تحقيقات وتقارير

اليوناميد.. الخوف من الاصطدام بحركات التمرد

[JUSTIFY]انتقادات كثيرة تم توجيهها ناحية قوات «اليونميد»، أبرزها الاتهام بأنها أصبحت عالة على حكومات دارفور وعلى الحكومة المركزية. حيث باتت حماية تلك القوات مكلفة جداً وبالغة الثمن والتكاليف، وهذه القوات رغم الامكانيات الهائلة المدججة بأحدث أنواع الأسلحة والتي تستخدم أجود وأقوى الناقلات العسكرية ويرتدي أطقمها الخوذات الضخمة والحامية، إلا أنه مع ذلك لا تقوم بحماية المدنيين أوحتى حماية نفسها وممتلكاتها، وكأن الذين يقتتلون أمامها من المدنيين والذين يتقاتلون قربهم من المسلحين يؤدون عملاً درامياً لتسليتهم!، لذا فإن اليوناميد مشكلتها تكمن في أن قواتها تعمل وفق صلاحيات محدودة، كما أن الدول الكبرى لا تريد التورط في المهمة وتركت أمرها للأفارقة من حيث الإدارة وتقنين الصلاحيات وأن دورها اقتصر فقط في التمويل.
ويقول تاريخ يوناميد فى السودان انها انشئت بعد سبع سنوات من اندلاع أزمة دارفور حيث أصدر مجلس الأمن قراره رقم «1769» بتاريخ 31 يوليو 2007 المندرج تحت البند السابع والقاضي بإنشاء القوة المشتركة «الأفريقية الدولية». وهي أكبر قوة سلام في العالم، معززة بمصفحات ومروحيات .

وكان اتفاق قد تم بين الحكومة والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي بتنفيذ خطة تقضي بأن تحل القوة المشتركة محل قوات حفظ النظام الأفريقية الموجودة بدارفور والمكونة من ثماني كتائب يبلغ عددها سبعة آلاف جندي من نيجيريا ورواندا والسنغال وجنوب أفريقيا.
والمناط باليونميد مهمة حفظ الأمن في دارفور وتحسين ظروف نقل المساعدات الإنسانية إلى سكان الإقليم ودعم السلطة الانتقالية فيه والمساهمة في تعزيز حقوق الإنسان وسيادة حكم القانون.
ورغم أحداث الخطف المتكررة التي يتعرض لها منسوبو اليوناميد إلا أنه لم يقع أي صدام مسلح مباشر بين البعثة والعصابات التي تمارس الخطف، ووضح جلياً أن البعثة حذرة جداً ولا ترغب في الصدام المباشر مع الحركات المتمردة، بل في كثير من الأحيان تتقوقع تلك القوات على نفسها بحيث تصبح فريسة سهلة للمتفلتين والحركات المسلحة وتكون مصادر سهلة للحصول على السلاح والمواد الغذائية.

العديد من حوادث الاختطاف والاقتتال التي وقعت لمنسوبي البعثة المشتركة بدارفور، وتبادلت الحكومة والحركات المسلحة الاتهامات حولها تكون قوات اليوناميد هي الضحية، ففي فبراير من العام الماضي أفرجت حركة العدل والمساواة عن «49» فرداً من قوات البعثة الأممية الإفريقية المشتركة بعد أن احتجزتهم لساعات بإحدى مناطق شمال دارفور، وبرر المتحدث باسم الحركة جبريل آدم بلال حينها بان احتجاز قوات اليوناميد ومن معهم من موظفين سودانيين لدخولهم مناطق تسيطر عليها الحركة دون الحصول على إذنها واتهم اليوناميد بأنها تعمل بالتنسيق مع عناصر مخابراتية سودانية للتجسس على الحركة.
فيما اختطفت مجموعة مسلحة في أغسطس من العام الماضي اثنين من قوات اليوناميد وعربة تابعة لهما من داخل سوق مدينة كبكابية بشمال دارفور واقتادوهم إلى جهة غير معلومة، وقال شهود عيان حينها لوسائل الإعلام أن مسلحين ملثمين يرتدون الزي العسكري يعتقد أنهم من المليشيات الموالية للحكومة يستقلون سيارتين لاندكروزر، هددوا الجنديين، وأمروهما بالصعود إلى احدى العربتين، ومن ثم اقتادوهما إلى جهة غير معلومة.

ويقول الحاضر الراهن اليوم ان هذه القوات فشلت فشلاً واضحاً وبجانب فشلهم في الحفاظ على الأمن نجدهم قد صاروا أهدافاً سهلة لحركات التمرد ولعشرات المرات ما انعكس ذلك سلباً على أداء القوات في الولايات المختلفة.. نجد أن اليوناميد وبمجرد مجيئها فقد منحتها الحكومة السودانية كل التسهيلات المطلوبة لنقل وجلب آلياتها لداخل البلاد وبالفعل فقد أحضرت القوات معدات كثيرة الا ان التقارير الواردة من اليوناميد تؤكد أن أفراد البعثة قد شكوا من بُعد المناطق في دارفور عن بعضها البعض. ورغم تلك التسهيلات إلا أن التجارب أثبتت أن اليوناميد أضحت عالة على مواطني دارفور..

صحيفة الإنتباهة
ت.أ
[/JUSTIFY]