رأي ومقالات

عبدالباقي الظافر: حكاية مواطن اسمه بشير..!!

حينما قدم بشير إلى الخرطوم لأول مرة كان ابن سبعة عشرة.. هذه المدينة في ذلك التاريخ الذي تعاقب عليه ثمانين عاما كانت هادئة وأهلها طيبين.. جال الصبي بشير شوارع المدينة يسوم بضاعة تعجب المشترين.. حينما جمع بين يديه بضع وثلاثين جنيها ذهب إلى إخوته الذين سبقوه إلى عالم التجارة عارضا أن يكون له سهم في تجارتهم.. من هنا تعلم بشير النفيدي فكرة الشركات التي ظلت تميز أعماله التجارية إلى يوم الناس هذا.

مساء أمس كان أبناء وأحفاد بشير النفيدي، يجمعون الدنيا في ديوانهم المطل على النيل الأزرق بشرق الخرطوم.. جاءت وفود من جيبوتي وإثيوبيا والكمرون.. احتفى بالنجاح ممثلين للبعثات الدبلوماسية جاءوا من كل فج بعيد.. مجموعة النفيدي التي باتت شركات متخصصة تخطت حدود عملها بالسودان لتعمل في نفط تشاد ونقل البضائع ما بين إثيوبيا وجيبوتي ثم يصل جهدها لتخوم افغانستان الجريحة.. حتى السوق الأمريكي القائم على المنافسة كان للمجموعة محاولة في التطوير العقاري كللت بالنجاح في ولاية أريزونا الدافئة.

سر نجاح هذه الأسرة أنها حفظت التقاليد المهنية.. الجيل المؤسس تمثل في الشقيقين بشير ومحمد صالح اللذيان ولجا في مجال الإنتاج الحقيقي المتمثل في الزراعة والصناعة.. بتلقائية مدروسة بدأ إعداد الجيل الثاني لتسلم الراية.. حاج بشير النفيدي اتصل على ابنه أمين الذي بعثه للدراسة في لندن، ليتفاوض مع شركة فورد لتمد شركته بماكينات لعصر الزيوت.. بقية الأبناء الذين كانوا في المدارس السودانية يتم استدعاؤهم في العطلات الصيفية ليعملوا بجانب الآباء المؤسسين.. بعد أن يفرغ الأبناء من دراستهم يصبحوا شركاء في التجارة.

الآن الجيل الثالث يتأهب لتأبط المسئولية.. إنهم ليسوا كالسابقين إخوة إنما هم أبناء عمومة.. هنا احتمال الاختلاف وارد.. لهذا استعان الآباء بشركة غربية متخصصة في إدارة الأعمال الأسرية.. جاء الخبراء ووضعوا لأسرة النفيدي بروتوكولا يحدد المهام والمسئوليات.. ربما لهذا السبب شيدوا الديوان الذي يجعلهم يعيشون في بيت كبير يحفظ المودة ولا ينتهك الخصوصية.

مجموعة النفيدي تستحق الإشادة.. ليس لأنهم احتفظوا بالنجاح لمدة ثمانين عاما بل لأنهم أسسوا لتجربة العمل الجماعي.. بيوت تجارية كثيرة كانت ملء السمع والبصر.. ضعف دور هذه البيوت وتلاشت تجارتها مع رحيل الأب المؤسس.. سبب آخر لهذا التقريظ أن المجموعة لم تنسَ واجباتها في المسئولية الاجتماعية.. أكثر من مرة كنا نرى ونسمع إسهام هذه المجموعة في عمل خيري ينفع الناس.. كبير العائلة أمين النفيدي ينشط في رعاية مرضى السرطان.. شقيقه الراحل جمال النفيدي كان رياضيا لا يشق له غبار.

الشركات الأسرية لها تاريخ في الاقتصاديات العالمية ..في عام 1896نجح الأمريكي هنري فورد في تصنيع سيارة بدائية اقرب لدراجة اليوم.. الآن الحفيد وليام فورد يدير شركة فورد التي أسست في العام 1903.. توظف فورد ما يقرب مائتي ألف عامل.. في العام 2005 كانت جملة مبيعات هذة الشركة نحو 178مليار دولار.. تعتبر فورد خامس أكبر شركة سيارات فوق البسيطة.

شكراً للراحل بشير النفيدي، الذي وضع قواعد هذا العمل الناجح وجعل بين يدينا شركة بمواصفات عالمية.

عبدالباقي الظافر-التيار

‫3 تعليقات

  1. التطبيل لهذه الاسرة التي لم نري لها عمل خيري ملموس كانشاء مدرسة اوجامع او مستشفي

  2. وناس ولد الجبل بابكر موسى أول من نظم تجارة العملة الحرة (السوق الأسود) وكان إمبراطور السوق فى الثمانينيات ها هو الآن يدعى البطولة وعمل الخير مع أنه أول من دق المسمار فى نعش الإقتصاد السودانى المريض.
    عليه كل الغلابى والحزانى والفقراء يدعو بأن يمحق ماله الذى بنى من أكتاف الفقراء واليتامى ,,,, اللهم آمييييييييييييييييين