مهرجان البركل .. بداية متعثرة وآمال عراض في رصيف الانتظار
(المجهر) كانت شاهدة على ميلاد المهرجان، وعكست ما دار في كواليسه من إيجابيات وسلبيات.
مشاهد البداية
وعلى رأس وفد إعلامي ضخم فاق الــ(70) إعلامي والذي ترأسته مذيعة (قناة النيل)وصاحبة شركة (ملتي ميديا) “نسرين النمر”، اتجهنا صوب مروي على متن بصات سياحية أمسية (الجمعة) ووصلنا منتصف الليل، ولكن يبدو أن هاجس تنفيذ التجربة الأولى في المهرجان كان حاضراً، إذ ثمة ارتباك بين اللجان المنسقة والمشرفة على استقبال الوفود والذي فاق الآلاف، ومن ثم تم تقسيم الوفود وتم إنزال أغلب الوفود الإعلامية بمنازل في أحد أحياء مروي.
وفي صباح (السبت) الباكر اتجهنا صوب جبل البركل حيث حشود جماهيرية ضخمة من كل حدب وصوب بدأت في التدفق نحو ساحة الاحتفال، المزين بمسرح من طراز عالمي تم جلبه من دولة جنوب أفريقيا على نفقة رجل الأعمال “أسامة داوود”، إضافة إلى المعارض المشاركة من ولايات ومؤسسات مختلفة التي غطت الساحة، وإن كانت هنالك بوادر فوضى انسابت إلى نفوس الزوار والمشاركين، بسبب عدم التنسيق والترشيد من قبل اللجان التابعة لإدارة المهرجان، فيما يخص الضيافة وغيرها، ولكن الابتسامة التي رسمت على أفواه الأهل بالولاية الشمالية غطت على كل ذلك، كيف لا وهم يرسمون تاريخاً جديداً بمهرجان قد يساهم في المستقبل القريب في إثراء السياحة والاقتصاد السوداني.
“البشير” يفتتح المهرجان
وعندما أشارت الساعة إلى الرابعة عصراً وصل موكب رئيس الجمهورية واحتشد الآلاف من المستقبلين للرئيس والذي وصل برفقة والي الولاية الشمالية د. “إبراهيم الخضر”، وعدد من التنفيذيين والدستوريين وسط أهازيج من الفرحة من سكان مروي والولايات الشمالية، لافتتاح أهم حدث قد يكون سامر الناس لوقت طويل مستقبلاً.
وعبر “البشير” في خطابه عن سعادته بتشريفه لافتتاح المهرجان ورؤية أهل الشمالية. وقال بأن البركل يعتبر تاريخاً زاهراً يعبر عن أهرامات نوري ومقابر الكوري وكل الآثار المنتشرة في بقاع السودان، مشيراً إلى أنه عندما نحتفل بمهرجان البركل الثقافي بمروي، يجب أن نتذكر التاريخ والتفكير في الحاضر والمستقبل، ونسترجع ذكريات الحضارة الكوشية أول حضارة في الأرض.
وأضاف: اليوم نمتلك أكثر من أهرامات نتفاخر بها ومنها مدينة مروي الطبية التي افتتحها في وقت سابق، مشيراً إلى أن المدينة الطبية سوف تغني عن السفر للعلاج بالخارج، وسوف تكون قبلة للمرضى من داخل وخارج السودان.
وأكد “البشير” على قيام المهرجان بصورة راتبة سنوياً وتكوين لجنة عليا لذلك، ثم أكد على قيام مدينة سياحية حرة في المستقبل .
إخفاقات اللجان
وبدا ظاهراً للعيان بأن التنسيق والتجانس مفقود بين اللجان المختصة بالإشراف على المهرجان، حيث كان من المفترض أن تقدم حفل الافتتاح المذيعة والشاعرة “ابتهال ترتير” باتفاق مسبق بينها وإدارة المهرجان، ليتفاجأ الحضور والوفد بأن يقدم الحفل الإذاعي “زهير بانقا” وسط حيرة من المذيعة “ابتهال” والتي خرجت غاضبة من ساحة المهرجان، ورفضت تقديم فقرات الحفل المسائي كرد فعل على ما بدر من إدارة المهرجان اتجاهها، إضافة إلى أن اللجنة دخلت في إحراج مع الوفد المصري والذي وصل ساحة الاحتفال ولم يجد مقاعد شاغرة للاستماع إلى رئيس الجمهورية، مما حدا بالحضور إلى القيام من مقاعدهم وإجلاس الوفد المصري، وعدم انسياب الضيافة من أكل وشرب بالصورة المثلى للوفود المشاركة، حيث أن المكان المخصص للأكل في الساحة واحد فقط وغير كافٍ لاستيعاب كميات كبيرة، مما شكلت الصفوف لتناول الوجبات مشهداً ثابتاً وسط عدم تحرك القائمين على أمر المهرجان بمعالجة مثل هذه الإشكالية، إضافة إلى عدم وجود ترشيد للوفود فيما ما يخص ببرامجها المنضوية تحت لواء المهرجان.
الإعلاميون هم من أكثر الوفود التي تعرضت لسوء في التعامل والاستقبال، حيث استقروا بمنازل متفرقة بأحياء مروي، إضافة إلى عدم وجود سيارات تقلهم من وإلى ساحة المهرجان، ومعاناتهم في الأكل والشرب وغيرها مما جعلهم مستاءين جداً من فشل اللجنة المنظمة في التعامل مع حدث كبير كمهرجان البركل بهذه العشوائية، خاصة وأن رئيسة الوفد الإعلامي “نسرين النمر” منذ وصول البعثة الإعلامية منتصف ليل (الجمعة)، لم تظهر للوفد الإعلامي إلا مرة واحدة فقط بعد انقضاء حفل الافتتاح. وكانت بعيدة جداً عن الوفد مما جعلها عرضة للاتهامات بالتقاعس عن أداء واجبها.
على كل رغم كل ما حدث من إخفاقات إلا أن هنالك آمالاً عراضاً في رصيف الانتظار، من قبل الشارع السوداني بصورة عامة وجماهير الولاية الشمالية بصورة خاصة في مقبل الأيام، بمعالجة الإشكاليات التي صاحبت افتتاح النسخة الأولى ولو في مهرجان العام المقبل. ورغم كل ما حدث إلا أن ابتسامة إنسان الشمالية كانت دليل عافية على طموح قادم ومستقبل جديد.
المجهر السياسي
خ.ي