رأي ومقالات

محمد الطاهر العيسابي: مستشارو العدل .. أطلبوا اللجوء في اليابان !!

في العام 1997 إستوقف السوداني الكفيف محمد بشير أحد المّارة بالسوق العربي في العاصمة السودانية الخرطوم ليسأله عن ( وِجهة ) كان يقصدها وقبل أن يسمع له الرجل بادره قائلاً : ( الله كريم ) ، بعدها غادر محمد بشير ميمماً وجهه شطر اليابان حيث هناك تُحترم الإنسانيّة والناس ، فأصبح ملء السمع والبصر تناقلت خبره وكالات الأنباء العالميّة وأكتشفته أخيراً ( المحليّة ) .
وقد أوردت قناة الجزيرة الاخبارية تقريراً عن بشير السوداني الذي إستطاع أن يتغلب علي إعاقته بفضل الله أولاً و إرادته القوية في بلد تعتني بالإنسان !! يقول التقرير أن السوداني محمد بشير غادر السودان منذ عشر سنوات قاصداً أكثر دول العالم تطوراً وهي اليابان من أجل أن يحصل علي فرصة عمل يُؤمن بها مستقبله ومستقبل عائلته ، وكان له ما أراد بفضل الله أولاً و فضل عزيمته القوية وتدرج بنجاح في عمله ، ليصبح رئيس قسم في أكبر الشركات اليابانية بعد المؤهلات العلمية الكبيرة التي حصل عليها باليابان.

وتحكي واحدة من أفراد أسرته أن بشير إستطاع أن يحصل علي أعلي الشهادات وأن يلتحق بالعمل في إحدي شركات الإستثمار في اليابان وأضافت أن محمد يستطيع الذهاب للعمل لوحده كما يستطيع أن يقطع الطرقات بفضل ( العصا ) الذكية التي يحملها في يده دون مساعدة من أحد ، كما يستطيع الصعود علي المصعد الكهربائي ويجيد التعامل مع الكمبيوتر ويستطيع فتح بريده الإلكتروني بنفسه بكل سهولة ويسر دون عون كما ظهر بمقطع الفيديو ( المتداول ) !!

ماذا لو كان محمد بشير مع أخوته الرضي حسن الرضي ، عبد الفتاح خليفة ، بابكر عوض محمد ، مجذوب كمال محمد ، منصور محمد توم و إخلاص البشير النمير، الذين اجتازوا كل مراحل معاينات وزارة العدل السودانية ( بنجاح ) للتقدم في وظيفة المستشارين المساعدين ، ومع ذلك تجاوزهم نهج وزارة العدل في قائمة المطلوب حضورهم للتوظيف ، لأنهم من ذوي الإعاقة البصرية والحركية ، ومن المخجل جداً والمؤسف تعامل لجنة معاينات وزارة ( العدل ) على طريقة ( الله يدينا ويديكم ) ، فكانت الأسئلة ( المستفزة ) لهم كما أوردها الزميل الطاهر ساتي من نوعيّة ( إنت بتتعامل كيف مع الإعاقة ؟ ، عندك زول بيساعدك في البيت؟ ، إنت اتعوقت متين ؟ ، كُراعك دي مالها ؟! .

هل تتوقعوا أن اليابان ( الكافرة ) قد سألت محمد بشير بهكذا أسئلة محبطة وجارحة ومؤذية للمشاعر ، أم كان الفيصل بينه وبين الوظيفة ( النجاح و الأداء ) ، هل كان هؤلاء سبباً في هذه الإعاقة أم أقدار وإبتلاء من الله ، وهل يضمن من أستبعدهم أن لايفقد بصره أو تتعطل حركته يوم ما ، أليس هؤلاء بأحق ( بالعدل ) !!
نصيحتي للمستشارين الرضي واخوته أطلبوا اللجوء والعمل في اليابان فإن فيها حاكم نصرانياً لايظلم عنده أحد !
إلى لقاء ,,,

بقلم : محمد الطاهر العيسابي
[email]Motahir222@hotmail.com[/email] *صحيفتي الوفاق والسوداني .