[JUSTIFY]
الفنون بتنوعها واختلافها وتداخلها تعد من الرسالات السامية والنبيلة، وتعتبر لغة عالمية لها مقدرة كبيرة على التواصل والتحاور مع الثقافات المتنوعة، وحمل كل هموم وقضايا الإنسان الجمالية والذوقية إلى الفكرية والفلسفية والإنسانية، إن كان على نطاق القطر الواحد أو العالم بأكمله، يؤدي وظيفة مهمة وفعالة وقادرة على التغيير، ومعالجة كل القضايا الاجتماعية السياسية والاقتصادية، وكان له الدور الأكبر في تقريب وجهات النظر ما بين الدول التي تأثرت علاقاتها وتاهت دبلوماسيتها، بالإضافة للعمل في مناطق الصراع ومناطق الهامش، كوسيلة تعليمية وتثقيفية قادرة على الاختراق، ومنذ زمن بعيد كان وما يزال الفنانون يقيمون الحفلات الخيرية من أجل مساعدة الضعفاء والمحتاجين والمتعسرين، ونجد أن الفنان الكبير محمد الأمين، وكمال ترباس وفرقة عقد الجلاد وحنان بلولو ومحمود عبد العزيز، هم أكثر من أقام حفلات جماهيرية خيرية، بالإضافة لآخرين يقيمونها من فترة لأخرى، وشهدت الأعوام السابقة تأثر العديد من المناطق بالأمطار والسيول مما حرك مواضع الإنسانية داخل الفنانين الذين ساهموا بقدر كبير في دعم ومساندة المحتاجين، منهم من انضم إلى مجموعة، كالفنان سيف الجامعة، الصادق شلقامي، وليد زاكي الدين، صفوت الجيلي، صباح عبدالله، عمر إحساس وغيرهم، الذين انضموا إلى جمعية المروءة الخيرية التي سيرت أكثر من قافلة لدعم المتضررين، ومجموعة السلطة السادسة بالواتساب التي تضم ياسر تمتام، عصام البنا، أفراح عصام محمد نور، فيهمة عبد الله، محمد حسن حاج الخضر، عازة أبو داؤود وهبة وهند الطاهر وغيرهم من الفنانين والإعلاميين، وكان لهم حضور إنساني مشهود خلال الفيضانات الأخيرة، وقدموا من خلالها دعم لمنطقة الصالحة والقيعة قوامه قافلتان خلال فترة وجيزة، ومنهم من انضم لجسم آخر وفيهم من تحرك لوحده وساند وتصدق، وخلال الأيام الفائتة انتظمت بمسارح الخرطوم عدد من الحفلات الخيرية التي أحياها عدد من الفنانين، نانسي عجاج، طلال الساتة وآخرين، لصالح مشروع مستشفى الشعب السوداني لزارعة الكلى، وقبلها حفل منظمة رعاية مرضى السكري التي أحياها الفنان كمال ترباس ومصطفى السني، وخلال الفترة الأخيرة انضم نوع آخر من الفنون لمنظومة العمل الإنساني، فأعلنت مجموعة “وجوه” المسرحية ومؤسسة مدارك للثقافة والإعلام عن تعاون إنساني من أجل تقديم المساعدة للمحتاجين عبر مسرحية (في شنو)، التي تم تدشينها بمسرح قصر الشباب والأطفال، ولا أنسى مشروع (عديل المدارس) الخيري الذي يقوم به الكوميديان طارق الأمين ورفاقه، وتشهد خشبة المسرح القومي مساء غدٍ (الأحد) العرض المسرحي لمسرحية (رجال آخر زمن)، التي أعلن الممثل والمخرج حسن يوسف بأن هذا العرض عبارة عن مساهمة من أجل كفالة 53 أسرة بقرية الفتح بأم درمان.ويقول الفنان عمر إحساس إن الفنان يتميز عن غيره بخصائص متعددة في المقدرة على مخاطبة الجمهور والتأثير فيه، مضيفاً أن الفنان له قبول عريض من كل المجتمع، وأكد عمر أن العديد من المنظمات العالمية تعتمد في دعمها وتسيير مشروعاتها الإنسانية على الفن، باعتباره أفضل وسيلة لجذب الخيرين، مشيراً إلى أن الفنانين هم أكثر الفئات الذين يتم اختيارهم سفراء للنوايا الحسنة في العالم. وقال إن الفنان في السودان لا يملك المال، ولكنه يملك رصيداً كبيراً من المحبين والجمهور الذي يلبي دعوته في كل الأوقات، وله المقدرة في حثهم على المساهمة في الأعمال الإنسانية، بالإضافة لعلاقاته الاجتماعية الواسعة التي تمكنه من استثمارها في الأعمال الخيرية، واصفاً الفنان بصانع السلام والتواصل الاجتماعي الإنساني. من جهتها، أكدت الفنانة نسرين هندي أن واجب الفنان مساندة ومساعدة المحتاجين في المجتمع، وأضافت أن مساعدة ودعم المحتاجين واجب وطني وإنساني، وعلى الفنان مناشدة الخيرين من خلال صوته وفنه، وترى نسرين أن الفنان له المقدرة في تحريك جمهوره لصالح العمل الإنساني، لأن الفن الغنائي له تأثير مباشر أكثر من غيره من أنواع الفنون الأخرى
الخرطوم: برعي الأبنوسي
صحيفة التغيير
ت.أ
[/JUSTIFY]