رأي ومقالات
وزارة العدل.. ظلم أهل القانون .. !! ووزيرها يسأل حراس المبنى وهو صاعد إلى مكتبه، من هؤلاء؟ فيجيب الحراس : هؤلاء هم أسر شهداء سبتمبر،
* كم من وقفة احتجاجية نفذت أمام مباني وزارة العدل، ووزيرها
يسأل حراس المبنى وهو صاعد إلى مكتبه، من هؤلاء؟ فيجيب
الحراس : هؤلاء هم أسر شهداء سبتمبر، وتارة أخرى هؤلاء هم
المطالبون بالقصاص في قضية مقتل شهداء كجبار، أو هؤلاء هم
أسر المعتقلين السياسيين، أو هم أبناء دارفور، أو هم الصحافيون
المطالبون بإيقاف مصادرة الصحف ومنع الرقابة القبلية على
الصحف .. أو أو أو أو …… وفي كل وقفة احتجاجية سلمية يستلم
وزير العدل مذكرة مطلبية يتم زجها في الدرج بين الأوراق وتروح
في طي النسيان كسابقاتها، كما لا ننسى أن معظم الوقفات يتم
تفريقها بقوة الشرطة .. !!
* الفرق بين كل الوقفات التي كانت أمام مباني وزارة العدل، ووقفة
المعاقين) من ذوي الاحتياجات الخاصة ) هو : الوقفات السابقة
كانت تطالب وزارة العدل الإنصاف وتطبيق القانون باعتبارها الجهة
المسؤولة من تنفيذ القوانين ومعاقبة المخالفين والمجرمين، أما وقفة
ذوي الاحتياجات الخاصة أمس الأول كانت ضد وزارة العدل ذات
نفسها باعتبارها خالفت القانون وظلمت هذه الفئة، وفي بادئ الأمر
تراجعت وزارة العدل ووعدت بحل المشكلة وتعين المبعدين السبعة
خلال ۷۲ ساعة، وعلى ضوء هذا الوعد تم تأجيل الوقفة الاحتجاجية،
ولكن على ما يبدو لم يتبق هناك جهاز حكومي أو مؤسسة عامة
يمكن الوثوق فيها، جميعهم لا وعود لهم و لا مواثيق، وكيف لا ومن
رافق قوما أربعين يومًا صار مثلهم، وهنا المرافقة تجاوزت ربع
قرن من الزمان، المهم .. طالما لم تفِ وزارة العدل بوعدها، ولم تقم
بإعطاء ذوي الاحتياجات الخاصة حقوقهم، لا طريق آخر سوى طريق
الخارج، المنظمات الدولية من أمم متحدة وحقوق إنسان واتحاد
أوروبي وغيرها، ونهدي وقفة ذوي الاحتياجات الخاصة الاحتجاجية
لكل من يقول إن النضال من الداخل في ظل الوضع الراهن يمكن أن
يأتي بنتيجة، ويكفي أن نصرة شهداء سبتمبر جاءت من الخارج
ولولا تحرك الناشطين الخارجي من خلال مجلس الأمن لما بقي
السودان في البند العاشر لحقوق الإنسان الذي يدين النظام حقوقياً
ويجعله تحت وصاية خبير مستقل، ولما اعترفت الحكومة بوجود
تجاوز لحقوق الإنسان، ولاتحاد المعاقين نقول: أذهبوا بقضيتكم
لحقوق الإنسان هناك فقط ستجدون الحل، وكل قضايا المعتقلين لن
يأتي قرار الإفراج عنهم إلا من الخارج، فقط الخارج .. !!
مع كل الود
منصات حرة – نورالدين عثمان
صحيفة الجريدة