محمد الطاهر العيسابي: أُخُد ليك لَفه وتَعال !!
قبل أسبوع أو يزيد حدث عطل بحاسبي المحمول ذهبت به إلى قلب العاصمة السودانية الخرطوم ، نظر فيه الفني ثم شال نفسو وقال تعال بعد شويه لحدي مانشوف فيهو شنو ، حضرت بعد شويه فاكتشفت أن الشوية تعدل مقدار 24 ساعة مما تعدون ، في اليوم الثاني تم إكتشافه بأن به عطل في المروحة وقد تحتاج نظافة بكحول ويعود الجهاز كما كان حمدنا الله كثيراً وقلت في نفسي بسيطة ، في اليوم الثالث تم إكتشاف أن المروحة بعد النظافة ﻻتعمل ، وتحتاج ﻷخرى وأن إسبير ماركته غير متوفر بالسودان ، ولكن ستتم معالجة ما ، في اليوم السادس جاءني إتصال في المساء مع موعد إغلاق المحل لإستلام الجهاز ، وبالفعل ذهبت في اليوم السابع ، وفؤجئت أن الجهاز بعد أن تم إصلاحه إكتشف أنه سيفصل بعد كل ساعتين ، ونصيحته لي أن يباع سكراب ، سبعة أيام جيئة وذهابا وإتصال لنخرج بنتيجة أن تذهب به إلى التشليح !!
ذهبت لزيارة شقيقتي بإحدى أحياء الخرطوم في إحدى المرات وعندما حان وقت العصر ذهبنا إلى الصلاة بعدها عرفت أن هناك إجتماع للجنة المسجد مع المصلين لتأخير أذان وإقامة العصر لقرابة ساعة لإنتظار المصلين ، أي والله كما أحدثكم ، إجتماع بالمسجد لتأخير مواعيد وقت الصﻻة ، همست في من يجلس بجانبي ناسكم ديل جادين !! ، ثم نهضت أنفض ثيابي محدثا نفسي يعني بقت على ديل هي الساعة مجرورة في السودان !!
قال تعالى : ( ﺇِﻥَّ ﺍﻟﺼَّﻠَﺎﺓَ ﻛَﺎﻧَﺖْ ﻋَﻠَﻰﺍﻟْﻤُﺆْﻣِﻨِﻴﻦَ ﻛِﺘَﺎﺑًﺎ ﻣَّﻮْﻗُﻮﺗًﺎ ) وفي السودان إجتماعات لتأخير الصلاة ، فموضوع عدم توحيد الأذان في العاصمة الخرطوم حدث وﻻحرج ، فالحال من بعضه ، بجوارنا مسجدين يؤذن الأول الظهر الساعة الواحدة والآخر بعد نصف ساعة من الأول أي الواحدة والنصف ، ما أن يقيم الأول الصلاة إﻻ وتسمع الثاني يصدع بالنداء ! مساجدنا تؤذن بالمزاج وﻻ حسيب وﻻ رقيب وﻻشؤون دينية وﻻ أوقاف !
تناول كباية شاي يستغرق منا عدة ساعات فما بال الإفطار وخاصة لموظفي الدولة ، فإن قيل لك ذهبوا للفطور أقنع من وقتك وأحتسب صبرك و البركة في الواتساب ، أما مواعيد السواد الأعظم من الحرفيين إﻻ من رحم ربي فذاك عالم خاص أسأل الله أن يبعدكم عنه ، تذهب بعطل بسيارتك قد تحتاج لإجازة من العمل لتقضيها جيئة وذهابا لإصلاح سيارة ، يبدأ الموعد للإستلام ب أخد ليك لفه وتعال وستكتشف أن اللفه المقصود بها هي لفه حول العالم وليس كما تظن ،، والله المستعان !!
إلى لقاء
بقلم : محمد الطاهر العيسابي
[email]Motahir222@hotmail.com[/email]
لصحيفتي الوفاق ـ السوداني
الناس إحساسه بالزمن وغير الزمن مات
بقت ما فارقه معاها