الموسيقار يوسف القديل : الحوت حالة نادرة في الأغنية السودانية و من الصعب تكرارها
وعد اللقيا وسيب عنادك، لهما مقام خاص في نفسي
الموسيقار يوسف القديل اسم فني كبير، لمع نجمه عبر فضاء واسع، وقدم العديد من الإلحان للفنان الشباب والكبار، وأستطاع أن يفرض وجوده في الساحة كملحن له لونية مختلفة ومتطورة، بعيدا عن التقليدية والإجترار، عانق ضفاف الأغنية. السودانية بألحان مازالت معلقة في السماء، أسهم وبصورة فاعلة، في دعم وتطوير الأغنية الشبابية وذلك عبر توأمته الشهيرة التي جمعته مع فنان الشباب الراحل المقيم محمد عبد العزيز، أو كما يحلو أن يسميه عشاقه (بالحوت)..
جلسنا معه في حوار مطول حول الكثير من القضايا والذكريات، فخرجنا منه (بالخطير) الذي سوف تطالعونه ولأول مرة عبر صحيفة “التغيير” فمعاً إلى الجزئية الأولى من الحوار..
· حلقة دائرية اجتاحت أصوات وألحان المطربين الشباب.. فأصبحت اسطوانة مكرورة ؟– كل ما يحدث سببه هشاشة النص ورداءة اللحن ، فأصبحت الألحان الدائرية التي ذكرتها تسيطر على الرائج من الأغنيات المطروحة في الساحة، وهذا ما جعلها أشبه ما تكون بغناء السباتة..
· أيعني ذلك، أن هذه هي الأسباب التي جعلتها تدور في فلك التقليدية العمياء..؟– بالضبط ومن الأسباب الأخرى عدم احتوائها لأي تضاريس لحنية توضح امكانية الصوت، وأقرب تشبيه لهذا الأسلوب هو (القوقاي) وهو أسلوب بدائي لا يطور ولا يضيف شيئاً للأغنية.
· هذا الحديث ينافي حقيقة أن هناك مدارس موسيقية اضافت الكثير؟– الاضافة تكون بالتطبيق الفعلي لما تعلمه خريج تلك المعاهد والجامعات، ومن الضروري أن ينعكس في أدائه وترقية الصوت بالتكنيك، وبالرغم من كل ذلك خرجت تلك الكليات الموسيقية أجيالا فنية، قدمت الكثير للأغنية السودانية، وكتبت اسمها بأحرف من نور، ومن افرزاتها الرائع مصطفى سيد أحمد، محمد الأمين ووردي والقائمة تطول.
· تمر الأيام (فتصبح الذكرى ناقوساً يدق على جدار قلب يتيم)، توأمة غريبة جمعت بينك والراحل المقيم محمود عبد العزيز، ماذا أنت قائل عنها ؟– الراحل المقيم محمود عبد العزيز فنان متفرد وجدت فيه الصوت الذي يتمتع بملكة خرافية، ويتم الغائب الحاضر محمود بمساحات واسعة، امتلك جميع ألوان الطيف من حيث التطريب.
· هذا احساس انساني جميل، ولكننا نتساءل ما الثمار التي أخرجتها هذه التوأمة..؟– أثمرت هذه التوأمة عددا كبيرا من الأغنيات والألحان التي انسربت الى وجدان الملايين دون استئذان، أذكر منها (سيب عنادك) ولها مقام خاص في نفسي.
· نرجع بالزمن مرة ، ونقول كيف بدأت العلاقة بينك والراحل (حوت) ، وما الظروف الذي شجعتها على الاستمرارية؟– هذه قصة طويلة، ولكن موجزها أنها بدأت من الأبيض في ثمانينات القرن الماضي، وما شجعها على الاستمرار، شركات الانتاج الفني عندما توقفت الاذاعة والتلفزيون آنذاك، وأكثر ما دعمها توفر الاستديوهات ذات التقنية العالية من حيث المعدات والهندسة الصوتية، والتي أشرف عليها مهندسون أهل خبرة وطرح، أذكر منهم صابر قسم الله ،هادي شعيب، طارق عبودة وشريف شرحبيل جميعهم كانوا مؤمنين بموهبة (الحوت) الفذة ، وهذا ما دفعهم للوقوف خلفه ودعمه.
· قبل أن نرجع للحوت مرة (أخرى)، نطلب منك أن تعكس فوزك بجائزة أفضل لحن عربي؟
– المسابقة كانت بمشاركة كبيرة من الدول العربية ، حيث كانت تنحصر في لحن واحد، فاز بميدالية ذهبية بالقاهرة عام 2010.
· وماذا عن تواصل الأجيال، بتعاونك مع مطربين جدد؟– في معيتي الفنان فتحي السمدي وهو حقاً فنان موهوب دعمته بمجموعة من الألحان والأغنيات ،سوف ترى النور في الفترة القادمة إن شاء الله.
حوار/ علي أبو عركي
صحيفة التغيير
ت.أ