عالمية

أوباما يضرب «حلم» لوثر كينغ وأقفاص السود في باريس

[JUSTIFY]«عندي حلم» جملة كررها مارتن لوثر كينغ ثماني مرات في خطابه، عند نصب «لنكولن» التذكاري في عام 1963، راسما أمله وحلمه في خلق أمريكا موحدة من مواطنيها السود والبيض دون أي فارق بينهما.
اليوم وبعد مضيّ واحد وخمسين عاما على خطابه يرى المتابع لوسائل الإعلام الأمريكية بأن حلم لوثر كينغ قد تبخر في الهواء، فالسود ما زالوا يقتلون من قبل الشرطة الأمريكية، دون أي ذنب سوى كونهم أصحاب بشرة سوداء، فها هي شوارع أمريكا تشتعل من جديد غضبا بسبب إطلاق سراح الشرطي «دارين ويلسون»، الذي قتل الشاب الأسود مايكل براون في شهر أغسطس/آب الفائت في مدينة فرغسون في ولاية ميزوري.
أحداث دامية واشتباكات إندلعت بين الشرطة والمتظاهرين الذين لم يتوانوا ولو للحظة عن حمل اللافتات التي تذكر بالقتلى الأمريكيين الخمس مئة جراء العنف البوليسي في الولايات المتحدة بحسب «الإيكونوميست»!
ما يحدث اليوم دليل واضح على أن العنصرية ما زالت كامنة في النفوس، ورغم قوانين إلغاء العبودية الذي أعلنه الرئيس السابق أبراهام لنكولن إلا أن العنصرية لم تنتزع من جذورها، والدليل على ذلك حماية المجرم وتبرئته، رغم فظاعة عملية القتل.
السود في أمريكا لسبب أو بدون سبب يقتلون ويزج بهم في السجن ويعاقبون لا لجرائمهم، بل للون بشرتهم.
يقف أوباما اليوم صامتا، وهو الذي صفق له العالم بأسره عند انتخابه. أمريكا بانتخابها تتشبع بالتناقضات، فرغم سنوات العبودية والعنصرية التي لاقاها السود، انتخبت رجلاً أسود رئيساً لها ولقنت العالم درساً في معنى الديمقراطية والحرية، ولكنها في الوقت ذاته تقتل السود بسبب لون بشرتهم وتبرئ البيض بسبب لون بشرتهم أيضا.
أمريكا التي تريد فرض قيم الحرية والمساواة والعدل والحرية بالقوة عن طريق تقسيمها للعالم لمحوري «الخير والشر» تقوم بشن الحرب وقتل المدنيين في العراق وأفغانستان وتصمت عن ما يحدث من فظاعات بحق المدنيين السوريين العزل، وعن المدنيين في غزة.
تظهر أمريكا اليوم في مأزق وفي وضع حرج، حيث يوجه إليها إصبع الإتهام، نظرا لعدم تطبيقها لهذه القيم في مجتمعها وتقسيمها المجتمع حسب العرق واللون والدين.
ولم الإستغراب من هذا التناقض وهذه العنصرية، ونحن نعلم جيدا بأن تاريخ أمريكا القصير والحديث بني على الإبادة والاستعمار وقتل السكان الأصليين الهنود الحمر. إن تاريخاً عنصريا كهذا، يجعل حروبها من أجل الديمقراطية والحرية مجرد كذبة، وينم بطريقة أو بأخرى عن «جهل كبير أو حماقة من يرأسها»، فهي تقتل من أجل الحرية!
ولا أعتقد بأن تعيين رجل أسود رئيسا لأمريكا سيغفر لها جرائمها وخاصة في تشويهها للشرق الأوسط. ولن يغفر السود استبداد الرجل الأبيض ونظرته الدنيوية له واحتقاره له واستعباده.
ما يحدث اليوم من اشتباكات بين الشرطة والأمن وبين المتظاهرين العزل الغاضبين ضد قرار تبرئة المجرم، نظرا لتفوق لون بشرته يدل على كذبة حاول المجتمع الأمريكي تصديقها وهي فكرة المساواة والعدل. ربما سيرى البعض السوداوية في حديثي، ولكني كمتابعة لما يدور من أحداث مؤخرا لا أستطيع البقاء صامتة أمام ما يحدث. وأعتقد بأن للسود الأمريكيين حقهم الكامل في متابعة «ثورتهم» أيضا!

السود في أقفاص في باريس

لأبقى في جو العنصرية المقيتة، والتي لا تنفصل عن العبودية والشعور بالاستعلاء والتكبر والفوقية على الآخر لأسباب عرقية ودينية وجغرافية، لن أعود وأكرر حديثي عن ما تعانيه وزيرة العدل الفرنسية من هجوم ومسبات كونها ذات «بشرة سوداء»، ولن أتحدث عن وصفها بالـ«قردة» بل سأبتعد عن السياسة، وسأتحدث عن إلغاء معرض «إكزيبيت بي» للفنان الجنوب أفريقي بريت بايلي في سان- ديني في ضاحية باريس بعد أن تم إلغاؤه أيضا في لندن في أيلول/سبتمبر الماضي.
يتشكل المعرض من إثنتي عشر «لوحة حية» من رجال ونساء سود، يتم عرضهم كما كانوا يعرضون في أقفاص خلال حفلات التسلية يقيمها «الرجل الأبيض» في أوروبا خلال القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين.
ويهدف المعرض إلى فضح التمييز والعنصرية والعبودية، التي كانت تمارس ضد السود.
الغريب هو معاداة المعرض من قبل «سود فرنسا» أنفسهم، وخاصة من لقبوا أنفسهم بـ«برغاد أنتي نيغروفوبي» أي وحدة مكافحة معاداة السود، وانتقدوا حبس الأفراد في أقفاص للحيوانات فقط لتذكير الرجل الأبيض بماضيه.
ما يجهله «البرغاد أنتي نيغروفوبي» هو أن الفن خلق لكي يحرض الإنسان على التفكير ببشاعة ما اقترفه ويعتبر وسيلة فعالة في التأثير على الرأي العام، وخاصة أولئك الذين سأموا الخطابات السياسية وصراخ المنابر.
الفن من أجل التغيير هذا ما أعتقد بأنه سينقذ الإنسان من عبوديته ومن محدودية أفقه. وأريد أن أذكرهم بفيلم للمخرج عبداللطيف كشيش «لا فينوس نوار» (فينوس السوداء) والذي يستعرض مأساة فتاة سوداء ترسل أوائل القرن التاسع عشر من جنوب أفريقيا موطنها لتعرض في باريس كمخلوق عجيب يتفحصه علماء وأطباء في متحف «العلوم الطبيعية» للحيوانات الغريبة في باريس وسط معاملة تحتقرها وتزدريها طوال مدة الفيلم.
هل كان عبداللطيف معاديا للسود عندما أخرج فيلمه، أم أنه أراد فضح فترة استعمارية ترفع فيها الرجل الأبيض عن باقي المخلوقات عن طريق إستعباده لهم ونهب ثرواتهم؟! فليحيى الفن ويسقط التعصب!

«كورتينا» تنافس سكارلت جوهانسون ذكاءً وطاعة!

شاهدت فيلم الخيال العلمي «هي» لسبايك جونز منذ أربعة أشهر تقريبا، ولاحظت بأن فكرة المخرج الجهنمية ستلاقي طريقها إلينا لتصبح واقعا نعيشه وليس مجرد خيال علمي.
ثيودور بطل الفيلم «الرجل العزابي» والوحيد يقرر شراء نظام تشغيل «أو. إس.أن» والذي تم الإعلان عنه كأذكى نظام تشغيل صناعي في العالم، ويتم تقديمه عن طريق صوت «مؤنث» تؤدي دوره «سكارلت جوهانسون» وسأدع لكم تخيل الجاذبية والعذوبة والنعومة في صوت جوهانسون، التي سيغرم بها ثيودور ليرتبط معها «صوت نظام التشغيل الذكي» بعلاقة عاطفية وجنسية جدية.
ثيودور يقع في حب «جهاز» لا يوجد في عالمه الواقعي ليصبح في حيرة من أمره بين واقعه وخياله. لأطمئن ثيودور وأواسيه في حزنه بأن نظام تشغيل ذكيا مؤنثا «كورتينا» سيصل إلى فرنسا قريبا، ويستطيع مستخدمه الحديث مع «هاتفه الذكي» وسيذكره الـ»صوت الأنثوي» بعيد ميلاد جدته وأمه، وسيذكره بمواعيده والمسافة التي يحتاجها لانتظار الباص والطريق الذي سيأخذها للوصول إلى محطته. سيحلل «الصوت الذكي» تحركات المستخدم ومواعيده ليقوم بدوره بتنظيم كل شيء له دون عناء.
وسيخبره أيضا بنتيجة المباراة التي يحب متابعتها وتتصل بمطعم البيتزا المفضل لديه، وحتى إن حاول المستخدم الاستخفاف بها كـ»أن يطلبها للزواج» ستخبره الآنسة «الذكية» مازحة وبكل لطف «لا أفكر بالأمر حاليا».

مدبر أحداث «11 سبتمبر» يحارب الشعر الزائد!

ولننهي جولتنا الأمريكية هذه، سأذكر بخبر نشرته ماركة عقاقير تجميل تركية لإعلانها التجاري لمستحضر جديد «إيبيلا» لإزالة الشعر الكثيف. ما يلفت الانتباه الصورة المستخدمة في الإعلان وهي للشيخ محمد «من أبرز وجوه أعضاء تنظيم القاعدة» المشارك في «أحداث 11 سبتمبر».
يظهر الشيخ محمد في الصورة «بشعره الأسود الكثيف والأشعث» والـ»نظرة الجفول» مرتديا «ملابس داخلية بيضاء».
إن ما لفت انتباه الصحافيين عند مشاهدتهم للإعلان عقب انتشاره على الانترنت، هو الوجه المألوف في الصورة للشيخ محمد، حيث التقطت الصورة له في سجن غوانتنامو الأمريكي في 2003. ودافعت الشركة عن إعلانها عن منتجها واستخدامها لصورة «إرهابي معتقل» بتأكيدها بأنها «لا تروج له لإنه إرهابي»، بل لسبب «كثافة شعره»!
[/JUSTIFY] [FONT=Tahoma] القدس العربي
م.ت
[/FONT]