رأي ومقالات
صلاح حبيب : إلى متى ينتظر قطاع الشمال؟!
إنَّ وفد الحكومة كان من المفترض أن يصل مع وفد قطاع الشمال إلى مناقشة القضايا المتفق عليها.. دون السماح لهم التوسع في إضافة بنود جديدة، وطالما الوفد يراوغ يجب أن يستخدم الوفد الحكومي نفس الأسلوب ونفس المماطلة التي يقوم بها قطاع الشمال، فإذا تأخر وفدهم ساعة، على الوفد الحكومي أن يتأخر ساعتين وهكذا وما فيش حد أحسن من حد.. لأن التساهل ومد حبال الصبر كلها ستأتي بنتائج عكسية والطيبة التي يتمتع بها البروفيسور “غندور” والتعامل الراقي يُفهم منه أن البروف ضعيف ولا بد أن يمارسوا عليه ألواناً وأنواعاً من الحيل والخداع حتى يتمكنوا من إفشال الجولة، وإذا تضايق الوفد الحكومي يقوموا بفض الجلسات ويحملوا الوفد الحكومي سبب الانهيار علماً بأن وفد قطاع الشمال ليس راغباً في الوصول إلى اتفاق ينهي النزاع بالمنطقتين وحتى إذا ما تم التوصل إلى توقيع اتفاق سيخرجون في اليوم التالي بمشكلة جديدة تزيد من أزمة البلاد.. بل تكون هناك جولات أخرى لمناقشة مشكلة جديدة لم تكون في الحسبان.
إنَّ الأزمة أو الصراع الدائر الآن بين قطاع الشمال والحكومة لن ينتهي وعلى الحكومة أن تجهز نفسها لما بعد تلك الجولات.. طالما وفد القطاع يحاول أن يكسب وقتاً بالدخول في مفاوضات يعلم سلفاً أنها خاسرة ولن تقدم أو تؤخر في حل المشكلة.. وحتى الوسطاء لم يستطيعوا إقناع الطرف الآخر بل هم مستفيدون من هذا الصراع ووجدوا لهم وظيفة يقتاتون منها طالعين نازلين ماشين السودان جايين من السودان ماشيين أديس جايين من أديس ويستمر الموال والبسطاء والضعفاء من أبناء الشعب يلوكون الصبر وتزداد معاناتهم يوماً بعد يوم، تنتشر الأمية وسطهم وتنتشر الأمراض ويهجرون مدنهم وقراهم في انتظار المجهول، و”ياسر عرمان” ومن معه يعيشون حياة الدعة والراحة ويتاجرون بقضية الوطن.
المجهر السياسي
خ.ي