قير تور

الكفاءة أم الولاء؟

[ALIGN=CENTER]الكفاءة أم الولاء؟ [/ALIGN] [ALIGN=JUSTIFY]أداة قياس غير منظور لأنه ببساطة شئ معنوي ومفهوم فقط عبارة عن نفسك وضميرك، والمطلوب منك وضع هاتين الكلمتين (الكفاءة والولاء) أمامك ثم ترسم بهما مستقبل الجنوب قبل الحاضر….. مسألة صعبة مثل تلك الحالة التي كان عليها أحد الفلاسفة عندما طلب من تلميذه إحضار جمرة نار إليه وهو لم يعطه اناء يقوم به بالمهمة وكان التلميذ فطناً فلم يعترض على طلب الحكيم إنما أحضرها إليه بسهولة فهو قد أخذ كمية من الرماد ووضعها على كفه ثم وضع جمرة النار فوق الرماد وسار إلى الحكيم سالماً وكذلك جمرة النار كانت سليمة…. فضحك الحكيم وقال بأن تلميذه تفوق على معلمه.
والحكاية أعلاه هو التقليد الإيجابي المطلوب وإذا كان كل شخص على ذلك النمط لكانت المشاكل معدومة.
المهم… لننظر التقليد المتبع في السودان في العمل وفي الاتهامات: خرج جماعة الحكم الثنائي من القصر الجمهوري بالخرطوم، جلس السوداني الذي كان يناضل باسم الشعب في كرسي المستعمر واستبدل القليل منهم زي المستعمر، فالبعض بقي لابساً البنطلون والقميص والبرنيطة والعصا وصار يختال بنفس الطريقة التي كان كل من المصريين والإنجليز يسرون بها… والبعض الآخر غير هذه الأزياء ولبس الجلباب لكنه احتفظ بالممارسات… عليه فالذين لم يحصلوا على الأزياء هم البعيدون عن المركز وبالتالي فنضالهم تحول إلى المستعمر الجديد.
وبحكم وقوع مناطق الشمال والوسط من صنع القرار فقد صار كل من كان موجوداً في هذه المنطقة بطريقة أو بأخرى إما مكتسباً علوم المركز أو مستفيداً من أموال المركز وبالتالي فالبعيدون من المركز لا يميزون بين الحاكم والمحكوم ما داموا كلهم في المركز… ثم يذهب الأمر أكثر من ذلك عندهم عندما يوصف كل الشماليين بكل صفات المستعمر فلا يهم الناطق بالكلمات.. كفاه الشكل واللون.
وما دام السلاح الفعال الذي ظل يشعل الثورات ضد المركز دائماً هو سيطرة فئة معينة حسب الدعاية المشيرة إلى سيطرة الشمال، فيبقى من السهل كذلك استخدام نفس السلاح ضد من أطلقه عندما كان يقود الثورة…. وفي الحالتين فالصورة العامة تكفي الشخص المغبون والإدراك يتم في اغلب الأحيان بصورة كلية ولا يتم التمييز إلا بعد تدقيق.. والتدقيق في أوقات العجلة غير مفيد.
إذن فليجرب الجنوب اليوم نفس السلاح الذي ظل فعالاً ضد الشمال او المركز لا يهم… فنفس الجنوبيين الذين تجد الصحف المكتوبة بالإنجليزية تهاجم الشماليين تجد بعضهم يهاجم بشدة سيطرة الدينكا.
وفي داخل الدينكا ستجد بعض الناس يهاجمون قبيلة معينة بالسيطرة على الحكم في الجنوب… وهكذا كل مرة ستجد نفسك تواجه اتهامات تتحول الى جهة معينة حسب المكان وليس النوعية في الخدمة المقدمة.
وعليه سنكون أمام حقيقة صعبة التمييز حالياً ايهما افضل الولاء أم الكفاءة لتحقيق المنشود من شعارات الثورة أم أن الثورة توقفت في المحطة الحالية.
حسب رأيي فهناك فرق كبير بين محاربة افراد ومحاربة افكار، ولذا ففي الأول لا يتم التمييز بين السلوك ولون من تقابل فهناك لون معين يجب محاربته.. بينما في الثاني يختف الأمر تماماً فيكفي توافق الهدف بغض النظر من هو الذي يختلف معك فعدو الأمس قد يكون صديق اليوم أو العكس.[/ALIGN]

لويل كودو – السوداني-العدد رقم 1179- 2009-2-23