تحقيقات وتقارير

الاتكالية في الأسرة .. الأنانية والانتهازية

[JUSTIFY]الاتكالية داخل الاسرة ظاهرة سلبية ناتجة عن انخفاض تقدير الذات لدى الفرد ما يؤدى الى انعدام المبادرة، ولها عدة اسباب فالتنشئة غير المتوازنة داخل الاسرة تخلق شخصاً اتكالياً. فيجب على الاسرة تدريب الابناء على تحمل المسؤولية فى كل مرحلة عمرية بما يناسبها من غرس للقيم وسلوكيات، فتنشأ شخصية فاعلة للاسرة والمجتمع ففى الاعوام الاخيرة ارتفعت نسبة العطالى من الخريجين واصبحت بمعدلات كبيرة. «الإنتباهة» اجرت استطلاعاً عن الاتكالية واثرها على الاسرة والمجتمع وختمته برأى علم الاجتماع وخرجت بالاتى..

تعامل بأنانية
اسامة عبده «موظف» قال يعجبنى الرجل العصامى الذى يعتمد على نفسه فى كل شئ ولكنه فى زماننا هذا ومجتمعنا السودانى تحديداً قد تلاشى ان لم يكن منعدماً، ومن الملاحظ ان بعض من الرجال قد تعودوا على خصلة لا تليق بسودانيتهم وهى الاتكالية ففى الاسرة البسيطة اصبح جل افراد الاسرة يعتمدن على فرد واحد ليعول الاسرة ويصرف عليها بحجة ان الابناء لم يجدوا وظيفة اوفرص عمل اخرى، ولم يقف الحد عند ذلك فقط بل امتد الى الاسرة الكبيرة واصبح رجل واحد يصرف على عشرات الاسر حتى صار الامر كالواجب ولا يجدون فيه حرجاً وهناك بعد آخر وهو الاعتماد على الغرباء.

أميمة عبدالرحمن «سيدة أعمال»
بدأت حديثها وقالت ان اول شخص من الاسرة يتوظف يقوم بتحمل المسؤولية فى المنزل لانه يحاول ان يخفف على اهله ويشارك فى تربية بقية اخوته الصغار، فعندما يكبرون لا يفكرون فى مساعدة الاسرة ويتعاملون بانانية شديدة بحجة عدم وجود وظيفة ولكن فى رأيي طالما انه اكمل دراسته فمن الممكن ان يعمل اى عمل حتى يتقاسم المسؤولية مع بقية افراد المنزل نسبة للظروف الاقتصادية الصعبة.
من الظلم ان تعتمد الاسرة على يد واحدة لتنفق عليها هكذا بدأت سكينة عمران حديثها وقالت يجب ان يتكاتف الابناء مع بعضهم للانفاق على الاسرة وربما يعوق ذلك من طموحات واحلام الشخص الذى يعتمد عليه فى الانفاق، فغياب التكاتف يشكل هاجساً ففى السنوات الماضية كانت الاسر السودانية متكاتفة مع بعضها البعض وكل الابناء يعملون فى اى وظيفة، اما الان فبعض الخريجين اتكاليون ولا يعملون فى اى مجال بحجة عدم وجود الوظيفة المناسبة، فالشخص الاتكالى شخص كسول وغير طموح فمرحلة الشباب من اهم المراحل العمرية التى يمكن ان ينتج فيها الفرد فيضيعها البعض مع العطالى والشلليلات.

الاعتماد على الابن الأكبر
عمر الطيب «معاشى» قال ان الاتكالية فى الاسرة أحياناً يكون احد الابوين طرفاً فيها فيجعل الاعتماد عليه فى شخصه دون مساهمة من الابناء او يتم الاعتماد على الابن الكبير، فلدى صديق اغترب فى احدى الدول مدة طويلة جداً حتى تخرج الابناء اسرته تقيم بالسودان وهو يعمل بالخارج، فقد عود ابناءه على الاعتماد عليه فى كل صغيرة وكبيرة فتخرج ابناؤه الثلاثة ولم يعمل واحد منهم وما زال الاب يعول الاسرة لوحده.
ويروى «ف ـ ن» قصته ويقول انا الابن الاكبر فى اسرة تتكون من تسعة اشخاص فقد توليت دور الاب بعد وفاة الوالد فعملت فى احدى الجهات براتب مميز افاد الاسرة وجعل اخوانى يتعلمون، وبعد ان تخرجوا من الجامعات فضلوا عدم البحث عن وظيفة فاضطررت لان اصرف على اخواتى من البنات ووالدتى واقنعت اخوتى بالعمل فى السوق الى ان يجدوا وظيفة والحمد لله يعملون بوضع جيد.

رأي علم الاجتماع
الاعتماد على شخص واحد فى الاسرة «الاتكالية» يرجع فى المقام الاول للتنشئة الاجتماعية للطفل فى الاسرة، والتى يجب عليها ان تعود الطفل منذ صغره الاعتماد على نفسه بتدرج مراحله العمرية، كذلك نجعله يعتمد على نفسه اولاً من داخل المنزل فى مسؤوليته من نفسه أولاً ترتيب غرفته غسل ملابسه، وعلى الاسرة ان لا تلغى شخصية الطفل منذ الصغر بالتدليل المفرط والحماية الزائدة ومن ثم اذا وجد فرصة عمل لا تتضارب مع دراسته نجعله يعمل ليكون بعد التخرج شخصاً فاعلاً فى الاسرة والمجتمع فالاتكالية تجعل الشاب غير منتج وتصيبه بالخمول والكسل والتبلد ويتهرب من المسؤولية،
فالاعتماد على شخص واحد له عدة مضار وغالباً ما يكون الشخص المعتمد عليه هو الابن الكبير فى الاسرة فيكون كل همه ان ينفق على اسرته وتمر السنين ويجد نفسه فى دوامة الانفاق هذه، ما يحد من بعض طموحاته المستقبلية مثل الزواج ويؤثر ذلك نفسياً عليه، كذلك عندما تسود الاتكالية فى المجتمع يكثر عدد العطالى من الخريجين الذين اذا حاول كل شخص منهم ان يعمل فى اى وظيفة لساهم فى زيادة دخل الاسرة وبالتالى افاد المجتمع.

كتبت: أفراح تاج الختم
صحيفة الإنتباهة
ت.أ[/JUSTIFY]

تعليق واحد

  1. الاتكاليه م عيب وﻻ غلط
    قول مثﻻ ابوي مغترب ومقررررش في داعي اقوم انا اشتغل !!
    الشغل دا اولى بيه واحد وضعو المادي كعب