري رحمه الله: “باب الدعاء بعد الصلاة”. قال ابن حجر رحمه الله: أي المكتوبة، وفي هذه الترجمة رد على من زعم أن الدعاء بعد الصلاة لا يشرع… والسنة في ذلك أن يدعو كل واحد من المصلين سراً، قال الإمام النووي رحمه الله: “إن الذكر والدعاء بعد الصلاة يستحب أن يسر بهما، إلا أن يكون إماماً فيجهر ليتعلموا، فإذا تعلموا وكانوا عالمين أسرّه”، واحتج البيهقي وغيره في الإسرار بحديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: “كنا مع النبي، وكنا إذا أشرفنا على وادٍ هلّلنا وكبّرنا ارتفعت أصواتنا؛ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((اِربَعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصم ولا غائباً إنه معكم سميع قريب)). اِربَعوا ـ بفتح الباء ـ أي ارفقوا. وفي المدخل لابن الحاج المالكي: “وكذلك يستحب لكل واحد من المصلين أن يدعو لنفسه ولمن حضره من إخوانه المسلمين من إمام ومأموم، وليحذروا جميعاً من الجهر بالذكر والدعاء، اللهم إلاّ أن يريد الإمام بذلك تعليم المأمومين بأن الدعاء مشروع بعد الصلاة فيجهر بذلك ويبسط يديه ـ على ما قاله الشافعي ـ حتى إذا رأوا أنهم قد تعلموا أمسك. وليعلم السائل أن المواظبة على الدعاء الجماعي دبر الصلوات المكتوبات تترتب عليه جملة محاذير، منها:
1ـ مخالفة الهدي النبوي حيث لم يكن يفعله النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم.
2ـ التشويش على المسبوقين الذين يقومون بعد سلام الإمام لإتمام صلاتهم.
3ـ أن بعض الناس إذا صلى خلف إمام لا يدعو بعد الصلاة جهراً يخرج وفي صدره حرج، بل ربما يظن بطلان الصلاة، وفي هذا من المفسدة ما فيه.
وأخيرا أقول بأن هذا الأمر ما ينبغي أن يكون سبباً في إثارة العداوة والبغضاء والفرقة بين أهل المساجد، بل الواجب على الأئمة أن يحرصوا على اتباع السنة وتعليمها للناس مع الرفق في هذا كله، والله الموفق والمستعان.
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد.

فضيلة الشيخ د عبد الحي يوسف
الأستاذ بقسم الثقافة الإسلامية بجامعة الخرطوم

ي.ع [/JUSTIFY]

‫2 تعليقات

  1. فضيلة الشيخ د عبد الحي يوسف شكراً وجزاءك الله خيراً فيما أوضحت ولكن ما شرعية قراءت القران الكريم بالجامع بصوت مسموع جهراً وخاصة قبل صلاة الصبح والناس تصلى قبل دخول الوقت هل يعتبر أيضا تشويش على المصلين؟ أم ما رأى الشرع فى هذا؟ أفيدونا أفادكم الله وشكراً.

  2. المحازير التى ذكرها فضيلة الشيخ لا دليل فيها على منع الدعاء الجماعى بعد الصلوات كماتدعى الوهابية :
    – ولا توجد مخالفة للهدى النبوى كما يزعم فضيلة الشيخ لأن الفعل فى عمومه يدخل فى عمل الخير وهو موافق لقوله تعالى (وافعلو الخير ) [الحج/77],,, وعلى هذا اعتمد سيدنا عمر رضي الله عنه حين عرض على أبي بكر رضي الله عنه جمع القرآن الكريم، حيث قال أبو بكر رضي الله عنه فيما رواه البخاري (برقم 4701) كتاب فضائل القـرآن: كيـف تفعـل شيئاً لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟، قال عمر: هو والله خير. وعليه أيضاً اعتمد أبو بكررضي الله عنه حين قال له زيد بن ثابت رضي الله عنه كيف تفعلون شيئـاً لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال أبو بكـر: هو والله خير ……
    اما دعواه بالتشويش فأيضا لا يسندها دليل ….وقد روى البخاري برقم (805) عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن رفع الصوت بالذكر حين ينصرف الناس من المكتوبة كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم. قال الشافعي في الأم (2/288): وهذا من المباح للإمام، وغير المأموم، قال: وأي إمام ذكر الله بما وصفت جهراً أو سراً أو بغيره فحسن

    والادلة كثيرة منها :
    حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال : قلما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم من مجلس حتى يدعو بهؤلاء الدعوات لأصحابه : اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معاصيك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ، ومن اليقين ما تهوّن به علينا مصائب الدنيا ، اللهم متعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا، ولا تجعل الدنيا أكبر همّنا ولا مبلغ علمنا ، ولا تسلط علينا من لا يرحمنا رواه الترمذي وقال : حسن غريب

    وقد روى الطبراني في الكبير (3536) حديثاً خاصاً بفضيلة الاجتماع على الدعاء وهو في المستدرك للحاكم (3/347) وسكت عليه الذهبي: عن حبيب بن مسلمة الفهري رضي الله عنه : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا يجتمع ملأ فيدعو بعضهم ويؤمّن سائرهم إلا أجابهم الله